20-6-2024 | 15:21
موسي صبري
شهدت الفترات الأخيرة عرض عدد من المسلسلات الاجتماعية التى دارت حول الأسرة وما بها من مشكلات؛ لترصد ما يحدث داخل الأسر المصرية، سواء المرتبطة بالزواج أو الطلاق أو الميراث وكذلك الخلافات بين الجيران.
وكانت الأعمال المتصلة المنفصلة هى الأبرز فى تناول هذه القضايا الاجتماعية، ومنها على سبيل المثال مسلسل «إلا أنا» ومسلسل «زى القمر» وكذلك مسلسل «ورا كل باب»، وحققت كل هذه الأعمال نجاحاً كبيراً، وتطورت هذه الفكرة وازدهرت فى الدراما وأصبح لها جمهورا، فنجد كثيراً من المسلسلات التى تتجه لعرض يوميات عائلية من خلال قصص وحكايات متنوعة، كما تمزج الكوميديا بالدراما الاجتماعية لتخاطب فئات مختلفة من الجمهور، وإيضاح أصل المشكلات الاجتماعية وتسليط الضوء عليها وحلها.
فى التحقيق التالى نستطلع مع عدد من مصادرنا رأيهم فى تلك الأعمال، وماذا قدمت للمشاهد وللدراما التليفزيونية معاً، وهل نجحت فى معالجة مشكلاتنا الاجتماعية؟
فى البداية تقول الفنانة وفاء عامر: المسلسلات الاجتماعية شهدت طفرة كبيرة فى نوعيتها، سواء أكانت متصلة أم منفصلة، وعلى الرغم من أن هناك اختلافاً بينها فى طريقة التناول وأسلوب العرض، إلا أن المضمون يبقى كما هو، فهى تهتم بالقضايا الاجتماعية التى توجد داخل البيوت، وقد ناقشت بعض هذه المسلسلات موضوعات جديدة وجريئة جذبت الجمهور منذ الوهلة الأولى عند عرضها.
وتوضح: صحيح أن عنصر الإثارة قد يكون فى صالح الدراما، لكن المسألة تكون حسب الموضوع المطروح، والذى يقدمه المخرج والمنتج ويريد من خلاله استغلال الفنان وطاقته الإبداعية به، وتوظيفها فى مسلسلات تطرح قضايا مختلفة تتناول قضايا اجتماعية مهمة.
وتقول الفنانة مروة عبدالمنعم: بكل تأكيد تلقى المسلسلات الاجتماعية نجاحاً شعبياً كبيراً بين الجمهور، خاصة أن بعض المسلسلات تضم أكثر من ممثل ضمن فريق العمل، وهذا يصب فى صالح الدراما والجمهور معاً، وأصبحت التيمة الغالبة لمنصات السوشيال ميديا بهذه الطريقة بعد نجاح مسلسل «إلا أنا»، الذى عرض منذ سنوات.
وتضيف: هذه الأعمال تكسر الملل من تكرار الموضوعات التى تُطرح فى الدراما التليفزيونية الطويلة باستمرار بنفس التمية ونفس الأدوات التى يتعود عليها الجمهور، وتساعد المؤلف على الإبداع فى الكتابة من خلال تلك النوعية من الأعمال بعيداً عن المط والتطويل.
أما المؤلف باهر دويدار، فيقول: فى الحقيقة أنا أحب هذه النوعية من الأعمال؛ لأن الموضوع قد ينتهى بمجرد حلقة واحدة، وهو ما يخلق لدينا نوعاً من التحدى، والدوافع نحو التجديد والابتكار والخروج من المألوف إلى التنوع فى كتابة الحلقات واختيار موضوعات جديدة، والبُعد عن المط والتطويل فى بعض الحلقات التى تدور حول موضوع واحد بنفس التيمة للحفاظ على نفس الإثارة فى الحلقات.
ويضيف دويدار: الحلقات المتصلة المنفصلة لا ترهق الكاتب أو الممثل، والمستفيد الأول هو الجمهور من هذا التنوع فى الأفكار والتجدد باستمرار، وأصبحت هذه التيمة غالبة فى بعض المسلسلات وناجحة عند عرضها، ومعظمها نجح بالفعل فى التطرق للعديد من مشكلاتنا الاجتماعية وطرح حلول لها.
ويؤكد المخرج أحمد خالد موسى، قائلاً: فى الحقيقة هذه التجربة مفيدة جداً ولصالح الدراما، وعلى الرغم من تكرار التجربة مع عدد كبير من الفنانين، إلا أن طرق التنفيذ عند البعض مختلفة، فهناك من يريد مسلسلات تدور حول فكرة واحدة، وآخرون يريدون مسلسلات تدور حول أفكار متعددة ومختلفة، والحكم فى النهاية للجمهور، والمعيار الأهم هو طبيعة العمل الذى يفرض نفسه على الجمهور، ويتوقف نجاحه من عدمه على الفكرة وأسلوب تنفيذها، وبعض هذه الأعمال قدم بالفعل مشكلات اجتماعية واقعية كانت تحتاج للطرح والمناقشة.
ويقول الناقد طارق الشناوى: أعتقد بأن تلك النوعية من المسلسلات عندما تم عرضها لأول مرة فى الثمانينيات من القرن الماضى كانت فكرة جديدة وحيوية للجمهور، واستطاعت أن تحقق نجاحاً كبيراً، وعندما قدمتها الفنانة هند صبرى من خلال مسلسل (عايزة أتجوز)، حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وعرضت حالة اجتماعية تقابل بعض الفتيات، وسار على نفس النهج وراءها كتاب ونجوم كثيرون، وكذلك ذاع صيت مسلسل «إلا أنا»، وأسلوب عرضه، وهناك أكثر من مسلسل آخر تعرضت لموضوعات اجتماعية واستطاعت جذب الجمهور؛ لأنها لمست قضايا داخل البيوت، وفتحت ملفات اجتماعية مهمة، ولذلك أتمنى تكرار هذه التجربة باستمرار، والتى تنجح ويستمر عرضها طوال الوقت.
ويكمل الشناوى: الدراما التليفزيونية دائماً فى تجدد مستمر، ولاقت عروض المسلسلات المتصلة المنفصلة قبولاً عند الجمهور.