الأحد 30 يونيو 2024

"عامل قلق ".. كوميديا راقية تدعو للتفاؤل والحوار

مسرحية عامل قلق

27-6-2024 | 15:19

هيثم الهوارى
تمتاز أعمال الفنان سامح حسين بانها اعمال كوميدية راقية تناقش مشاكل مهمة تمس حياتنا اليومية بشكل كوميدى ظريف يقبل عليها الجميع حتى أصبح له جمهور خاص من الأسر المصرية والعربية التى تتابع أعماله وتذهب اليه فى اى مكان يقدم عروضه المسرحية سواء كان فى القومي او العائم او مسارح المحافظات التى كانت تمتلئ على آخرها ويتم وضع كراسي اضافية بسبب الزحام الشديد نتيجة لحب الجمهور الشديد لسامح حسين حتى مسرح البالون والذي فوجئنا به كامل العدد رغم انه مسرح كبير ومن أكبر مسارح وزارة الثقافة ويصل عدد كراسيه إلى 860 كرسى .. ومعنى أن تعلق على ابوابه لافتة كامل العدد فهذا معناه نجاح كبير لم يحققه الا عروض قليلة جدا قدمت على مسرح البالون منذ فترة . العرض فى اطار كوميدى غنائى استعراضى يُجسد حالة القلق والتوتر التي يعيشها الإنسان في ظل الضغوط الحياتية والمشاكل اليومية حيث يتعرض بطل العرض الموسيقار باسم " سامح حسين " للطرد بسبب عدم امتلاكة ايجار شقته ويلتقي صدفة بنادية "سمر علام" والتى تمر بنفس الظروف و تحدث بينهم مواقف غير مقصودة تنتهى بحصولهم على جائزة مالية من احد البرامج التليفزيونية ويفكر " باسم " فى استغلال المبلغ فى انشاء مشروع يدر عليه دخل هو ونادية ينقذهم من حالة الفلس التى يعانيان منها وفى النهاية يقرر استغلال المبلغ في إنشاء أبليكيشن اسمه " طبط " لحل مشاكل الناس وإنقاذهم من الخوف والقلق من خلال الحوار والتعرف على مشاكلهم وايجاد حلول لهم فى مشاهد او اسكتشات قصيرة يواجه فيها البطل تحديات مختلفة ويتفاعل مع شخصيات متنوعة يسلط الضوء من خلالها على قضايا إنسانية عميقة مثل البحث عن السعادة والتوازن النفسي والعلاقات الإنسانية والتى تبدأ بمشهد حالة شاب يعاني من اضطراب القلق الاجتماعي او الرهاب الاجتماعي ويعالج باسم ونادية الموقف ثم تتوالى المواقف والشخصيات لكن اهمها هو المشهد الذى تناول مشاكل الابناء والاباء وكل منهم يعرض وجهة نظرة وكثرة الضغوط التى يعانيها من الطرف الثانى وكانت حلول باسم بسيطة ومهمة فى علاج مشاكلهم وتقريب وجهات النظربينهم بعيدا عن فكرة الانتحار او المخدرات التى يلجاء اليها الاطراف التى تعانى من هذه الضغوط . ما يميز العرض هو طريقة دمج العناصر الاستعراضية والغنائية في سياق النص الدرامى دون مغالاة . الرقصات والأغاني لم تقدم كمقاطع منفصلة مثل معظم الأعمال الاستعراضية بل كانت متكاملة مع الأحداث والشخصيات فى الإطار الجاد والمهم الذي يقدمه البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية برئاسة الفنان احمد الشافعى والذى استطاع ان يطور من أداء البيت الفنى منذ توليه إدارتها. بطل العرض سامح حسين مبدع دائما فى أدائه للشخصيات التى يقدمها فكان أداؤه رائعا فى شخصية باسم والتى قدمها بشكل سلس وكوميدى كان سببا فى رسم الضحكة الحلوة على شفاه الجمهور . ايضا سمر علام قدمت دورها بشكل كوميدى جميل يختلف عما سبق وقدمته من قبل سواء فى المسرح او التليفزيون. كذلك باقى أبطال العرض محمد يوركا , مصطفي سعيد, باسم سليمان ,عماد ابو المجد ,وفاء سليمان, محمد صفاء ,محمد مصطفى ,نورهان عشوش , سما نصر والذى استطاع المخرج إسلام إمام من خلال نص أحمد الملواني ومحمد زناتي أن يوظفهم بشكل متناسق مع باقى عناصر العرض المسرحي وخاصة ديكور وسينوغرافيا حازم شبل وايضا ازياء اميره صابر وإضاءة عز حلمي استعراضات هاني حسن موسيقي يحيي نديم مساعد مخرج عبده بكري مخرج منفذ كريم محروس جرافيك ضياء داوود كل هذه العناصر وظفها المخرج بشكل جيد فكان عرضا رائعا .