الخميس 27 يونيو 2024

مصايف أهل الفن زمان..شكل تاني

مريم فخر الدين

20-6-2024 | 15:15

ولاء جمال
كان نجوم الزمن الجميل يقتنصون بعض الأوقات خلال فترة الصيف للاستمتاع بالمصايف والاستجمام على الشواطئ، فقد كان لكل منهم طقوس خاصة فى قضاء إجازة الصيف، فمع ارتفاع درجات الحرارة بالقاهرة نجد هؤلاء النجوم يفرون من حرارة الجو إلى الشواطئ، فمنهم من يتخذ من مرسى مطروح متنفساً له، والبعض الآخر يفضل رأس البر، ويلجأ آخرون إلى شواطئ الإسكندرية، فقد كان هذا يسعدهم ويشعرهم بالرضا ويعودون إلى أعمالهم بمنتهى الحماس. وترصد «الكواكب» مصايف نجوم زمن الفن الجميل بجمالها ومناظرها الطبيعية. أم كلثوم.. ورأس البر اكتسب مصيف رأس البر شهرة كبيرة فى الثلاثينيات والأربعينيات؛ بسبب زيارات متكررة من الطبقة الأرستقراطية، وكثير من الفنانين لعل أشهرهم أم كلثوم، محمد عبد الوهاب، أحمد سالم، سليمان نجيب، كامل الشناوى، محمد التابعى، زينب صدقى، زوزو حمدى الحكيم، أسمهان. وكان المصطافون يفضّلون التقاط الصور التذكارية مع النجوم الوافدين إلى الشاطئ. وقد ارتبط اسم رأس البر كثيراً بكوكب الشرق، أم كلثوم، التى كانت تعشق هذا المصيف جداً، وكانت حريصة على قضاء إجازتها الصيفية فى هذا المكان الذى جعلت منه ملتقى للأدباء والمثقفين وكبار الشخصيات. وكانت تذهب إلى مدينة رأس البر كل صيف لتقضى بها بعض الأيام بعيداً عن أجواء القاهرة وحرارتها، ولها العديد من الصور التذكارية بها، التى توثق زياراتها المتعددة لتلك المدينة المصيفية، ومن ضمن النجمات اللائى كنَّ يذهبن لرأس البر أيضاً الفنانة الكبيرة نجمة إبراهيم التى كانت تصطحب زوجها وبعض الأصدقاء المقربين معها إلى هناك. وكانت الفنانة الراحلة أسمهان أيضاً من عشاق مدينة رأس البر، ومهما كانت مشاغلها إلا أنها كانت تحرص على أن تقضى فيها بعض أيام الصيف، وروت إحدى صديقات أسمهان أنها كانت تجلس معها ذات صيف فى رأس البر، وانطلقت النجمة الكبيرة لتتحدث عن جمال المدينة وعشقها لها، ثم قالت لصديقتها «أتمنى أن تنتهى حياتى هنا فى رأس البر». أسمهان.. وأمنيتها الأخيرة برأس البر لتنهرها صديقتها قائلة لها: «يا شيخة حرام عليكى بعد عمر طويل»، ولكن لم يمر سوى عامين وتحققت أمنية أسمهان لتموت فى ريعان شبابها، بعد أن انقلبت سيارتها فى الترعة، وهى فى طريقها إلى رأس البر، وتوفت النجمة على مدخل مدينتها المفضلة كما تمنت. مرسى مطروح فى الأربعينيات تغيـّر الحال، وأصبحت مرسى مطروح مصيف كثير من النجوم، خاصة بعد أن صوّرت فيها ليلى مراد فيلمها الشهير «شاطئ الغرام»، الذى غنت من خلاله أغنيتها الشهيرة «بحب اتنين سوا». الإسكندرية ملتقى النجوم بعد سنوات قليلة تغيرت بوصلة النجوم من مرسى مطروح وأصبحت مدينة الإسكندرية قبلة كل نجوم الفن، وأصبحت شواطئها (بوريفاج، والمعمورة، وسيدى بشر) أشهر من نار على علم، ففى فترة أصبح شاطئ المعمورة مصيفاً لمعظم الفنانين، فقد كانت الفنانة مريم فخر الدين لا تحتمل جو القاهرة فى الصيف، فتقوم بتأجير شقة بمنطقة سيدى بشر بوسط الإسكندرية لقضاء شهور الصيف بها هى وابنتها إيمان، وزوجها المخرج محمود ذو الفقار. كما كانت لفريد شوقى طقوس خاصة فى كل صيف، فهو لا يحتمل ارتفاع درجات الحرارة، فعندما يأتى الصيف يشد الرحال إلى كابينته بالمعمورة لقضاء الصيف كاملاً مع زوجته هدى سلطان وابنتيه مها وناهد. ومن أشهر النجوم الذين كانوا يقضون الصيف بالإسكندرية الفنانة صباح، وعلى بعد أمتار كانت توجد كابينة تحية كاريوكا وبعدها مديحة يسرى، والذى يجلس عند مديحة يرى المنتج عباس حلمى فى كابينته. وفى الجهة الأخرى من شاطئ المعمورة تقيم شادية، والشقيقان المصوران عبدالحليم ومحمود نصر، كما يسكن أيضاً المصور أحمد خورشيد وزوجته اعتماد، والفنانون الذين ليس لهم شاليهات وكبائن فى المعمورة يترددون دائمًا على زملائهم هناك يقضون السهرات وليالى المرح، وكان فريد شوقى وصباح وتحية كاريوكا أكثر الفنانين عرضةً لتردد زملائهم عليهم. النابلسى.. وضربة شمس وكان نجم الكوميديا الراحل عبدالسلام النابلسى محباً جداً لشواطئ الإسكندرية؛ وهو ما استغله أحد أصدقائه المقربين، لينفذ «مقلب» فى النابلسى، حيث دعاه إلى قضاء إجازة فى أحد فنادق الإسكندرية، وقال له سنسافر بسيارتى، وبالفعل ذهب النابلسى لصديقه ليستقل معه السيارة، وأثناء السير بالسيارة تعطلت عند «الكيلو 50»، وبعد مرور ساعتين فى إصلاحها، سارت السيارة، ثم تعطلت بهما مرة ثانية وثالثة، حتى ثار النابلسى غضباً ووضع جريدة كان يقرأها على رأسه لتحميه من حرارة الشمس، وسار على قدميه مسافة كيلو مترين حتى وجد سيارة «تاكسى» فاستقلها وعاد بها إلى القاهرة، كل ذلك وهو يحسب أن هذا من باب المصادفة، إلى أن عرف أنه مقلب من أحد أصدقائه. فوزى.. وفتاة الشاطئ وللفنان محمد فوزى العديد من القصص والمواقف فى فصل الصيف، فكان يذهب فى كل عام إلى أحد الشواطئ، خاصة فى الإسكندرية ورأس البر، ولعل من أبرز تلك القصص، قصة الحب التى نشأت بينه وبين إحدى الفتيات التى كان يلتقيها على الشاطئ، وبعد تبادل الابتسامات، قرر الذهاب إليها ليعرفها على نفسه، ثم وقع فى غرامها، وبدأت قصة الحب تنمو. وكانت الفتاة تذهب إليه بسيارتها مع سائق مهذب، والذى قال عنه فوزى إنه كان شاهداً على حبهما، وقرر محمد فوزى خطبة هذه الفتاة الجميلة بعد الانتهاء من بعض المواعيد المهمة لديه، فذهبت الفتاة إلى القاهرة قبله بأسبوعين وبعد الانتهاء من مواعيده ذهب إليها ليجدها قد خطبت إلى سائق عائلتهم. العندليب.. و«دقوا الشماسى» وعن عبدالحليم حافظ، فلم تكن أغنيته «دقوا الشماسى» وليدة الصدفة، فكان العندليب يذهب فى الصيف إلى شواطئ الإسكندرية، وكان يتلقى العديد من الرسائل، التى تطالبه بتقديم أغنية للمصيف، وأنها ستكون أغنية لكل المصيفين عبر كل العصور، كان عبدالحليم مولعاً بالفكرة خاصة أنه من محبى فصل الصيف وقضاء العطلات، ولكنه كان يسير بخطى ثابتة، فتأنى فى الاختيار حتى حدثه إحسان عبدالقدوس عن فيلم جديد سيكون من بطولته، وأثناء العمل على الفيلم اتفق عبدالحليم مع القائمين عليه أنه سيكون فيلماً غنائياً، واختار أغنية «دقوا الشماسى» به لتصبح أغنية كل صيف إلى الآن.