24-6-2024 | 12:36
في الحادي والعشرون من يونيو عام 1929 ولد عبد الحليم شبانة، أو عبد الحليم حافظ، وهو الابن الأصغر بين أربعة أبناء في محافظة "الشرقية" وبعد وفاة والدته ووالده وهو صغير، عاش في بيت خاله، ليلعب مع أولاد خاله كطفل في مقتبل العمر في ترعة قريته، ليصاب بالبلهارسيا التي تسببت في موته صغيرًا، -يقول "حليم" عن ذلك أنا "ابن القدر"- ليجري واحد وستين عملية جراحية في حياته الصغيرة التي لم تتجاوز الخمسين عامًا.
درس " عبد الحليم " الموسيقى، تلك التي بدأ معها مبكرًا منذ الطفولة حيث كان رئيس فريق الأناشيد في مدرسته، وبعد التخرج من معهد الموسيقى ، قرر الشاب المتحمس خوض مجال التدريس، ولكنه بعد أربعة سنوات فقط، لم ير في نفسه مدرسًا للموسيقى، بل رأى في نفسه مغنيًا، حيث يمتلك من الحضور، ومن قوة الأداء، والصوت ما يؤهله لأن يخلق في الفن طريقًا جديدًا.
ليبدأ طريقه الفني كعازفًا على "آلة الابواه" ثم يلتقي "بحافظ عبد الوهاب" الذي أخذ منه اسمه الفني، ليصبح عبد الحليم مغنيًا بالإذاعة، ذو تراث كبير قدمه ليلقي ما كتبه "صلاح جاهين، و ملحنين ككمال الطويل، ومحمد الموجي، ومنها يتحول الشاب المميز إلى المغني الشهير الذي عرفه الناس، وعرف طريقه جيدًا لقلوب محبيه وقلب سندريلا الشاشة.
ولدت "سعاد حسني" بين ستة عشر أخًا، وقد انفصلت والدتها عن والدها من سن الخامسة، لتعيش سعاد بين عدد كبير من الإخوة، وبين أب وأم لم يظهر أثرهما سويًا على أسرتهما، لتعيش في ظروف مشابهة "لحليم" حيث الفتاة الصغيرة التي لم تلق اهتمامًا يليق بفتاة موهوبة، ولكن في سن السادسة عشر يكتشف موهبتها الشاعر "عبد الرحمن الخميسي" لتشترك في مسرحية "أوفيليا" ومنها يضمها "هنري بركات" لبطولة فيلم "حسن ونعمية" والذي صنع سيرة الفنانة الكبيرة.
كما كانت الصدفة في البدايات، فقد وجدت الصدفة طريقها في صنع تاريخ موحد للفنانين، حيث يقابل "حليم" في فيلم "البنات والصيف" الذي قاموا ببطولته سويًا، ليشعر حليم أنها تلك الفتاة التي يود أن يشاركها حياته، وعنهم يصرح عديد من الشخصيات المشهورة أهمهم "مفيد فوزي" الذي صرح على أنه كان شاهدًا على ذلك الزواج حيث يؤكد أنه تم في عاصمة فرنسا "باريس".
ويحكي "منير عامر" قصة حبهما ليحكي كيف التمعت عينا "حليم" عند رؤية "سعاد" ليبحث عن نقطة ضعفها التي تمكنه من الوصول لقلبها، ليغامر بإنتاج فيلم لهما وهو "البنات والصيف" وهي قصة الكاتب الكبير "إحسان عبد القدوس" ولكن المشاكل تحاصرهما، وحليم يتردد بالزواج، وتتعدد الحكايات عن أغنية قارئة الفنجان التي غناها "حليم" بكلمات "نزار قباني" كانت عن قصة حبهما، ليعرضها "نزار" على حليم فينفعل بها العندليب..
أخذ المرض الفنان مبكرًا، وتبقى سعاد ولكنها تموت في نفس اليوم الذي ولد فيه "حليم" واحد وعشرين من يونيو من العام ٢٠٠١ في عاصمة الضباب لندن وفي ظروف غامضة إلى الأن ، ذلك التاريخ الذي جمع علامتين من علامات الفن، ليجمع بينهما التاريخ في يوم واحد، حتى لو فرقهما القدر في الحياة.