6-9-2024 | 13:17
ولاء جمال
لطالما جذب الأطفال فى عالم الفن انتباه الجمهور بموهبتهم وتطورهم، منذ القدم وحتى هذه الأيام، سواء فى السينما أو التليفزيون أو الموسيقى، وغالباً ما يحققون نجاحاً كبيراً ويتركون بصمة لا تنسى، خصوصاً أن وجودهم يعد جزءاً أساسياً من الحبكة الدرامية للعمل الفنى، ليخطفوا الأنظار أحياناً كثيرة حتى من النجوم الكبار داخل الأعمال الفنية، بعض هؤلاء النجوم الصغار استمروا في التمثيل، وبعضهم ابتعد تماما عن الوسط الفنى، واكتفى بما قدمه وهو طفل من أعمال فنية، وانشغل بحياته الشخصية ودراسته، ولكن الجمهور ما زال يتذكر أدوارهم في معظم الأفلام التى شاركوا فيها.
فى التقرير التالى نلقى الضوء على عدد من الأطفال الذين برزت موهبتهم فصاروا نجوماً داخل العمل الفنى، واستطاعوا لفت الانتباه وجذب الأنظار.
منذ الوهلة الأولى التى ظهر فيها الطفل سليم مصطفى، صاحب شخصية «يونس»، فى مسلسل «ليه لأ»، خطف الأنظار إليه ببراءته وملامحه الطفولية، فضلاً عن إتقانه لدوره، كأحد أطفال دار الأيتام، وتعرضه لحالة من التنمر، بعدما تبنته طبيبة العيون «ندى»، التى جسدت دورها الفنانة منة شلبى.
كانت بداية سليم المولود عام 2014، فى دخول عالم الفن عن طريق الإعلانات حيث ظهر بأحدى إعلانات الأجهزة الكهربائية، وكان يبلغ من العمر 4 أعوام وقتها.
من منا لا يذكر فيلم «العفاريت» الذى قدمه النجم عمرو دياب مع الفنانة مديحة كامل، ومن منا لا يتذكر الطفلة بلية، التى قدمتها الطفلة الموهوبة هديل خير الله، ومؤخراً ظهرت هديل مجدداً، بعدما وصلت للعقد الرابع من عمرها، فى صورة جديدة لها عبر حسابها الشخصى بمواقع التواصل الاجتماعى، وعلى الفور بدأ الجمهور بالتفاعل معها، ومع صورتها التى شاركت بها ضمن رحلتها إلى الهند، معلقين: «عودى يا بلية»، «إنتى فين يا بلية؟».
ومع تتبع تاريخ السينما المصرية نجد أن خطوات بعض الفنانين إلى النجومية والشهرة بدأت منذ الطفولة، ومنهم منة عرفة التى اشتهرت بدورها فى فيلم أحمد حلمى «مطب صناعى»، ويوسف عثمان فى فيلم «بحب السيما»، وأيضاً ملك وليلى أحمد زاهر، وعلاء عمرو، ونهاد نور.
كما كانت البداية الفنية للفنان الراحل ماهرعصام منذ أن كان طفلاً حينما جسد شخصية الطفل «بلية» فى فيلم «فوزية البرجوازية» وقدم بعد ذلك فيلم «اليوم السادس»، وتألق أيضاً بالظهور مع الزعيم عادل إمام فى فيلم «النمر والأنثى» الذى يعتبر من الأعمال المحببة للجمهور.
استطاع عصام أن يثبت نفسه بموهبته وشارك فى أفلام «التعويذة» و«هى فوضى»، و«جواز بقرار جمهورى»، و«عش البلبل»، و«صرخة نملة»، و«قلب الأسد»، و«سالم أبو أخته»، كما قدم أعمالاً درامية منها «الملك فاروق»، و«لدواعى أمنية» و«امرأة من نار»، و«عصابة بابا وماما» و«الجماعة»، و«عدى النهار»، و«فرقة ناجى عطاالله».
تعرض ماهر عصام فى عام 2014 لأزمة صحة بعد إصابته بانفجار فى شريان المخ أدى إلى دخوله فى غيبوبة لمدة يومين حتى تحسنت حالته، ووصف الأطباء الحالة وقتها بالمعجزة.
وبعد أن تحسنت حالته واستقرت، كشف الفنان الراحل ماهر عصام أنه أثناء استحمامه انزلقت قدمه وسقط على رأسه ما أدى إلى انفجار فى أحد شرايين المخ ليدخل بعدها فى غيبوبة لمدة يومين، وواصل بعدها ماهر عصام حياته بشكل طبيعى وشارك فى عدد من الأعمال الفنية منها فيلم «آسفين يا باشا» ومسلسل «البارون»، وفى عام 2014 رحلت شقيقته بعد إصابتها بنزيف فى المخ وبعد عامين لحقت بها والدتها ما تسبب له فى حالة حزن كبيرة حتى رحل عن عالمنا عام 2018 بعد إصابته بنزيف فى المخ عن عمر يناهز 38 عاماً.
عميد الأدب العربى
شريف صلاح الدين، عرفه الجمهور فى طفولته عندما قدم شخصية الدكتور طه حسين، وهو طفل فى مسلسل «الأيام»، الذى قام ببطولته النجم الراحل أحمد زكى، كما مثل فى طفولته كذلك فى افلام «السقا مات» و«قطة على نار» و«بنات إبليس» و«المدبح»، كما كتب الفكرة لفيلم «الغيبوبة».
فى عام 2011 صدم الجمهور والوسط الفنى برحيل الفنان شريف صلاح الدين عن عالمنا عن عمر يناهز الـ41 عاماً بعد أن خفتت الأضواء عنه، ووصل لحالة نفسية سيئة.
«إكرام عزو»، طفلة «عائلة زيزى» قدمت العديد من الأدوار الكوميدية فى مرحلة طفولتها، واشتهرت بدور الطفلة «اللمضة» لدرجة أن فيلم حمل اسمها وهو فيلم «عائلة زيزى» مع الراحلين فؤاد المهندس وسعاد حسنى وعقيلة راتب وأحمد رمزى وعدلى كاسب، وكان هذا الفيلم هو سبب انطلاقتها الحقيقية.
بدأت إكرام عملها السينمائى فى دور ابنة الراحلة شادية فى فيلم «المرأة المجهولة»، كما قدمت دوراً صغيراً فى فيلم «بين السما والأرض»، كما قدمت دوراً مؤثراً فى فيلم «الفانوس السحرى».
تزوجت إكرام عزو من طبيب أطفال وأنجبت ثلاثة أطفال وعاشت وعملت مدرسة فى الإمارات، ولكنها عانت من مرض فى القلب، حيث شخصت حالتها بزيادة الكهرباء بالقلب وأُجريت جراحة لها، وعلى الرغم من أن الأطباء نصحوها بالراحة التامة بعد العملية، إلا أنها صممت على أداء فريضة الحج بعدها بشهر، فتوفيت بعد أدائها للفريضة بشهرين، وذلك عام 2001 فى دولة الإمارات، ودفنت فى مقابر العائلة بالقاهرة.
برع الطفل «سليمان الجندى» فى صغره فى تقديم دور الطفل الغلباوى، واعتقد الجمهور أنه نجل الفنان فريد شوقى نظراً لبراعة أدائه وصدقه فى تجسيد دور نجل الفنان الكبير، إذ قدم دور ابنه فى العديد من الأفلام لعل أبرزها «رصيف نمرة خمسة» و«الأسطى حسن».
كما قدم العديد من الأعمال الفنية من أشهرها «حميدو»، و«شباب امرأة»، و«أرض السلام»، و«أم العروسة».
قدم آخر أعماله فى فيلم «النصف الآخر» عام 1967 وكان وقتها يبلغ من العمر 22 عاماً، ثم اعتزل فى نفس العام بسبب حصره فى دور الطفل، ولم يجد الأدوار المناسبة له كشخص بالغ، واستقر بعد ذلك فى الإسكندرية وافتتح معرضاً للسيارات حتى وافته المنية عام 1996.
عائلة فنية
فيروز، واسمها الحقيقى «بيروز آرتين كالفيان»، وهى واحدة من أشهر الممثلات الأطفال، وهى الشقيقة الكبرى للفنانة نيللى وابنة عمة الفنانة لبلبة، وهى من أسرة مصرية ولكن أصولها تعود إلى أرمينيا.
كانت انطلاقتها الفنية مع الفنان أنور وجدى الذى اختار لها اسم «فيروز»، وقدمت معه أجمل وأشهر أفلامها منها «ياسمين»، و«دهب» وهو أشهر أفلام الثنائى أنور وجدى وفيروز، وأصبح بمرور الوقت من كلاسيكيات السينما المصرية الهامة.
انفصلت عن الفنان أنور وجدى فنياً بقرار من والدها، وبعد الانفصال أنتج لها والدها فيلم «الحرمان» وفيما بعد قدمت 4 أفلام لم تحقق نجاحاً منها «إسماعيل يس للبيع» مع الفنان الراحل إسماعيل يس وفيلم «أيامى السعيدة» وبعد ذلك قررت الاعتزال.
فى عام 2016 توفيت فيروز بعد صراع طويل مع مرض الكبد.
أما الطفلة سهير فخرى، فقد ظهرت فى السينما كطفلة ممثلة فى فيلم «خلود» مع فاتن حمامة وفيلم «من غير وداع» مع ماجدة الصباحى وفيلم «اشهدوا يا ناس» مع شادية، وبعد عدة أفلام ابتعدت الطفلة الصغيرة عن الاستديوهات لتعود من جديد بعد 13 عاماً، ولكن كشابة فاتنة شديدة البراءة فى فيلم «أجازة صيف» مع زكى رستم عام 1966، ثم قدمت فيلم «الرجل الذى فقد ظله» مع كمال الشناوى عام 1968، وفيلم «خياط السيدات» مع دريد لحام، وفيلم «الاختيار» مع سعاد حسنى، وفيلم «رجال بلا ملامح» مع نادية لطفى، لكنها لم تلقَ نفس البريق الذى شهدته سابقاً، فاعتزلت الفن نهائياً حتى توفيت عام 2018.
أحمد يحيى هو ممثل ومخرج وكاتب سيناريو، وقف وهو طفل أمام عبد الحليم حافظ ممثلاً فى فيلمى «حكاية حب»، و«البنات والصيف»، وبعدها درس الإخراج، وتوقع له الكثيرون فى الإخراج مستقبلاً باهراً حتى إن الفنان رشدى أباظة والفنان فريد شوقى كان يعتبرانه المخرج المفضل لهما، حيث قدم مع الفنان فريد شوقى العديد من الأعمال الفنية من أبرزها «حكمت المحكمة»، و«الموظفون فى الأرض»، و«الخادم»، كما كان له العديد من الأعمال الأخرى أبرزها «انتحار صاحب الشقة»، و«كراكون فى الشارع»، و«حتى لا يطير الدخان»، و«لا تبكى يا حبيب العمر»، وفى عام 2022 توفى الفنان والمخرج وكاتب السيناريو أحمد يحيى بعد صراع مع المرض.
الطفل المعجزة
أما «الطفل المعجزة»، فهو أحمد فرحات، الذى حمل هذا اللقب نظراً لما يتمتع به من موهبة وقبول لا يضاهى. كان فرحات أحد أشهر الأطفال فى السينما المصرية، فى عصرها الذهبى، بأفلام الأبيض والأسود، واشتهر بشخصية «فصيح»، فى فيلم «سر طاقية الإخفاء»، كما ظهر بشخصيته الحقيقية فى فيلم «إشاعة حب»، ورغم عدم تقديمه أدوار البطولة، فإنه استطاع أن يجعل الجمهور يرتبط به.
فى عام 1958 وبمشاركته برقصه فى فيلم «شارع الحب» مع عبد الحليم حافظ فتحت له الطريق أمام المجال الفنى وكان يستشير عبد الحليم حافظ بعدها فى كل أعماله.
وفى نفس العام شارك فى فيلم «كهرمانة» مع هدى سلطان، وأثناء التصوير تعرف على الإذاعى فهمى عمر الذى رشحه للعمل فى «ساعة لقلبك»، وفى عام 1959 كان فيلم «سر طاقية الإخفاء» متوقفاً لفترة طويلة لدى المنتج وذلك بسبب عدم عثورهم على طفل يقدم الدور حتى تم اختياره.
فى عام 1961 رشحه المخرج حسن الصيفي للمشاركة مع إسماعيل ياسين فى فيلم «إسماعيل ياسين» فى السجن، وفى عام 1967 شارك فرحات فى فيلم «معبودة الجماهير» مع عبد الحليم حافظ وشادية.
كان آخر أعمال فرحات من خلال ظهوره فى فيلم «نص يوم» فى عام 2021 والذى شارك ببطولته مع أحمد عزمي وعلاء زينهم وإيناس النجار وعبد الله مشرف وكان من تأليف عبد الرحمن عثمان وإخراج حسن السيد.