في إطار وعيه و إيمانه التام بأهمية ودور الفن وتأثيره الإيجابي على المجتمع ، أقام المركز الكاثوليكي المصري للسينما برئاسه الأب بطرس دانيال وبالتعاون مع المركز الإنجيلي لإحدى الفضائيات المسيحية .. مهرجان للأفلام القصيرة والتصوير الفوتوغرافي في دورته الأولى و التي جاءت تحت عنوان "الفن من أجل الحياة " و مهرجان جيلنا ، وقد تقدم للمسابقة 119 فيلما ما بين روائي وتسجيلي ورسوم متحركة ، تم اختيار 24 منهم للتصفيات النهائية ، و قد تم إفتتاح المهرجان في أجواء من البهجة وحضور كثيف من الشباب المشاركين بأعمالهم في صناعة هذه الأفلام ، وقد بدأ الإحتفال بكلمة من الأب بطرس دانيال .. أشار في بدايتها إلى أهمية الصلاة من أجل السلام في الشرق الأوسط و العالم أجمع ، مؤكدا على دعم المركز للفنون الراقية ، لاسيما السينما بأعمالها الروائية الطويلة أو الأفلام القصيرة ، والتي أكدت بدليل واضح على حرص الشباب وحبهم للإبداع والمشاركة بأعمال جادة و إيجابية. هذا وقد كانت مفاجأة حفل الافتتاح وجود الفنانة الجميلة " سهر الصايغ" بطلة فيلم الافتتاح الذي حمل عنوان" لعل الله يراني" من تأليف جوزيف فوزي وإخراج محب وديع ، وهو فيلم روائي قصير حملت فكرته.. فكرة إنسانية جميلة ، حيث دارت أحداثه حول فتاة تخرجت في كلية الفنون الجميلة ولكنها عبر السنوات لم تستطع أن تحقق أحلامها مهنيا ،وهي تعيش وحيدة بعد رحيل والديها ، وقد ارتبطت بخطيب يعاملها بشكل سيء جدا ويشعرها دائما بأنها إنسانة غير ذات قيمة وليست محبوبة من أقاربها أو أصدقائها ، وقد تسبب في تدميرها تماما حتى جاء "ماستر سين" الفيلم وهي تعاتبه عبر شاشة إحدى وسائل السوشيال ميديا وهي تصرخ وتقول له: " انت دمرتني نفسيا، أنا بكرهك، منك لله، انت إنسان سيء أوي ونرجسي وأناني وقاسي " و اثر انهيارها الشديد تقرر الانتحار و تأتي بأقراص من الدواء التي تقدم على تناولها، فتجد أن باب شقتها يدق بشدة، فتذهب لترى من بالباب، فتفاجئ بجارة شابة جديدة تستغيث بها حيث والدتها المريضة ، فتتوسل إليها أن تنقذها وتذهب بهما إلى أقرب مستشفى لأنها جديدة على الحي ولا تعرف فيه شيئا ، فتذهب سهر الصايغ لإنقاذ والدة جارتها التي يؤكد الطبيب المعالج بالمستشفى أنها قد جاءت في اللحظة الأخيرة، ومن هنا تبدأ " سهر" بالشعور أن لها لزوم في الحياة وبينما تشكرها الجارة أنها أنقذت والدتها، تؤكد لها" سهر" أنها هي التي أنقذتها ، ثم تجد طفلا صغيرا مريضا في المستشفى، يعاني من السرطان وقد ضاع شعره ويلبس قبعة ويهوى الرسم فتساعده أن ينمي موهبته كونها خريجة فنون جميلة فيتعلق بها الطفل جدا، وعلى جانب أخر يذهب أصدقائها التي كانت قد تركت لهم رسالة أنها مقدمة على الانتحار ، فيلتفون حولها يطمئنون عليها، فتبدأ الحياة بالنسبة لها من جديد لتعود بالأمل وبالشعور بالذات و بأهميتها في الحياة ،ومن هنا يتغير مسار حياتها 180 درجة . وقد لاقى الفيلم استحسانا كبيرا من جمهور الحضور كونه تلامس مع مشاعر إنسانية مؤثرة جدا. بعد ذلك جاءت فقرة التكريمات والتي شارك في تقديمها بجانب الأب بطرس دانيال، الأستاذ ماجد منير المدير التنفيذي للقناة الفضائية المسيحية المشاركة بالمهرجان وكذلك الأستاذ رفيق جورج مدير المشروعات التنموية بالقناة الفضائية المسيحية ، واللذين أكدا من جانبهما على إيمان القناة بدور الفن و إنها ليست مجرد قناة لتقديم البرامج والمواد الدينية فقط ولكنها تسعى لتنمية مواهب الشباب الفنية التي تنعكس بشكل إيجابي على المجتمع كله . و قد منح المركز مجموعة من جوائز الإبداع الفني للمكرمين، والتي ذهبت للمخرج القدير عمر عبد العزيز.. رئيس اتحاد النقابات الفنية والفنان الكبير سيد رجب الذي أعتذر عن الحضور لارتباطه بموعد تصوير ، وحصل أيضا على الجائزة المصور الفوتوغرافي الكبير عادل مبارز، و الأستاذ مكرم سلامة الملقب بأرشيفجي السينما المصرية حيث يمتلك الآلاف من افيشات وصور الأفلام منذ زمن الفن الجميل وحتى اليوم ، حصل على الجائزة أيضا الفنان الشاب محمد سلام والفنانة الشابة مريم الجندي التي تألقت مؤخرا في دورها في مسلسل" العتاولة " وكذلك الفنانة الشابة ميران عبد الوارث والتي تألقت أيضا في دورها مؤخرا في مسلسل" عمر أفندي" مع النجم أحمد حاتم ، فيما حصلت ضيفة شرف الافتتاح الفنانة سهر الصايغ على جائزة خاصة عرفانا وتقديرا من المركز لحماسها في المشاركة وبطولة الفيلم الذي عرض حاملا فكرة إنسانية بديعة ومن جانبها عبرت" سهر" عن سعادتها بفكرة المهرجان الذي يهتم بالمواهب الشابة وأعمالهم التي تحمل أفكارا إبداعية جديدة. هذا وقد جاء في ختام الحفل فقرة فنية.. قدمها فريق " خلطبيطة باند" حيث قدموا مجموعة من الأغنيات بروح شبابية أبهجت الحضور ، كما يذكر أن الحفل جاء من تقديم الإعلامية المتميزة لميس سلامة .