الجمعة 6 سبتمبر 2024

فى ذكرى ميلاده.. رحلة الشاويش عطية من قطار السكة الحديد إلى عالم الفن

رياض القصبجي

6-9-2024 | 13:20

ناصر جابر
تمر علينا ذكرى ميلاد الفنان الكوميدي رياض القصبجي الذي استطاع من خلال أدائه السهل الممتنع والمتميز أن يخلق لنفسه شخصية فنية ،عشقها ملايين المشاهدين واستطاع من خلال مشاركته في 179 فيلما سينمائيا في العصر الذهبي للسينما المصرية والعربية في فترتي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، أن يتصدر النجومية ويقدم افلاما صارت علامات بارزة ومضيئة في تاريخ السينما المصرية، خاصة أفلامه التى شارك فيها نجم الشباك آنذاك الفنان الراحل إسماعيل ياسين وكونا معا ثنائياً ناجحاً ودويتو عرفه الوسط الفني، مثل فيلم إسماعيل ياسين في الجيش واسماعيل ياسين في الاسطول واسماعيل ياسين في الطيران، «الكواكب» تحيى ذكرى ميلاده من خلال الإبحار فى رحلته الفنية. ولد القصبجي في 13 سبتمبر بمركز جرجا بمحافظة سوهاج عام 1903، عمل فى بداية حياته العملية كمسريا بالسكة الحديد، ونظرا لحبه واهتمامه المبكر بالتمثيل انضم إلى فرقة التمثيل الخاصة بالسكة الحديد، وأصبح عضوا بارزا بها، ثم انضم لأكثر من فرقة مسرحية، بعدها التحق بفرقة أحمد الشامى المسرحية والتي كان غالبية أعضائها من الهواة، كما عمل في فرق على الكسار وجورج أبيض وإسماعيل ياسين. كان أول أعمال رياض القصبجي فيلم «اليد السوداء» عام 1936، وجاء العمل الثاني والثالث في العام التالي بعد بدايته الفنية بفيلمي «سر الدكتور إبراهيم» و«سلامة في خير» عام 1937 ثم «التلغراف» و«بحبح باشا» رابع وخامس أفلامه ثم فيلم «الشاويش عطية» عام 1938. وتعود قصة دخول رياض القصبجى عالم التمثيل لقصة رواها نجله فتحى خلال لقاء تليفزيوني حيث كشف فتحى أن والده كان يحب التمثيل وكان يعمل فى البداية بالسكة الحديد، وهو من محافظة سوهاج، وظل يعمل فى السكة الحديد وكان يعشق التمثيل، وقال: «كان وقت نزوله لمصر يدخل سينما اسمها «على بابا» وكان بيقول لى تذكرتها بـ9 مليم». وأضاف: «فى مرة أقام مع أخواته فى القاهرة بمنطقة العباسية وكان بيلعب ملاكمة فى نادى اسمه مختار فى شارع عماد الدين، وفى يوم من الأيام شاف ناس كتير يشاهدوه من على بعد، فاستغرب وسأل رئيس النادى الناس مركزين معايا ليه كده هو فى مباراة مهمة ولا حاجة هالعبها، فقاله لا دول عاوزينك تمثل لقطة، فقالهم آه والنبى ياريت امسك فيهم بلاش يمشوا». وتابع نجله حديثه: «المهم إنهم حضروا بعد 3 أيام عشان يصوروا مشهد على الكسار فى فيلم «سلفنى 3 جنيه» أثناء ضربه فى الحلبة ودى كانت بدايته فى مجال التمثيل، وبعدها عمل مع الفنان على الكسار فى أعمال عدة وكذلك اشتغل مع جورج أبيض حتى وصل إلى مسرح إسماعيل ياسين وظل معه فى المسرح لفترة كبيرة، واشتغل بعدها فى السينما فى أدوار الشر. تزوج أربع مرات منهم زوجة كانت ايطالية الأصل وآخر زوجة له عاش معها هى أم فتحى واستمر معها حتى وفاته، وأشهر زوجاته هى الأولى التى أنجب منها ابنه محمود رياض القصبجى وشهرته فايق أما السيد مجدى القصبجى فهو يمثل الامتداد الفنى لعيلة القصبجى. رحلته مع إسماعيل ياسين تظل شخصية الشاويش عطية التي قدمها عدة مرات مع رفيق دربه إسماعيل ياسين عالقة بأذهان المشاهدين على مر الأجيال، وقد كانت علامة فى مسيرة أعماله مع إسماعيل ياسين ومنها: «ابن حميدو»، «إسماعيل يس بوليس حربى»، «بحبوح أفندى»، «إسماعيل يس فى مستشفى المجانين»، «إسماعيل يس بوليس سرى»، «إسماعيل يس فى الطيران»، «العتبة الخضراء”، “لوكاندة المفاجآت”، “شارع الحب”، “إسماعيل يس فى الاسطول”، “اسماعيل ياسين فى جنينة الحيوانات” كما ضمت مسيرته الفنية العديد من الأفلام المعروفة ومنها: الآنسه بوسة، البني آدم، الحظ السعيد، أميرة الأحلام، حسن وحسن، سلامة، عنتر وعبلة، قتلت ولدي، قصة غرام، ليلة الحظ، أحمر شفايف، أرض النيل، الطائشة، المغني المجهول، راوية، سر أبي، شهرزاد، عودة طاقية الإخفاء، برلنتي، حنان، البؤساء، نور الدين والبحارة الثلاثة، عدو المرأة، لست ملاكا، لعبة الست، أبو حلموس، القاهرة بغداد، عدو المجتمع، قلبي دليلي، قلبي وسيفي، البوسطجي، الريف الحزين، العقاب، الواجب، اليتيمتين، أميرة الجزيرة، بلبل أفندي، حب وجنون. وفاته نقل رياض القصبجي إلى المستشفى بعد أن اكتشف الأطباء إصابته بشلل نصفي في الجانب الأيسر نتيجة ارتفاع ضغط الدم ولم يستطع أن يغادر الفراش وفي أبريل عام 1962، كان المخرج حسن الإمام يقوم بتصوير فيلم «الخطايا» الذي ينتجه عبد الحليم حافظ، وأرسل حسن الإمام إلى الممثل رياض القصبجي للقيام بدور في الفيلم، كان حسن الإمام قد سمع بأن رياض القصبجي قد تماثل للشفاء بعد الشلل الذي أصابه وأنه بدأ يمشي ويتحرك، فأراد أن يرفع من روحه المعنوية وكان الدور مناسبا له. بعد عام من تلك الواقعة وتحديدا في 23 أبريل من عام 1963، لفظ رياض القصبجي أنفاسه الأخيرة عن عمر 60 عاما بعد أن قضى سهرة الوداع مع عائلته، وهكذا كانت نهاية نجم الكوميديا الذي أضحكنا كثيرا مع إسماعيل ياسين درامية وحزينة.