27-7-2024 | 12:05
طه حافظ
حلت شهر يوليو الجارى ذكرى وفاة الفنان المبدع أمين الهنيدى، الذى أثرى المسرح والسينما والتليفزيون بمئات الأعمال، وكان له بصمات واضحة فى عالم الفن، كما نحيى على صفحاتنا ذكراه ونسترجع هذا التاريخ الحافل.
وُلد أمين عبد الحميد محمد الهنيدى، فى مدينة المنصورة، فى عام 1925، والتحق بمدرسة شبرا الثانوية، ثم انضم لفريق التمثيل فى المدرسة، وبعد انتهاء مرحلة الثانوية، التحق بكلية الآداب ومن كثرة حبه للفن اشترك فى فريق التمثيل بالكلية أيضاً.
بعد فترة قصيرة قرر ترك كلية الآداب والتحق بكلية الحقوق، وفى النهاية التحق بالمعهد العالى للتربية الرياضية، والذى تخرج فيه عام 1949، وتم تعيينه مدرساً للتربية الرياضية فى مدرسة النقراشى الثانوية حتى أصبح مديراً عاماً للنشاط الرياضى فى وزارة التعليم.
بدأ أمين الهنيدى مشواره الفنى فى عام 1939، بانضامه إلى فرقة نجيب الريحانى، ولكنه مثَّل مسرحية واحدة، وفى عام 1954 سافر إلى السودان والتقى بالفنان محمد أحمد المصرى الشهير بـ«أبو لمعة»، وكوّنا معاً فرقة مسرحية بعنوان «النادى المصرى» بالخرطوم، وكانت بدايته الحقيقية بعد عودته إلى القاهرة، ولقائه بالفنان عبد المنعم مدبولى واشتركا معاً فى البرنامج الإذاعى الشهير «ساعة لقلبك»، ثم انضم بعد ذلك لفرقة تحية كاريوكا، بعدها انتقل إلى «مسرح التليفزيون»، وظهر نبوغه الفنى وخفة ظله وأنه كوميديان له طابع خاص، فقدم دور المدرس فى مسرحية «لوكاندة الفردوس»، وجاءت بعدها مسرحيات «غراميات عفيفى»، «شفيقة ومتولى»، «جوزين وفرد»، «أصل وصورة»، «عشرين فرخة وديك»، «عبود عبده عبود»، «سد الحنك»، «الدنيا مقلوبة»، وكان آخر أعماله المسرحية «عائلة سعيدة جداً» مع الفنانة زبيدة ثروت وأخرجها السيد بدير.
السينما
على المستوى السينمائى، قدم الهنيدى عدداً كبيراً من الأفلام، منها «حماتى ملاك»، «الأزواج والصيف»، «للنساء فقط»، «منتهى الفرح»، «زوجة ليوم واحد»، «زوجة من باريس»، «جدعان حارتنا»، «بنات وعريس»، «سيد درويش»، « حارة السقايين»، «غرام فى الكرنك»، «شباب مجنون جداً»، «شهر عسل بدون إزعاج»، «أشجع رجل فى العالم»، «7 أيام فى الجنة»، «نشال رغم أنفه»، «أنا ومراتى والجو»، «واحد فى المليون»، «الكدابين الثلاثة»، «الظريف والشهم والطماع»، «احترسى من الرجال يا ماما»، «طائر على الطريق»، «القرش»، «4-2-4»، «رحلة عيون»، «صديقى الوفى»، «إحنا بتوع الإسعاف»، «ممنوع فى مدرسة البنات»، «الحدق يفهم»، «القطار»..
المسلسلات
أما عن مسلسلاته، فقد قدم مسلسلات، «لعبة التفكير»، «زيارة ودية»، «للزمن بقية»، «عفراء البادية»، «غلطة قلم»، «السندباد»، «وأدرك شهريار الصباح»، «محمد رسول الله 5».
المسرحيات
قدم الفنان الراحل أمين الهنيدى عدداً كبيراً من المسرحيات، منها «أصل وصورة»، «لوكاندة الفردوس»، «حلمك يا سى علام»، «جوزين وفرد»، «غراميات عفيفى»، «عبود عبده عبود»، «أجمل لقاء فى العالم»، «لوليتا»، «يا عالم نفسى أتسجن»، «فرخة وديك»، «الدنيا مقلوبة»، «العريس وأنا»، «أسبوع عسل»، «عائلة سعيدة جداً».
المسلسلات الإذاعية
كما كان له نصيب من المسلسلات الإذاعية، التى كان من أشهرها، «ساعة لقلبك»، «مخيمر الثالث عشر»، «نفسى يا بابا تجوزنى».
شائعات حوله
تناولت بعض الشائعات سيرة الراحل أمين الهنيدى، والتى ظهر نجله محمود لينفيها فى تصريحات صحفية سابقة، حيث قال: «لم يكن هناك نجم له اسم كبير إلا وطالته الشائعات، ولا أدرى من أين تأتى البداية وكيف يتم تلفيق هذه الأمور». وتابع: «أشيع بعد وفاة والدى، رحمه الله، أن جثمانه حُجز بالمستشفى لأنه لم يكن لدينا المال الكافى لدفع باقى المصروفات، وهذا لم يحدث مطلقاً، بل كانت الأمور طبيعية ولا أعلم لماذا قيل ذلك».
وأضاف: «كما قيل إنه كان على خلاف مع الأساتذة فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولى وعادل إمام، وإنه لمن يكن يسمح لأى فنان آخر بالظهور، وهذا أيضاً لم يحدث، بل كان يعطى كل فنان مساحته وكان العمل معه دائماً كمباراة تمثيلية، كل ممثل يلقى ما لديه لإضحاك الجمهور، وهذا يعود على مصلحة العمل ككل».
أما عن خلافه مع فؤاد المهندس، فقال: «مستحيل أن يكون هناك خلاف بينه وبين فؤاد المهندس، حيث إن والدى قدم فيلم (أشجع رجل فى العالم)، وكان فؤاد المهندس قد قدم قبله فيلم (مستر إكس)، وعندما أُشيع وجود خلافات وغيرة بينهما شارك المهندس بمشهد واحد فى نهاية (أشجع رجل فى العالم)، والذى شاركته بطولته شويكار كان ينهى هذه الشائعات ويخمدها، وكانت تربطهم جميعاً علاقة صداقة وطيدة وعلاقات أسرية قوية.»
توفى أمين الهنيدى فى يوليو 1986 بعد أن اكتشف إصابته بمرض سرطان المعدة، فتغيب عن أعماله الفنية، وسافر إلى لندن للعلاج، وأجرى جراحة فى الرئة والفم، ولكنها لم تخفف من آلامه فعاد للقاهرة بعد أن انتشر المرض، ثم تدهورت حالته الصحية وظل بالعناية المركزة فى أحد المستشفيات، حتى رحل عن عالمنا بعد 4 سنوات من الصراع مع المرض.