الجمعة 2 اغسطس 2024

بشهادة المبدعين.. زخم مسرحى لافت تشهده مسارح الدولة

فاطمة محمد علي

2-8-2024 | 13:30

موسى صبري
شهدت خشبة مسرح الدولة فى الأعوام الأخيرة عودة قوية بل وأعمال استطاعت النجاح وإعادة الهيبة إلى هذه الخشبة، فوجدنا زخماً لافتاً، وعروض متميزة منها عدد كبير لا يزال يقدم حتى الآن، حيث كانت خشبات المسارح على موعد مع عروض متنوعة للكبار والصغار مؤخراً منها 11 عملاً تابعاً لمسرح الدولة، تشمل 6 عروض جديدة و5 يعاد تقديمها مجدداً. كل تلك الأعمال المسرحية تؤكد أن مسرح الدولة يشهد إقبالاً كبيراً من الجمهور فى المواسم المختلفة وليس فقط المسرحيات الكوميدية، خصوصاً المسرحيات التى تقدم تجارب جديدة أو دراما بعيدة عن الكوميديا، كل تلك العروض كانت حافزاً لـ«الكواكب» لنفتح صفحاتنا لمصادرنا المتخصصين، لقراءة المشهد المسرحى فى مصر، واستشراف مستقبل «أبو الفنون» فى البداية يقول الفنان محمد رياض رئيس المهرجان القومى للمسرح المصرى: هناك خطة شاملة وواضحة فى تطوير المسرح؛ لاستقبال العديد من المسرحيات، وعلى الرغم من أن العمل فى المسرح يحتاج الى جهد كبير، والتحضيرات له ليست سهلة، إلا أن العمل المسرحى يشهد مؤخراً انتعاشة كبيرة فى عدد المسرحيات التى تقدم على مستوى العروض، ونحن بصدد الاهتمام والتجهيز بالورش الكتابية للمسرح، وهو ما كان سببا فى حالة الرواج الذى يشهدها المسرح حالياً، والتى تأتى فى صالح الفن فى المقام الأول واستمتاع الجمهور بكم هذه المسرحيات المعروضة. يقول الفنان على الحجار: المسرح بالنسبة للممثل هو الأساس، وأى ممثل يتمنى الوقوف على خشبة المسرح، ففيه يلمس مدى تفاعل الجمهور معه بشكل مباشر ولحظى، وجهاً لوجه، وهى مسألة مهمة للفنان، ومهما تعرض المسرح لفترات ركود أحيانا إلا أنه سرعان ما ينهض منها، فالمسرح دائماً فى تجدد مستمر علىالرغم من التحديات والصعوبات التى تواجهه على مر الزمن، لكنه لا يقف، بل يستمر فى مسيرته وعطائه باستمرار. ويضيف: هذا العام شهدنا عدداً كبيراً من العروض المسرحية المتنوعة، التى جذبت الكثير من النجوم الكبار، وهو ما يأتى فى صالح الجمهور. وعن مسرحية «مش روميو وجولييت»، التى يقوم الحجار ببطولتها، يوضح: دائماً أقدم أعمالاً مسرحية ترضى رغباتى وطموحاتى الفنية، وأتفاعل مع الجمهور على خشبة المسرح وأتلقى التحية منهم بشكل مباشر، أما مسرحية (مش روميو وجوليت)، فهى خليط من الدراما والكوميديا والغناء، وهو مزيج يجذب الجمهور، الذى وجد فيها الكثير من الموضوعات الجميلة التى يحبها وتحمل عدة مفاجآت على مستوى العرض. أما الفنان سامح حسين، الذى يقدم مسرحة «عامل قلق»، على مسرح «البالون»، فيقول: فى الحقيقة فإن المسرح هذا العام يشهد تطورات ملحوظة من حيث عدد المسرحيات وعودة بعض النجوم له، وانجذاب آخرين له، وهو ما أشبع رغبات الجمهور الذى كان متعطشاً لعروض المسرح، وقد لمست مدى الحفاوة التى استقبلنى بها الجمهور خلال عرض عامل قلق، الـذى حقق إيرادات عالية جداً. وأضاف سامح حسين: المسرحية منذ بداية عرضها فى أيام عيد الأضحى، ترفع شعار (كامل العدد)، وهذا العدد المكتمل كان غائباً عن المسرح فترة طويلة، وهو الأمر الذى أسعدنى جداً، وشجعنى على تكرار التجربة مرة أخرى فى أقرب وقت والوقوف على المسرح لتقديم العديد من المسرحيات. وتحدثت إلينا الفنانة لقاء سويدان، وهى صاحبة تحارب مسرحية سابقة، فتقول: العمل فى المسرح مصدر سعادة كبير لى، فهو عشقى منذ الصغر، وعلى الرغم من التعب والمعاناة التى نتكبدها من الوقوف على خشبة المسرح، إلا أننى لا أتردد ثانية واحدة عندما أتلقى عرضاً مسرحياً لتقديمه، فبعد النجاح الأخير فى مسرحية (سيد درويش) أحاول تكرار التجربة لأننى أجد نفسى فى المسرح. وتضيف سويدان: سعدت جداً بالعدد الكبير للمسرحيات التى عرضت مؤخراً فى مصر والتابعة لمسرح الدولة، وأتمنى المشاركة بعمل مسرحى قريب، خاصة أنى أشعر بسعادة بالغة عند الوقوف على خشبة المسرح، وأشعر بأننى كالفراشة التى تطير عندما يتفاعل الجمهور معى بشكل مباشر. ويقول المخرج الكبير خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافى: المسرح دائماً يرتقى بالذوق العام فى المجتمع، ويساهم فى فهم لغة العصر، كما أن تعدد المسرحيات يساعد على الإبداع والتذوق الفنى. وأكمل: بالفعل هناك طفرة كبيرة فى المسرح، وهذا أمر صحى غير مسبوق فى تاريخ المسرح من ناحية عدد المسرحيات وشكل وأسلوب المسرحيات، وبات واضحاً حرص الفنانين على العودة لخشبة المسرح مرة أخرى أمثال أحمد حلمى وسامح حسين وغيرهم ممن عرضوا مسرحياتهم، بجانب المسرحيات الجميلة التى عرضت على المسرح القومى ومسارح الدولة. ويقول الناقد طارق الشناوى: فى الآونة الماضية كان المسرح يعانى بشكل كبير، وكان مسرح الدولة هو الوحيد الذى يقدم مسرحيات ويواجه التحديات التى تعترض طريقه رغم الظروف الصعبة التى كانت تواجه العالم اقتصادياً، ولكن كان هناك استمرارية من جانب مسرح الدولة، الذى أثبت نفسه على مدار السنوات الماضية، واستطاع أن يتفاعل مع الجمهور ويقدم أعمالاً مسرحية لها رواج ومكان كبير عند الجمهور. ويختتم الشناوى قائلاً: أرى أن مسرحية (مش روميو وجولييت) للفنان على الحجار من أنجح المسرحيات التى تم تقديمها مؤخراً، وأتوقع لها نجاحاً أكبر، فهى تحمل مغزى كبيراً، قدمه المخرح عصام السيد، حيث كان حريصاً على تقديم لمحات لصور العقاد وأحمد زويل ومجدى يعقوب، حتى يبعث برسالة أن مصر لها نتاج أدبى وفنى وعلمى على مدار التاريخ، لذلك نجد أن مثل هذه المسرحية إضافة إلى مسرح الدولة، وتعمل على رواجه مستقبلاً.