الجمعة 2 اغسطس 2024

عودة الروح إلى مسرح الطفل من جديد

مسرحية أليس في بلاد العجائب

2-8-2024 | 13:27

محمد بغدادي
لا شك أن «مسرح الطفل» من أهم القنوات التى تؤثر بشكل إيجابى على الأطفال وتنميتهم من عدة مناحٍ، منها تنمية الخيال والإبداع، وتعزيز المهارات الاجتماعية واللغوية والقيم، كما يعمل مسرح الطفل على تحفيز المواهب وتقديم تجارب تعليمية ممتعة، وتعزيز الثقة بالنفس والتفاعل الاجتماعى. وعلى مدار سنوات، لعب مسرح الطفل دوراً كبيراً فى غرس القيم والمبادئ فى عقول وقلوب الأطفال، من خلال عروض مسرحية تمزج بين الغناء والموسيقى والفكاهة، وتحمل فى طياتها رسائل مهمة تسمو بأفكار أطفالنا ووجدانهم، وتحثهم على التأمل والابتكار، وتسهم فى زيادة انتمائهم وحبهم لوطنهم. ولكن بعد فترة من الانحسار، لاحظنا جميعاً خلال السنوات الأخيرة الماضية عودة قوية وتطوراً ملحوظاً لمسرح الطفل مرة أخرى، لتمثل عودة مسرح الطفل فى عهد سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى فرصة مثمرة لتعزيز التعليم والثقافة والترفيه للأطفال؛ مما يعزز دورهم فى المجتمع بشكل إيجابى، ويسهم فى بناء مستقبلهم بطرق إبداعية ومثمرة. وتعالوا بنا فى البداية نستعرض عدد من الأعمال المسرحية الخاصة بالأطفال والتى لاقت استحسان الكثيرين من حيث مضمونها والموضوعات المهمة التى ناقشتها. أليس فى بلاد العجائب هو عمل مسرحى من إنتاج البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية، تأليف وإخراج محسن رزق، وقامت ببطولته الفنانة مروة عبدالمنعم، ويناقش العرض المسرحى مجموعة من القيم مثل حب الوطن، والشجاعة، وكيفية الاعتماد على النفس وتحمل المسئولية، والقدرة على اتخاذ القرار، وقدم ذلك بشكل موسيقى من خلال 13 أغنية استعراضية كتبها الشاعر عادل سلامة. نور فى عالم البحور تدور قصة العرض المسرحى حول رحلة للبحث عن «نجمة الأمان»، وتسير أحداثه بشكل طريف وشيق وكوميدى بين «نور» الإنسان و«حور» ابنة ملك البحور، وعدد من الكائنات البحرية، وهو من بطولة ميدو عادل، راندا إبراهيم، سيد جبر، وتأليف وأشعار سيد زناتى، وإخراج شادى الدالى، ومن إنتاج فرقة المسرح القومى للأطفال. الحلم حلاوة تدور قصة العمل حول الطفلة هالة، التى تجسد دورها حور أحمد، التى تحلم بامتلاك عروسة المولد، وتعلم صعوبة تحقيق هذا الحلم، حيث إنها فقيرة ولا تمتلك مالاً كى تشترى عروسة المولد، وتتمنى تلك الطفلة أن يكون لديها الكثير من المال والملابس، وتعتقد بأنها إن امتلكت تلك الأشياء ستكون فى منتهى السعادة، وتلتقى هالة بعروسة المولد التى تأخذها إلى العالم الموازى وتعيش هناك تجربة فريدة تتعلم منها الكثير، وتعرف ما هو المعنى الحقيقى للسعادة، والعمل هو من بطولة حور أحمد، أحمد صبرى، مارتينا عادل، محمد خليل، سامر المنياوى، فكرة وإخراج مى مهاب. حول تلك العروض وغيرها، وأهميتها، تحدثنا مع مجموعة من مصادرنا، الذين أجمعوا على ضرورة استمرار الاهتمام بمسرح الطفل. فى البداية التقينا الدكتور مدحت الكاشف، عميد المعهد العالى للفنون المسرحية سابقاً، الذى قال لـ«الكواكب»: هناك محاولات جادة لمسناها مؤخراً لإعادة إحياء مسرح الطفل، وفق مشروع قومى يتلاءم مع توجهات الدولة فيما يتعلق بتكوين جيل جديد من الأطفال والشباب الذين يشكلون مصر المستقبل. وأضاف د.الكاشف قائلاً: لابد لمسرح الطفل أن يعيد تعريف نفسه وفق التحديات والمتغيرات الاجتماعية والنفسية التى خلفَّتها التكنولوجيا وما تفتق عنها من وسائل أخرى للتواصل أبعدت الطفل عن محيطه ودفعته للانغماس فى عالم افتراضى يستهلك كل طاقاته وفرصه للتعبير عن نفسه بشكل صحى. وأوضح قائلاً: وهو ما أدركته عدد من العروض المسرحية الموجهة للأطفال فبالرغم من المسرح الموجه للأطفال يعد مهمة صعبة دون شك، إلا أن بعض العروض التى تبنتها الدولة فعلياً مؤخراً نجحت فى تحقيق هذا وهو ما نأمل باستمراره. فيما قال المخرج الكبير عادل عبده: نحن فى حاجة قوية إلى الاستمرار فى دعم مسرح الطفل وتقديم أعمال مسرحية تخاطب الأطفال بتقنيات وأساليب حديثة تناسب فكرهم، مع ضرورة تقديم أعمال مسرحية بهوية مصرية، وذلك مع استخدام أساليب الإبهار البصرى من حيث الديكور والأزياء، و الإبهار السمعى من حيث الموسيقى والغناء، و الحركى من حيث الاستعراضات والأداء التمثيلى. وأكد عبده على ضرورة عدم الانخراط وراء اللغة الجديدة التى يتعامل بها بعض الشباب فى الوقت الحالى، وأن نقدم أعمالاً مسرحية تخاطب الأطفال بعقولهم المتطورة وبلغة العصر، لكى ننافس الأعمال الأجنبية التى أثرت على عقولهم بشكل كبير، مشيراً إلى أنه لابد من تقديم أعمال تتعلق بهويتنا وتراثنا وبشكل مبهر. واختتم المخرج عادل عبده حديثه معنا قائلاً: كذلك نجد أن اهتمامنا بالمسرح فى المدارس سوف يساعد على تنمية الطفل وجعله مرتبطاً بالمسرح فى كافة مراحله العمرية من الطفولة إلى مسرح الشباب، ثم المسرح القومى؛ لمشاهدة أعمال عالمية؛ لذا فمن المهم أن تكون البداية من مسرح المدرسة.