مع بداية العام الدراسى الجديد، هناك العديد من الأعمال السينمائية العالمية التى تناولت المدرسة والتعليم، بل وناقشت قضايا التعليم وأساليبه باختلاف مابين الكوميدى والتراجيدى وغيره من الألوان الدرامية من الهند لكندا وفرنسا وكينيا وأمريكا وفرنسا وغيرها من الدول التى اهتمت بتقديم الدراسة بأشكالها المختلفة وطرقها المتنوعة، وكيفية التعامل مع الأطفال من الطلاب والكبار أيضا، وتعالوا بنا نعيش داخل عالم المدرسة كما قدمته هذه الأعمال.. 1-Hindi Medium فيلم هندى إنتاج عام 2017 بطولة النجم الهندى الراحل عرفان خان والباكستانية صبا قمر، حيث يجسدان دور زوجين يحاولان أن يوفرا لابنتهما أفضل تعليم ممكن حتى يصير بإمكانهما أن يكونا جزءًا من النخبة فى دلهى، وخلال تلك المحاولات نكتشف الفرق بين المدارس الحكومية والخاصة وسبب هوس الناس بالمدارس الدولية. 2-Detachment فيلم درامى أمريكى إنتاج عام 2011 بطولة النجم أدريان برودى والذى يقوم بدور مدرس عاش طفولة بائسة جعلته يعانى من العديد من الأمراض النفسية، وعندما بدء العمل كمعلم بديل فى تلك المدرسة، لاحظ طلابه أنه شخص لا مبالٍ دائم الحزن والعزلة والوحدة، إلا أن هنرى يحاول العثور على أى اتصال عاطفى بينه وبين الطلاب للخروج مما يعيشه، فى محاولة منه للعثور على المعنى والجمال فى العالم، وخلال ذلك تطرح عدة مشكلات فى المدرسة من بينها التنمر. 3-Freedom Writers فيلم درامى أمريكى ألمانى إنتاج 2007 مقتبس عن قصة حقيقية مأخوذة بدورها من مذكرات بعنوان “يوميات كتاب الحرية” تأليف إرين جرويل وطلبة القسم الخاص بها أبطال هذه الحكاية، وقامت ببطولته هيلارى سوانك التى تقدم قصة معلّمة اضطرت للذهاب للتدريس فى أحد الأحياء الفقيرة فى ولاية كاليفورنيا، كيف ستثمر هذه البيئة سوى طلاب يعانون من المشاكل، لجأوا للمدرسة هرباً، وهنا جاء دور المعلمة إرين جرويل والتى لعبت دورها الممثلة هيلارى سوانك، ببذل كل طاقتها لإعادة إيمانهم بأنفسهم والتغلب على كل المشكلات، وفى سبيل ذلك تضطر للعمل بأكثر من مهنة لتوفير النفقات اللازمة لأنشطة الطلاب، حتى تتمكن فى النهاية من إصدار كتاب من تأليفهم تحت اسم (كتاب الحرية). 4-Slumdog millionaire فيلم بريطانى فرنسى أمريكى هندى إنتاج عام 2008، وهو من الأفلام التى ناقشت جوهر التعليم وإن لم يتم فى صورة مدرس وطالب بل فى صورة شاب هندى مكافح، مر بالعديد من التحديات فى سبيل الحصول على حياة كريمة، وعدم رغبته فى الانخراط فى عالم الجريمة، وحاول الاشتراك فى برنامج “من سيربح المليون” بنسخته الهندية، وفى كل مرة كان يسأله المقدم سؤالا، كان يجيب الأسئلة من خلال خبراته وتجاربه التى عاشها ومر بها، وهنا تكمن القضية الأساسية والحكمة، إذا أردت أن تجعل المعلومات عصية عن النسيان فى أذهان طلابك، قم بربطها بحياتهم، فالترديد عدد معين من المرات لا يصنع متعلمًا، بل المعايشة للمعلومة تبقيهم حية فى وعى الطلاب. 5-Dead Poets Society يستحيل لقائمة تضم أفلاما عن التعليم لا يذكر فيها هذا الفيلم، الحائز على الأوسكار والمصنف رقم 219 ضمن قائمة أهم 250 فيلما فى التاريخ، وهو فيلم أمريكى من إنتاج 1989، بطولة روبين ويليامز وتدور أحداث العمل فى الخمسينيات، فى إحدى الأكاديميات ذات الطابع المحافظ، التى لا تقبل من طلابها سوى السير على نهج وحيد، فمن حاد عنه رفضوه واتهموه بمعاداة القطيع، تظل هذه الفكرة سائدة طويلا، إلى أن ينضم للأكاديمية “جون” المعلم صاحب الروح الحرة، الذى يحاول توعية طلابه وحثهم على عدم الاستسلام للقيود، مشجعا إياهم على إطلاق سراح أحلامهم الخاصة لا تلك التى فرضت عليهم. 6-The First Grader وهو فيلم بريطانى أمريكى فرنسى بالتعاون مع كينيا، إنتاج 2010، والذى يدور حول مقولة “إن تأت متأخرا خير من ألا تأتى أبدا”، والتى كانت إحدى الأفكار التى جالت بخاطر “موراج” الفلاح البسيط ذى 84 عاما حتى يفعل ما فعل، فأحداث العمل تستند إلى أحداث حقيقية جرت فى 2002 إثر إعلان الحكومة الكينية فتح أبواب التعليم المجانى للطلاب. ذلك الإعلان الذى ما إن عرف بأمره “موراج” حتى قرر الالتحاق بالمدرسة للتعلم مهما بدا الأمر غريبا، ورغم أن محاولاته باءت بالفشل فإنه لم ييأس وظل على موقفه إلى أن وافقت مديرة المدرسة على طلبه. ليحقق أخيرا حلمه الذى طالما كان مستحيلا بسبب عجزه عن تحمل تكلفته المادية. 7-The Man Without a Face فيلم أمريكى إنتاج 1993 من بطولة وإخراج ميل جيبسون، يتناول هذا الفيلم علاقة مميزة وفريدة بين معلم وطالب، كل منهما له قصته المأساوية، ولكنهما اجتمعا معًا لكتابة قصة جديدة فى حياتهما، حيث يقدم جيبسون دور معلم تمّ طرده من نظام التعليم بسبب مكائد أحد الطلاب له، بعدها تعرض لحادث حريق فى وجهه وهو يحاول إنقاذ نفس الطالب من حادثة احتراق سيارة، ثم يعيش معزولا عن المجتمع، حتى يظهر فى حياته ولد من الجوار، يطلب مساعدته له بعدما اتهمه الجميع بالغباء الأمر الذى أدى إلى هروبه من المنزل لعدم رغبته فى إجراء الاختبارات، ليبدأ جيبسون فى رحلة استكشاف معه لذاته ومهاراته ومواهبه بطريقة ممتعة ومشوقة، حتى يصبح هذا الولد فخرًا لأمته وعائلته، وفى نفس الوقت كان الولد يساعد جستين على كسر أسوار عزلته والعودة للاندماج فى المجتمع مرة أخرى. 8-Stand and Deliver فيلم أمريكى إنتاج 1988 كشف عن حقيقة دور المعلم بعيدًا عن الأنماط التقليدية أيضًا، مستمد من قصة حقيقية، يقوم فيها معلم تقليدى من أصول لاتينية، بالتدريس فى مدرسة فى حى من أحياء الهيسبانيك مع طلاب لم يتلقوا أى اهتمام. في حين يعانى الطلاب به أيضًا من مشكلات، يعمل اسكلانتى على مساعدتهم للتفوق فى الرياضيات والالتحاق بأفضل الجامعات ليتغير مجرى حياتهم للأبد، لكن تبقى العقبة الأساسية أو ذروة الفيلم ليس فى قدرة هؤلاء الطلاب على التغيير بل فى عدم تقبل الإدارة التعليمية لهم والتى كانت لديها كشوف سابقة، الأمر الذى أدى إلى إعادة الامتحان لهم مرة أخرى، ليثبتوا جميعهم تفوقهم مرة أخرى. 9-Precious فيلم أمريكى إنتاج 2008 أحدث ضجة عند صدوره بسبب تفاصيل حبكته الشائكة، ليتوج حينها بالفوز بجائزتى أوسكار، وسط استحسان الجمهور والنقاد، تدور قصة العمل حول فتاة فى أواخر الثمانينيات، وتعانى من السمنة المفرطة، وكأن ذلك وحده لا يكفى، حيث تزداد حياتها صعوبة مع اكتشافها حملها الناتج فى الأساس عن تعرضها للعنف، لكن، رغم كل المؤشرات التى توحى بأن حياتها قد انتهت، فإنها تقرر تغيير مصيرها بنفسها من خلال الالتحاق بإحدى المدارس ذات الطابع المختلف عساها تنجح فى إعالة أسرتها. 10-Taare Zameen Par فيلم هندى إنتاج 2007 إخراج وإنتاج وبطولة عامر خان، يقوم الفيلم على فكرة أن اختلاف الإنسان عمن حوله ربما يكون مربكا، لكنه ليس عيبا، فلكل منا طاقته المدفونة، كل ما يحتاجه المرء هو اكتشاف نفسه وتقبل اختلافه، دون انتظار، الفيلم توج بالفوز بالأوسكار، محققا أرباحا بلغت 889 مليون دولار، بجانب وصوله للمرتبة 78 عالمياً، يحكى العمل عن قصة طفل فى الثامنة ويعانى من صعوبات تعلم، وهو ما يجعله غير مقبول بين زملائه ومعلميه، ويدفع والده لإلحاقه بمدرسة داخلية مخصصة لتلاميذ مثله، فيتأكد شعور الطفل بالخزى والرفض، قبل أن يظهر معلم الرسم الجديد الذى يصر على كسر الجليد الذى يحيط به الطفل نفسه، واكتساب ثقته، ومن ثم فتح الأبواب لإمكاناته الحقيقية. 11-Monsieur Lazhar فيلم كندى إنتاج 2011، ترشح للأوسكار كأفضل فيلم بلغة أجنبية فى حفل توزيع جوائز الأوسكار 84، وتدور أحداث الفيلم حول لاجئ جزائرى ينتقل إلى كندا بعد مقتل زوجته، ويقرأ فى جريدة ذات يوم خبر انتحار مدرسة فى إحدى المدارس الكندية، وعلى الفور يقدم للحصول على نفس الوظيفة، ورغم عدم امتلاكه لمؤهل فإنه يحصل عليها بالفعل، ومن خلال رحلته وعلاقته بالأطفال فى الفصل، يبدأ جانب كبير من شخصيته، كمهاجر جزائرى، فى الظهور على السطح، وتبدأ شخصيات الأطفال نفسها فى التشكُّل، وعقدة أحدهم من كونه تسبب فى انتحار المدرسة، وهو ما يحاول “السيد لزهر” حله، ويصبح على مقربة من هؤلاء الأطفال لأنه عرف كيفية معاملتهم، قبل أن توقفه الظروف عن العمل فى المدرسة نظراً لمؤهله، وتنهى شيئا كان بحاجة إليه بقدر ما كانوا هم أيضاً بحاجة إليه. 12-Hichki فيلم هندى إنتاج 2018، ويدور حول ناينا ماثور معلمة تعانى من متلازمة توريت، تبحث عن عمل وتم رفض طلبها من أكثر من 18 مدرسة لأنها ببساطة تعانى من متلازمة توريت وهى عبارة عن خلل عصبى وراثى يظهر منذ الطفولة، أعراضه عبارة عن حركات عصبية لا إرادية متلاحقة تصحبها أصوات متكررة مثل “الزغطة”، وحركة دوران جانبية للرأس، بعد فترة جاء للمعلمة “نانيا ماتور” اتصال من إحدى المدارس والتى كانت مدرستها فى طفولتها، لقد أسندوا إليها تدريس فصل بالمدرسة وهو فصل مشاغب جداً وغير محتمل لكنها أصرت على أن تمنح الطلاب فرصة جديدة وبدأت سلسلة من التحديات مع مدير المدرسة وبعض الأساتذة الذين أجزموا أن هذا الفصل لن يتحسن أبداً، فلقد تمكنت من تغيير حالة اليأس والبلادة التى كان عليها هؤلاء الطلاب بطرق مختلفة وأساليب تعلم عبقرية رغم كل المعوقات التى قابلتها، إلا أنها وصلت بمستواهم إلى أفضل فرقة بالمدرسة، رغم ما لاقته من صعوبات أثناء عملها. 13-Super 30 فيلم هندى إنتاج 2019، وهو مأخوذ من قصة حقيقية عن أناند كومار هو أحد علماء الرياضيات المشهود لهم عالميا، والذى فشل ذات مرة فى الاستفادة من فرصة الدراسة فى جامعة كمبردج العريقة، واليوم الذى تأتيه العروض المفتوحة للعمل فى مختلف الجامعات الأمريكية والأوروبية والأسترالية يملك إنجازا نادرا، وهو “سوبر 30”، وهى مجموعة من 30 موهبة من المواهب المتفردة فى كل من القطاعات التى تحتل مرتبة متأخرة اقتصاديا فى المجتمع الذين هم على استعداد كل عام للخدمة بصورة مجانية فى أكثر المعاهد العلمية المرموقة فى الهند - المعهد الهندى للتكنولوجيا، خلال هذا البرنامج يتلقى الطلاب التدريبات، والإقامة، والإعاشة المجانية، ولقد استقبل المعهد أطفال الطبقة المتوسطة من المجتمع، ليكونوا من الطبقة العليا من المجتمع.