27-5-2024 | 08:31
ولاء جمال
في ذكري ميلادها أحب أكتب عن موقف أعتبره كبيرا فى حياتها إذ إن فى حياة الفنانين الكبار مواقف إنسانية كبيرة هى ما جعلتهم يحتلون هذه المكانة الراقية فى قلوب الجماهير، فالفنان الكبير تأتى مواقفه فى الحياة على المستوى نفسه ولا يتعالى على مكان أو جار أو صديق.
فى هذه القصة الإنسانية التى تُظهر جانباً من حياة سيدة الشاشة فاتن حمامة يظهر لنا مدى تواضعها وعدم استغلالها لنجوميتها أو علاقاتها بطبقات المجتمع للإضرار بشركة تعاملت معها فى عقار للسكن، إذ إن الفنانة الكبيرة فاتن حمامة كانت تسكن فى عمارة الليبون فى الزمالك، ذلك أن الكبيرة فاتن حمامة تعاملت مع المكان على أنه الرحم الذى شهد لحظاتها الإنسانية الجميلة، ومما لا يعلمه الكثير أن فى هذه الشقة صورت فيها أفلاما كثيرة وشهيرة؛ منها على سبيل المثال "الخيط الرفيع".
وحين جرت وقائع المشكلة تعاملت "فاتن" مع شركة للتأمين (مالكة عمارة الليبون) من منطق أن بيننا عشرة وليس بيننا مجرد مكان، والمشكلة أنه كان قد حدث عطبا فى خزانات المياه على سطح العمارة، وكانت هى تسكن فى الطابق الأخير فامتدت المياه إلى شقة فاتن حمامة وأتلفتها، وعندما أقامت دعوى تعويض للضرر على الشركة المالكة وطالبت بتعويض كبير قدره ثلاثين ألف جنيه، وتم الحكم لها بالتعويض من الشركة بخمسة آلاف جنيه فقط، ولأنها كبيرة وتقدر العلاقات الإنسانية بين البشر رفضت التشهير بالشركة، وعندما علم الصحفى أحمد عبدالعليم بتلك الواقعه فقد قابلها ليكتب عن هذه القضية، واستقبلته فاتن حمامة بكل ترحاب، ويقول: "فوجئت بردها دون إحراجى فى نفس الوقت، حيث كانت فى منتهى الاحترام والذوق والمثالية فى كل شىء فى أخلاقها وأدبها وطريقتها فى الحديث واستقبالها للضيف، فوجئت بها تقول لى "معلش أعذرنى ما أقدرش أشهر بالشركة اللى وضعتنى فى هذه الشقة الجميلة وهذا المكان الرائع".. هذه الجملة التى تنم عن عظمة شخصيتها فكان بإمكانها أن تجعل هذه القضية مثارة فى الصحافه، وتكون رأى عام وهى فاتن حمامة، وكان ذلك يمكن أن يؤثر فى رفع التعويض بالتأكيد.
هذه الجملة التى قالتها فاتن حمامه للصحفى أحمد عبدالعليم تنم عن عظمة شخصيتها لأنها تعاملت مع الشقة على أنها الحضن الذى عاشت فيه أجمل لحظات حياتها.