6-9-2024 | 13:28
هبة رجاء
تخرج الإعلامى محمد الجازوى فى مدرسة التليفزيون المصرى، وانتقل إلى عدد كبير من المدارس الإعلامية، وتدرج فى المناصب حتى وصل لمنصب رئيس إحدى القنوات الفضائية بعد مسيرة طويلة شغل خلالها العديد من المناصب وقدم العديد من الأعمال التليفزيونية الناجحة، وفى السطور التالية يروى الجازوى مسيرته الإعلامية والتحديات التى واجهها فى مشواره الإعلامى، وما يأمل أن يراه فى الإعلام المصرى، وغيرها من التفاصيل.
فى البداية.. كيف كانت بدايتك مع عالم الإعلام؟
منذ أن كنت طالباً فى كلية الإعلام بجامعة القاهرة، بدأت مشوار العمل فى مجال الإعلام، ودخلت مبنى «ماسبيرو» الذى يعد بمثابة قلعة الإعلام فى الوطن العربى، والمدرسة التى تخرج فيها كبار أعلام الإعلام فى المنطقة، كانت بدايتى داخل هذا الصرح الكبير من خلال قطاع القنوات المتخصصة، حيث تتلمذت على يد عمالقة التليفزيون المصرى، وفى الوقت ذاته عملت مخرجاً بإحدى القنوات الفضائية، ثم قناة أخرى رياضية داخل مصر، ثم العمل ببعض القنوات الأجنبية، منها التليفزيون الفرنسى والإيطالى والسويسرى.
وكيف جاءت خطوة العمل كرئيس لإحدى القنوات الفضائية حالياً؟
تلقيت عرضاً بشغل منصب مدير بقناة أطفال بالسعودية، فقبلته وعملت بها، وبعد تجربة العمل بالمملكة عدت مرة أخرى لمصر لأخوض تجربة جديدة من خلال العمل بالقناة الفضائية التى أتولى فيها رئاستها حالياً حيث وُلدت عملاقة، وبدأت المشوار بمنصب مدير الإدارة المركزية للإعداد والتنفيذ ثم رئيساً لقناة «الدراما» بهذه الشبكة، بعدها تم تعيينى رئيس «الشبكة التليفزيونية».
ورغم عملى فى عدة وظائف متنوعة بالإعلام، إلا أننى وجدت ما أريده فى مجال الإخراج، ومع هذه المسيرة المهنية الطويلة بقيت مهنة المخرج الأقرب إلى قلبى، فبها قدمت الكثير من البرامج والأفلام التسجيلية والفيديو كليب، وتعاملت مع تليفزيونات عربية وأجنبية.
وما الصعوبات التى واجهتك خلال هذا المشوار؟
واجهتنى بالفعل صعوبات وتحديات كبيرة، ولكننى لم أكن أتعامل معها على أنها عقبة، بل فرصة لإثبات الذات، وهذا أكثر ما ساعدنى على مواجهة كل التحديدات التى تجاوزتها بإيمانى بالله، ثم الثقة بالنفس والإصرار على النجاح، ولعل أصعب فترة واجهناها جميعاً كإعلاميين ومصريين كانت فترة التخلص من حكم الإخوان حتى نجحنا جميعاً فى هذا.
كيف نجحت شبكة القنوات التى تشغل منصب رئيس لها في الاحتفاظ بمكانتها بين الكيانات الإعلامية المختلفة؟
هذه الشبكة أصبحت بيتى الأول دون مبالغة، البيت الذى يعيش الجميع فيه تحت سقف من الحب والاحترام والسعى وراء النجاح ونعمل جميعاً كفريق واحد بجهد لتستمر وتحافظ على مكانتها فى ظل الظروف الاقتصادية التى يعيشها العالم كله، وفى ظل المنافسة مع العديد من الكيانات الإعلامية المختلفة سواء قنوات فضائية أو منصات.
ما أهم ما يميز الخريطة البرامجية لديكم؟
تتميز بتنوعها البرامجى لترضى كافة الأذواق، فلدينا مجموعة متميزة من البرامج المميزة فى كل المجالات، من التوك شو للأخبار إلى الاقتصاد والفن والدين والرياضة والكوميديا، بجانب برامج المرأة المميزة، كما نعرض باستمرار مسلسلات حصرية وأخرى حديثة وقديمة لعشاق النوستالجيا.
وما الجديد لدى شبكة القنوات؟
تم عقد بروتوكول مع الشركة المتحدة، وسيحدث تبادل من محتوى برامج ودراما وغيرهما، وسيكون بإذن الله تعاوناً مثمراً نأمل أن ينال إعجاب المشاهد، ويأتى ذلك بالإضافة إلى خطوات متعددة لتقديم محتوى مميز للجمهور الذى اعتاد دائماً على الجديد معنا، وهو الشعار الذى نرفعه دائماً داخل قنواتنا: «ولسه اللى جاى أحلى».
دعنا نلقى الضوء عن قرب على الدراما على قنواتكم؟
نهتم من خلال الدراما التى تُقدَّم أن نكون قريبين من المشاهد بشكل كبير، نحاكى ما يحدث حوله، ونصنع محتوى جيداً يحترم المشاهد وعقليته، ونواكب به التطور الكبير فى مصر، كما نحاول أن نقدم محتوى يلم شمل الأسرة المصرية، دراما تتحدث عن الأسرة المصرية الحالية فهناك إيجابيات يجب أن يشاهدها المواطن ليعود معها للقيم والمبادئ التى تربينا عليها، كما نحاول أن نحل المشكلات المجتمعية والأسرية من خلال دراما لا تسىء للأسرة المصرية، ونسعى لإحداث التوازن بين التقدم التكنولوجى الهائل والانتشار غير المسبوق لمنصات التواصل الاجتماعى وبين القيم والأصول المصرية التى نتميز بها فى المنطقة.
وهل يقتصر عرض الدراما على القنوات فى شهر رمضان فقط؟
من قال هذا؟! فكما ذكرت نعرض من خلال الشبكة مجموعة منوعة من المسلسلات الجديدة والقديمة التى يتابعها بشغف قطاع كبير من المشاهدين، بجانب مسلسلات تعرض على القناة العامة أو الخاصة بالدراما سواء خارج أو داخل السباق الرمضاني.
من وجهة نظرك.. ما الدور الذى يجب أن تلعبه الدراما والبرامج فى الوقت الحالى؟
أشرت سابقاً إلى أننا نهتم أن نقدم محتوى يلم شمل الأسرة بجميع أفرادها وفئاتهم العمرية، لذا أؤكد فى هذا السياق أننا بحاجة للاستمرار فى تقديم برامج تعمل على توعية المشاهد وتنشئة جيل واعٍ بما يحدث حوله من إنجازات وتنمية، مدرك أن هناك مَن يحاول أن يطمس هويته ويمحى وطنيته، لذا فنحن بحاجة لدراما وبرامج تتحدث عن الهوية والانتماء، وعن الوطن وعن الجمهورية الجديدة، نحتاج لمسلسلات وأعمال درامية وطنية أكثر تبرز عن قرب سيرة ومسيرة الأبطال من القوات المسلحة والشرطة المصرية والذين يضحون من أجل هذا الوطن، كما نحتاج إلى برامج تعمل على التوعية وتغرس المبادئ والقيم المجتمعية، وتساعد فى تنشئة جيل محب لبلده منتمٍ لها، نحتاج بشكل مكثف لدراما وبرامج هادفة وتوعوية ووطنية تنموية تنشئ جيلاً محباً ومنتمياً لوطنه.
وهل هناك فكرة إعلامية معينة تحلم بها؟
يبتسم.. كم أحلم ببرنامج يقدم للأطفال يسير بشكل متوازٍ مع طموحاتهم وأحلامهم، يحاكى أفكارهم وزمانهم الذى اختلف عن زماننا بشكل كبير، يحاكى التطور التكنولوجى الذى أصبح الشغل الشاغل لهؤلاء الأطفال، فلمً لا يكون مثلاً لدينا برنامج يحاكى الذكاء الاصطناعى يُقدَّم للطفل بشكل جذاب، ويناقش أفكاره وأحلامه وأمنياته، ويقدم تقاليدنا وعاداتنا بشكل يستوعبه الطفل ويجذبه لأن يطبق هذه العادات والتقاليد، ويبتعد عن المخالف لها، أجزم بأن الأطفال ستلتف حوله لأنه سيتحدث بنفس تفكيرهم وشغفهم بشكل تكنولوجى جذاب.
أخيراً.. ما الذى يتمناه الإعلامى محمد الجازوي؟
أتمنى أن يحفظ الله مصر بشعبها وقيادتها.