28-5-2024 | 14:44
عمرو والى
استطاع المهرجان الدولى للطبول والفنون التراثية على مدار 11 عاماً أن يصبح مهرجاناً شعبياً عالمياً، تشارك فيه الفرق الدولية الفنية بأعلامها وآلاتها الموسيقية وأزيائها التقليدية الشعبية، ليصبح بمثابة حوار حضارى بين مختلف الشعوب يجتمعون تحت راية الفنون التراثية، لينشروا البهجة والسعادة بمواقع القاهرة الأثرية.
وانطلقت فعاليات الدورة الحادية عشر من المهرجان تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء المصرى، وبرئاسة الفنان انتصار عبد الفتاح مؤسس المهرجان، وبالتعاون بين وزارة الثقافة، ومؤسسة «حوار لفنون ثقافات الشعوب»، ووزارة السياحة والآثار ممثلة فى هيئة التنشيط السياحى، ومكتبات مصر العامة، وذلك على مسرح السور الشمالى بجوار بوابة النصر تحت شعار «حوار الطبول من أجل السلام».
واستطاع المهرجان من خلال عروض الفرق المختلفة، منذ انطلاق دورته الأولى فى عام 2013 أن يعكس قدرة الإبداع على مد جسور التواصل بين الأمم وخلق تقارب وجدانى بينها رغم اختلاف اللغات، كما احتل على مدار الأعوام الماضية، مكانة خاصة فى نفوس الجماهير، واستطاع أن يعكس ريادة مصر على مدار التاريخ وانفتاحها على الآخر، وأن يؤكد قيمة الإنسان وأهمية ارتباطه بموروثه الشعبى، فهو يعد فرصة لإجراء حوار حضارى بين مختلف شعوب العالم من خلال الفنون التراثية.
ويخاطب المهرجان جميع أفراد الأسرة المصرية أطفالاً وشباباً ونساءً ورجالاً، فالجمهور ينتظر مهرجان الطبول من عام إلى عام، حيث يعد مصدراً للبهجة والتفاؤل فى عالم يمر بأوقات عصيبة، تحتاج فيه الشعوب إلى طاقة إيجابية، فيما تشهد دورة هذا العام التى تستمر حتى الأول من يونيو المقبل، مشاركة متميزة من فرق السفارات المقيمة فى مصر من مختلف ثقافات الشعوب، وهى جنوب السودان وفلسطين واليابان وكولومبيا والصين والهند، وأكثر من 30 فرقة من فرق وزارة الثقافة والفرق المستقلة بالأقاليم المختلفة، بالإضافة إلى إقامة معرض لفن العرائس والماريونيت بإشراف المخرج المسرحى محمد فوزى، يشارك فيها أكثر من 20 فناناً وفنانة.
وحظى حفل افتتاح المهرجان، الذى انطلق مساء الأحد، بإقبال جماهيرى كثيف، رغم زخات المطر، تجاوز سبعة آلاف متفرج ملأوا جنبات مسرح السور الشمالى، حرصوا على التواجد بشكل كثيف من مختلف أقاليم مصر وسط أجواء من البهجة والسرور.
وتضمن حفل الافتتاح السلام الجمهورى، بعد ذلك أقيمت ورشة دولية بمشاركة جميع الفرق برؤية فنية للفنان انتصار عبدالفتاح، حيث قدمت كل فرقة فنونها التراثية والإيقاعية المختلفة التى تفاعل معها الجمهور بالهتاف والتصفيق.
واختتم حفل الافتتاح بلوحة فنية تجمع دبكة فلسطين مع جميع الفرق المشاركة، تعبيراً عن تضامنهم مع فلسطين، وتم رفع العلمين المصرى والفلسطينى وباقى أعلام الدول المشاركة.
حضر حفل الافتتاح رئيس صندوق التنمية الثقافية وليد قانوش، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة عمرو البسيونى، رئيس البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية أحمد الشافعى وبعض السفراء، والمدير التنفيذى للمهرجان سهام إسماعيل، وقدمت الحفل فيروز عبدالفتاح.
وأكد الفنان انتصار عبدالفتاح مؤسس المهرجان أن هذا المهرجان يعد رحلة عبر ثقافات العالم المختلفة ولا تخلو حضارة من لغة الطبول فى تراثها الشعبى، حيث يتم استحضار هذا التراث وتقديمه فى قوالب فنية متجددة، مضيفاً أن هذا المهرجان يعد مهرجاناً متفرداً يعكس ريادة مصر على مدار التاريخ وانفتاحها على الآخر، ويؤكد قيمة الإنسان وأهمية ارتباطه بموروثه الشعبى.
وتأتى دورة هذا العام من مهرجان الطبول والفنون التراثية تحت عنوان «المواويل الشعبية»، وستشهد هذا العام أكبر تجمع لرموز فن العرائس والماريونيت للاحتفال بهذا الفن العظيم مع أكبر تجمع من فرق الفنون الشعبية والتراثية المصرية الأصيلة، ومشاركة فرق من فنون ثقافات الشعوب المختلفة.
كما تم تخصيص ركن لتقديم مسرح العرائس للكبار على هامش فعاليات المهرجان، بمشاركة الفنان طاهر عبد العظيم، الدكتور بقسم الديكور كلية الفنون الجميلة، والفنان القدير النحات محمود الطوبجى، والفنانة إيناس رمضان بمسرح الماريونيت، ورسامة كتب الأطفال الفنانة سمر صلاح الدين.
وتشارك الفنانة منار مصطفى بورشة العرائس الكورشية، ويشارك مصمم وصانع العرائس الفنان محمد سلام بورشة فن التحريك، وفنان العرائس محمد شبراوى بورشة فن التحريك أيضاً، وفنان العرائس والمخرج أحمد مصطفى بورشة فن الحكى وتحريك العرائس الماريونيت، كما تحضر فرقة كوريا للماسكات والعرائس بتوقيع الفنان ومنسق معرض العرائسيين محمد فوزى كيان.
وتقام الحفلات فى العديد من الأماكن المتنوعة، أبرزها مسرح السور الشمالى بجوار بوابة النصر، وساحة الهناجر بالأوبرا، وبيت السنارى بالسيدة زينب، وقصر الأمير طاز، على أن تقدم الحفلات مجاناً للجمهور، طوال أيام المهرجان وتبدأ العروض فى التاسعة مساءً يومياً.
ومن المنتظر أن يتم تكريم مجموعة من الشخصيات خلال هذه الدورة من المهرجان، حيث سيكرم المهرجان شخصيات بارزة مثل المؤرخ الفنى أندريه شاستيل من فرنسا، والشاعر والمفكر والأديب أباى قونانباييف من كازاخستان، والفنانة المعلومة بنت الميداح من موريتانيا، والدكتور محمد عمران، ونجلاء إبراهيم رأفت، وشخصية المهرجان المطرب الشعبى الراحل محمد طه من مصر.