23-8-2024 | 14:15
هدى إسماعيل
على أوتار الموسيقى، وخلف جدران التاريخ، احتضنت قلعة صلاح الدين على مدار 32 عاماً «مهرجان القلعة الدولى للموسيقى والغناء»، فكل عام ينتظر الجمهور حفلات مهرجان القلعة ليس فقط حباً فى الفن والموسيقى والغناء، بل باعتباره وسيلة ترفيه ونزهة عائلية «على قد الإيد» ومتنفساً للهواء بعيداً عن أعباء الحياة ومتطلباتها التى لا تنتهى.
فنانون ومطربون من نجوم الصف الأول وضعوا على عاتقهم التواجد بمقابل أقل، تأكيداً لدورهم فى المجتمع فكان مهرجان القلعة هو العرس السنوى لجميع فئات المجتمع.
فى كلمته أكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة أن مهرجان القلعة للموسيقى والغناء يُعد إحدى أهم المنصات الموسيقية فى مصر والمنطقة، وهو واحد من المشروعات الثقافية التى تفتخر بها وزارة الثقافة، ويأتى كجزء من جهودنا المستمرة لتحقيق العدالة الثقافية، حيث نقدم من خلاله تجربة ثقافية متنوعة تلبى احتياجات فئات المجتمع كافة.
وأضاف: تسهم الموسيقى فى بناء الجسور بين الثقافات، وتُعزز التفاهم والسلام، كما أن هذا المهرجان يعكس التزامنا بتقديم الفنون الراقية فى أبهى صورها، بما يدعم مكانة مصر كواحدة من أهم المراكز الإبداعية الفنية فى العالم، ونحن فخورون بمشاركة نخبة من الفنانين والفرق من مصر فى هذه الدورة، ونسعى من خلال هذه الفعالية إلى تقديم تجربة فنية مميزة تُمتع الجمهور، وتُلهم الأجيال القادمة.
رد الجميل
كرم وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو، ورئيسة دار الأوبرا الدكتورة لمياء زايد، خلال فعاليات مهرجان القلعة للموسيقى والغناء فى دورته الـ32، 11 شخصية ساهمت فى إثراء الساحة الفنية فى مصر والوطن العربى، منهم السيد عمرو القاضى رئيس هيئة تنشيط السياحة، الكاتب والأديب يوسف القعيد عضو مجلس أمناء أوبرا دمنهور، الفنان الدكتور مجدى صابر رئيس دار الأوبرا المصرية الأسبق، الفنان الموسيقى وعازف البيانو فتحى سلامة، الحائز على جائزة «جرامى» الموسيقية العالمية عام 2004، والمايسترو حازم القصبجى قائد الفرقة القومية العربية للموسيقى العربية منذ عام 2014، والفنان ياسر الصيرفى قائد الفيولينة بأوركسترا القاهرة السيمفونى، والعازفة نسمة عبد العزيز، والمهندس محمود حجاج رئيس الإدارة المركزية للتجهيزات الفنية سابقاً، وعبير محمد عمر مدير عام التنسيق الفنى والبرامج بالأوبرا، واسم الراحل محمد سالم مدير عام النشاط الفنى بدار الأوبرا سابقاً، واسم الراحل صلاح صالح من أبناء الديكور بالورش الفنية بدار الأوبرا المصرية.
على قد الإيد
منذ انطلاقته الأولى عام 1990 كان الهدف الرئيسى له هو الجمع بين التراث الغنائى والتجارب الجديدة فى الموسيقى، ونجح المهرجان على مدار السنوات السابقة فى تحقيق تلك المعادلة.
يعتبر مهرجان القلعة من الفعاليات الفنية التى تهتم بكل الطبقات الاجتماعية، حيث إن سعر التذكرة معتدل وهو رقم لا يصدقه أحد بالنظر إلى قائمة المطربين المتواجدين على خشبة مسرح القلعة، لذلك كان مهرجان القلعة هو همزة الوصل بين جميع أطياف المجتمع، وبين كل أنواع الموسيقى والغناء فتجد على مسرح القلعة بلاك تيما وهانى شاكر، وتجد ألواناً مختلفة تناسب كل فئات الشعب المصرى «إنشاد صوفى- فن معاصر » وغيرهما الكثير.
نجوم لم يغادروا القلعة
على مدار السنوات الماضية ارتبط مهرجان القلعة بمطربين حرصوا دائماً على التواجد بين جدران التاريخ، لم يمنعهم أى شىء عن الحضور، فأصبحوا حراس القلعة الأوفياء منهم مدحت صالح وعلى الحجار.
عن حبه وتعلقه بمهرجان القلعة يقول الفنان مدحت صالح فى أحد اللقاءات التليفزيونية: «أحب مهرجان القلعة وأشتاق إليه وأنتظره من عام لآخر، لأنى أحب جمهور القلعة وأحترم ذوقه وفكره الراقى، وبصراحة أحب قضاء أطول وقت ممكن معهم».
من أكثر الأغانى التى يطلبها الجمهور من مدحت صالح خلال تواجده بمهرجان القلعة «النور مكانه فى القلوب»، «زى ما هى حبها»، «بحلم على قدى»، «المليونيرات»، «حبيبى يا عاشق»، «3 سلامات».
أما الفنان على الحجار فيقول: «أعتبر حفلة القلعة من أهم وأفضل الحفلات، لأنها تكون فرصة أن أغنى لكل طوائف الشعب المصرى».
من أكثر الأغانى التى يطلبها الجمهور من الفنان على الحجار: «هنا القاهرة»، «الزين والزينة»، «فى هويد الليل»، «ذئاب الجبل»، «ما تمنعوش الصادقين»، «مسألة مبدأ»، «عارفة».
الجمهور مش عايز كده
دائماً ما ترددت مقولة «الجمهور عايز كده» لتبرر وجود الفن البعيد عن المجتمع المصرى المتذوق المحب لكل أنواع الفنون، ولكن الحقيقة التى لا غبار عليها ستجدها هناك خلف أسوار القلعة، حيث الإقبال لا مثيل له على جميع الحفلات، من جمهور متعطش للفن الراقى والطرب الأصيل والكلمات الهادفة، فعبارة «كامل العدد» هى شعار حفلات مهرجان القلعة منذ الليلة الأولى وحتى آخر حفلة، ستجد هناك الجمهور يقف تحت الشمس الملتهبة، ينتظر فتح باب التذاكر دون ملل أو تردد، فهو الجمهور الذى طالما نثق فى ذوقه حتى وإن قال البعض غير ذلك.
أحمد الرافعى مغنياً
فى ليلة من ليالى القلعة افتتح فريق «بلاك تيما» لقاءهم مع الجمهور بأغنية «بحار» وهى من أشهر أغانى الفريق، ولكن كانت هناك مفاجأة للجمهور، وهى مشاركة الفنان المصرى أحمد الرافعى الغناء معهم على المسرح فى أغنية «أخبار أهرام» وسط ترحيب من الحاضرين الذين أبدوا استمتاعهم بالأغنية بصوته.
سهرة التسعينيات
يحرص المطرب هشام عباس على التواجد كل عام للمشاركة بفعاليات مهرجان القلعة، حيث يقدم مجموعة كبيرة من أغانيه القديمة التى تُعيد الجمهور إلى ذكريات أعماله المتميزة التى قدمها فى التسعينيات وكانت شريكة أساسية فى ذكريات فترة المراهقة والشباب لعدد كبير من أبناء هذا الجيل.
عمر خيرت
إقبال ضخم وتفاعل كبير من جمهور مهرجان القلعة خلال حفلة الموسيقار عمر خيرت، فدائماً ما تكون حفلاته فى أى مكان «كاملة العدد» أما حفلته فى مهرجان القلعة فلها طابع ومذاق خاص، حيث يتسابق الجمهور قبل فتح باب حجز التذاكر بساعات للوقوف أمام الشباك رغم حرارة الجو والشمس الحارقة، إلا أن الشغف والحب للموسيقى كان أكبر من كل شىء، خاصة، أن الكثيرين من محبى خيرت يفشلون فى حضور حفلاته، بسبب سرعة نفاد الدعوات، ومن أشهر مقطوعاته الموسيقية التى يقدمها خيرت على مسرح القلعة «صابر يا عم صابر»، «100 سنة سينما»، «فيها حاجة حلوة».
14 يوماً من الغناء
يُذكر أن الدورة الـ32 من «مهرجان القلعة للموسيقى والغناء» تقام على مدار 14 يوماً، من 15 حتى 28 من الشهر الجارى، وتضم 13 حفلاً متنوعاً لكل من: «ليلة موسيقى عربية»، «فى حب الفنانة وردة» قيادة المايسترو علاء عبد السلام، «فريق بلاك تيما» الفنان لؤى وفرقته، الفنان عمرو سليم وفرقته، الفنان حمزة نمرة، الفنان هشام عباس وفرقته، الصوفية والحداثة الموسيقار فتحى سلامة والشيخ محمود التهامى، الفنانة دينا الوديدى وفرقتها، الفنانة نادية مصطفى وفرقتها، الفنان على الحجار، ليلة صوفية مع نجوم فرقة الإنشاد الدينى، الفنان إيهاب توفيق، الفنانة إيمان عبدالغنى بمصاحبة فرقة الموسيقى العربية قيادة المايسترو مصطفى حلمي، الفنان هانى شاكر، أوركسترا القاهرة السيمفونى، «موسيقى أفلام هوليوود» قيادة المايسترو أحمد عاطف، الفنانة نسمة محجوب وفرقتها، الفنانة سمر طارق وفرقتها، الفنان مصطفى حجاج، فرقة مواويل، عميد الإنشاد الدينى الشيخ ياسين التهامى، الفنان مدحت صالح بمصاحبة الفنان عمرو سليم والفرقة الموسيقية قيادة المايسترو أحمد عامر، الموسيقار عمر خيرت بمصاحبة أوركسترا أوبرا القاهرة قيادة المايسترو ناير ناجى، وذلك مع عروض الفرق الدولية بمشاركة فرقتين من الهند والبرتغال، والتى تقام بالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة.
أعظم القلاع
تقول كتب التاريخ إن قلعة صلاح الدين التى تحتضن هذا المسرح كان البطل صلاح الدين الأيوبى قد شرع فى بنائها عام 1176، فوق جبل المقطم فى موضع كان يعرف بـ«قبة الهواء» غير أنه لم يتم بناءها، ليكمل بناءها السلطان الكامل بن العادل فى عام 1183.
قلعة صلاح الدين، تعد من أعظم القلاع فى العصور الوسطى ولها عدة أبواب تاريخية تحمل أسماء «باب المقطم»، «الباب الجديد»، «الباب الوسطانى»، «باب القلعة»، بينما تحمل أبراجها أسماء «المقطم»، «الصفة»، «العلوة»، «كركيلان»، «الطرفة»، «المطار»، «المبلط»، «المقوصر»، «الإمام»، «الرملة»، «الحداد»، «الصحراء»، فضلاً عن «البرج المربع».
وتضم قلعة صلاح الدين «قصور الجوهرة»، «الحرم والأبلق»، فضلاً عن «سراى العدل» وعدة مساجد، هى مسجد محمد على ومسجد ومدرسة الناصر قلاوون، وسارية الجبل وجامع العزب، فضلاً عن «بئر يوسف»، ودار ضرب العملة التى أُقيمت عام 1827.