كان المخرج نيازى مصطفى وزوجته الفنانة كوكا من زائرى الإسكندرية، ومنذ أن ظهرت كوكا على شواطئ الثغر أصبحت مقصد جامعى التوقيعات من المعجبين والمعجبات. أما نيازى مصطفى فلا يكاد يعرفه سوى عدد قليل من هؤلاء المعجبين بالقياس إلى كوكا، ولذلك ينتهز الفرصة كلما التف المعجبون بكوكا فيهرب إلى مكان يمارس فيه العزلة ليكتب سيناريو فيلمه المقبل، وإن كانت كوكا فى بعض الأحيان تفوت عليه هذه الفرصة، إذ تسلط عليه المعجبات اللائى ما إن يعرفن شخصيته حتى يحاصرنه حصاراً محكماً، لا لشىء إلا ليتفرجن على الرجل الذى يخرج الأفلام. وقد حدث ذات يوم بسبب جهل أحد المعجبين بشخصية نيازى مصطفى أن وقع حادث طريف. فقد ذهب الشاب إلى نيازى مصطفى، وقال له: أنا بشوف حضرتك بتتمشى مع كوكا كتير، إنت تقرب لها؟ وأراد نيازى أن يقوم بدور تمثيلى فقال له: أيوه من بعيد. وهنا ناول الشاب رسالة معطرة إلى نيازى وطلب إليه أن يتكرم بتوصيلها إلى كوكا، وفض الرسالة أمامها وقرأها، وقد طلب كاتب الرسالة فى النهاية أن تعطيه كوكا موعداً لمقابلته لأنه يريد أن يعرض عليها الزواج. وبعد أن ضحك نيازى مصطفى وكوكا من غفلة ذلك المعجب، كتب نيازى رسالة يرد فيها على المعجب وبها عبارات الحب والغرام وطلب من المعجب أن ينتظر كوكا عند محطة سكة حديد أبو قير، وبعدئذٍ ذهب إلى المعجب الذى كان ينتظر على البلاج وأعطاه الرسالة.