من وقت لآخر تقدم هوليوود العديد من المواهب وخاصة من الأطفال، ويتم ذلك بعد بحث وتنقيب فى المدارس والمعاهد والنوادى عن هؤلاء الأطفال الموهوبين، ومن ثم ترشيحهم لشركات الإنتاج الكبرى، حيث يرى صناع هوليوود أن تلك الطريقة تساهم فى إعطاء فرصة للموهوبين، حيث يمثل الأطفال النجوم فى هوليوود أحد أهم دعائم العمل الفنى، ولا يتم إقحامهم فى السيناريو على اعتبارهم مجرد ضرورة درامية، وإنما تسند إليهم أدوار فاعلة ومؤثرة بالرغم من تباين موهبتهم ما بين نجوم من الدرجة الأولى ونجوم مساعدين، فهوليوود تولى اهتماما شديدا بالنجوم الأطفال، ومعهم نعيش متعة هذه الأعمال الفنية التى نجحوا فى صناعتها بموهبتهم. Macaulay Culkin يعتبر كولكين أحد أنجح ممثلى الأطفال فى التسعينيات، وقد حصل على جائزة «إم تى فى» وجائزة «الفنان الشاب»، وترشح لجائزة «جولدن جلوب»، من بين جوائز أخرى. فى عام 2005، احتل المرتبة الثانية فى قائمة «أعظم 100 نجم طفل» التى أعدتها إحدى القنوات العالمية، فى عام 2023، حصل على نجمة فى ممشى المشاهير فى هوليوود، ومن أشهر أعماله Home Alone وHome Alone 2: Lost in New York، وهو أهم فيلم بتاريخ السينما العالمية يتم مشاهدته ليلة رأس السنة، بعدما صار بمثابة علامة مرتبطة باحتفالات الكريسماس. الثلاثى Daniel Radcliffe و Rupert Grintو Emma Watson عرفوا بشكل كبير من خلال تقديمهم 9 أجزاء من سلسلة أفلام Harry Potter والتى بدأت عام 2001، وانتهت عام 2011. على مدار الأعوام العشرة، حقق العمل نجاحاً جماهيرياً يضارع نجاح سلسلة الروايات الإنجليزية التى كانت مصدراً للأفلام، حين اعتزم صناع الفيلم تجسيد شخصيات الرواية على شاشة السينما فى عام 2000، قرروا الاستعانة بممثلين فى أعمار مقاربة لأعمار أبطال الرواية الصغار، فوقع الاختيار على دانيال وإيما وروبرت، فلم يقتصر التقارب العمرى على الشخصيات الثلاث الرئيسية لسلسلتى الأفلام والروايات، بل امتدت للأطفال الممثلين الثانويين، طلبة مدرسة «هوجوورتس لفنون السحر». Daniel Radcliffe عندما بدأ تصوير الفيلم الأول من سلسلة «هارى بوتر» كان قد أتم عامه الـ11، منذ أعوام قليلة اجتاز من بين 40 ألف مرشح اختبارات التأهل لدور البطولة الذى سيصنع شهرته ويضعه فى قوائم الشباب ذوى الثروة الهائلة فى المملكة المتحدة، ولكن لم يكن هارى بوتر أول ظهور له أمام الجمهور، فقد أدى فى عام 1999، شخصية الطفل «ديفيد كوبرفيلد» فى فيلم تليفزيونى يحمل الإسم نفسه، مأخوذ عن رواية تشارلز ديكنز الشهيرة، لكنه تفرغ خلال الأعوام العشرة التالية لسلسلة الأفلام السحرية، كما وقف على خشبة المسرح والتليفزيون ولديه العديد من الأعمال السينمائية التى قدمها وغيرها كمشاريع قادمة، وخلال أكثر من 20 عاماً صنع ثروة قرابة 110 ملايين دولار، مرشحة للزيادة بالطبع مع مواصلته تقديم أعمال جديدة. Emma Watson أما إيما واتسون تشبه فى الحياة الواقعية دور «هيرميونى جرينجر» الذى جسّدته فى أفلام «هارى بوتر»، فهى ذكية وسريعة البديهة وواثقة دوماً فى قدراتها، لم تظهر واتسون على الشاشة قبل إسناد دور هيرميونى لها، وكانت أدت بعض الأدوار على مسرحها المدرسى وهى طفلة قبل إتمامها السنوات العشر، ثم تم ترشيحها من قِبَل مدرستها ضمن أطفال آخرين لاختبارات الأداء، لتفوز بإعجاب لجان التحكيم، وبدور سينمائى سيغير حياتها تماماً، وخلال 10 سنوات تحولت إلى نجمة شابة تظهر على أغلفة المجلات،، وتمتلك ثروة أكثر من 80 مليون دولار أمريكى، حققتها من العمل على مدار 20 عاماً. Rupert Grint بينما لم يتمتع صديقهم الثالث روبرت جرينت بالحظ الذى نالاه رادكليف وواتسون، فبعد انتهاء السلسلة اتجه إلى الدراما التليفزيونية ولم يخرج عنها، كممثل ومنتج تليفزيونى وموسيقى، كما عُرف عنه مشاركته فى الأعمال الخيرية والتنمية المجتمعية فى المملكة المتحدة، إذ يوجه غرينت دعمه المادى لأبحاث السرطان فى المملكة المتحدة، لكن مساره الفنى لم يكن طموحاً بشكل كافٍ ولم يحالفه النجاح، ورغم ذلك تبلغ ثروته 50 مليون دولار، بعدما كانت 70 مليون دولار حين انتهى من سلسلة «هارى بوتر». Jacob Tremblay ممثل كندى ظهر لأول مرة فى الجزء الثانى من فيلم الرسوم المتحركة The Smurfs عام 2013، تميز بأدائه المميز فى الدراما السوداء Room عام 2015، ونال عن هذا الدور إشادة كبيرة من النقاد، وفى عام 2016، قدم العديد من الأدوار فى مجموعة من الأفلام مابين الكوميدى والدراما والرعب، ولعب فى الدراما Burn Your Maps 2016 مع فيرا فارميجا، كما لعب دور البطولة فى فيلم Wonder 2017 المقتبس عن رواية ناجحة للغاية، بدور «أوجى بولمان»، وبذل مجهوداً كبيراً حتى يوصل أحاسيس الشخصية وجعل الجمهور يتفاعل مع مشاعرها المختلفة، حصل على 32 جائزة ورشح لـ44 جائزة اخرى، ومن آخر الأعمال التى قدمها فيلم Cold Copy، وThe Toxic Avenger. Mara Wilson فى حين أنه كان من السهل على الجمهور الاستمتاع بمارا ويلسون كممثلة طفلة مرحة فى أفلام مثل Matilda وMrs. Doubtfire، إلا أن الممثلة الشابة كانت تعانى من مشاكل فى الصحة العقلية، فلقد كانت مارا تعانى من القلق الشديد طوال فترة حياتها، خاصة بعد أن تم تشخيص إصابة والدتها بسرطان الثدى، وظهرت على مارا أعراض الوسواس القهرى، ثم الاكتئاب، وفى النهاية تشوه الجسم أيضاً، تبلغ مارا الآن 37 عاماً، وقد ابتعدت عن التمثيل، وتشعر بالرضا تجاه تركيزها الجديد ككاتبة، لكنها تعلم أن إدارة ظروفها ستكون وظيفة مدى الحياة. Haley Joel Osment هو ممثل أمريكى، قام بالعديد من الأدوار التليفزيونية والسينما خلال حقبة التسعينيات من القرن الماضى وكان حينها طفلاً. كان أول أعماله بجزء صغير من فيلم Forrest Gump سنة 1994، وكانت تلك فرصته الكبيرة، كما شارك فى عدد من الأفلام المميزة التى حازت على شهرة واسعة مثل The Sixth Sense، والذى رشح بسببه لجائزة «الأوسكار» لأفضل ممثل مساعد. الفيلم كتبه وأخرجه مانوج نايت شيامالان، كما فاز بجائزة لأفضل أداء من قبل كممثل أصغر سناً من Saturn، وهو ثانى أصغر ممثل يحصل على ترشيح لجائزة الأوسكار للعبه دوراً مساعداً. كما لعب دور الطفل فى العديد من الأفلام، كان أشهر هذه الأفلام الفيلم الملحمى A.I. Artificial Intelligence للمخرج ستيفن سبيلبرج، حيث أدى شخصية الطفل الآلى ديفيد وذلك فى عام 2001 وفاز عنه بجائزة زحل الثانية كأفضل ممثل شاب، من عام 2002 - 2003، أدى صوته لعدد من أفلام الرسوم المتحركة مثل The Jungle Book 2 وThe Country Bears وThe Hunchback of Notre Dame II. Jaden Smith هو ممثل وفنان موسيقى الراب، وراقص، وابن الممثل ويل سميث، والممثلة جادا بينكيت سميث، كان له دور فى عام 2006 فى فيلم The Pursuit of Happyness، وفاز عن دوره بجائزة أفضل نجم صاعد من جوائز «إم تى فى» للأفلام فى 2007، قام سميث بالتمثيل مع كيانو ريفز فى فيلم الخيال العلمى المقتبس من الفيلم الكلاسيكى لعام 1951، والذى يحمل نفس الاسم The Day the Earth Stood Still عام 2008، وأيضاً مثل فى فيلم The Karate Kid 2010، وهو رؤية جديدة لفيلم 1984. وفى عام 2013، قام سميث بدور كيتاى رايج فى فيلم الخيال العلمى After Earth بجانب والده، وفى حفل توزيع جوائز الأوسكار التاسع والسبعين، قدم سميث الجوائز لأفضل فيلم رسوم متحركة قصير، وأفضل فيلم حى قصير، وكان ذلك جنباً إلى جنب مع المرشحة أبيجيل برسلين، وقام سميث بالغناء جنباً إلى جنب مع المغنى الكندى جاستن بيبر فى أغنية «Never say never». Thomas Brodie-Sangster ممثل وموسيقى بريطانى، والده موسيقى أيضاً، وهو ابن عم الممثل هيو جرانت، الذى شاركه البطولة فى فيلم «Love Actually»، بينما كان والداه يعملان فى صناعة السينما، نظراً لشغفه المبكر بالتمثيل، حصل سانجستر على أول دور له فى سن الحادية عشرة فى الفيلم التليفزيونى البريطانى «Station Jim»، وواصل العمل بثبات على مدار العامين التاليين، حتى حصل على دوره المميز فى فيلم «Love Actually». فى الفيلم، لعب برودى سانجستر دور الابن العاشق لشخصية ليام نيسون، الذى يتعلم العزف على الطبول من أجل الفوز بفتاة معجب بها، جعل نجاح الفيلم برودى سانجستر، الذى كان يبلغ من العمر 13 عاماً آنذاك، أحد أكثر الممثلين الشباب شهرة فى بريطانيا. حصل على العديد من الأدوار السينمائية والتليفزيونية الأخرى طوال العقد الأول من القرن الحادى والعشرين، كما تعلّم العزف على الجيتار بيده اليسرى لكى يلعب دور بول ماكارتنى فى فيلم «Nowhere Boy»، عرف بدور جوجن ريد فى «Game of Thrones»، حصل على 4 جوائز ورشح لـ 12 جائزة منها جائزة Primetime Emmy كأفضل ممثل مساعد عن دوره فى The Queen’s Gambit. Freddie Highmore بدأ بالتمثيل فى أدوار قصيرة على شاشات التليفزيون فى السابعة من عمره، ومثل فى عملين مع أفراد من عائلته، فأخوه بيرتى مثّل معه فى أحد الأفلام دور أخيه وهو فيلم Women Talking Dirty، وأيضاً أبوه مثل معه دور أبيه فى فيلم Jack and the Beanstalk وفيلم The Real Story. وفى عام 2004 حصل على دوره المهم فى فيلم Finding Neverlands وذلك بدور Peter، وبسبب هذا الدور فى هذا الفيلم حصل هايمور على العديد من الجوائز والعروض، وفى العام 2005 حصل على دور Charlie Bucket فى فيلم Charlie and the Chocolate Factory تم أخذ هذا الفيلم من رواية فى كتاب تم تؤليفه من قبل Roald Dahl، وكان هايمور قد لاقى الثناء من قبل بطل الفيلم جونى ديب الذى أعجب بتمثيله فى فيلم Finding Neverlands وقد كان معجباً بأداء الممثل الصغير. ظهر هايمور مرة اخرى فى فيلم August Rush مع روبن ويليامز، القصة كانت عن عبقرى فى الموسيقى يدعى Evan Taylor والذى فيما بعد أُعطى دور ثانوى باسم August Rush ورحلته الطويلة فى إيجاد والديه بعد أن انفصل والديه منذ ولادته، هذا الفيلم لاقى رواجاً كبيراً فى العام 21 نوفمبر 2007، وقدم العديد من الأعمال حتى الآن.