18-10-2024 | 14:25
نانيس جنيدي
يعرض حالياً مسلسل «تيتا زوزو» بطولة النجمة الكبيرة إسعاد يونس، ويشاركها البطولة نخبة كبيرة من النجوم والفنانين، حيث يناقش المسلسل عدة قضاياً مهمة تخص الأسرة المصرية والشباب، كما يناقش فكرة استخدام الذكاء الاصطناعى فى حياتنا، ومدى تأثيره على الأجيال القادمة.
فمن خلال أحداث المسلسل تختار «تيتا زوزو» شخصية «إسلام إبراهيم» وتطلق عليه اسم «رشدى»، وهو شخصية من شخصيات الذكاء الاصطناعى التى ترافق «زوزو» طوال العمل الفنى، حيث تجد فيه الونس فى وحدتها، والصديق المرافق لها طوال الوقت، فى البداية تتحكم هى به وتقوده إلى ما تريد، ولكن مع الوقت ودون أن تشعر يبدأ فى التحكم بها وفى قراراتها.
بعد مسلسل «تيتا زوزو» وظهور الذكاء الاصطناعى، هل نتوقع أن يحل الذكاء الاصطناعى محل الفنانين والنجوم.. وهل نستخدمه بطريقة أخرى فى الكتابة أو الإخراج، وما مستقبله فى الأعمال الفنية؟
«الكواكب» تواصلت مع بعض نجوم الفن للإجابة عن هذا التساؤل.. وكانت إجاباتهم كما يلى...
نانيس جنيدى
فى البداية تحدثت الفنانة إلهام شاهين لـ«الكواكب»، حول فرضية أن يحل الذكاء الاصطناعى محل الفنان، قائلة: الأمر يبدو صعباً، لكن الجزم باستحالته غير صحيح، فقد كان هناك فى الماضى كثير من الأمور التى كان من الصعب، بل من المستحيل تخيل حدوثها، لكن مع تطور الزمن أصبحت موجودة فى حياتنا ومن المعتاد التعامل معها بشكل يومى، لذلك لا أستطيع التكهن أو أجزم بما سيصل إليه الذكاء الاصطناعى، فمثلاً لم نكن نتخيل إجراء مكالمة تليفونية دون الجلوس بجانب هاتف ضخم بسلك، أو نتحدث مع شخص بالصوت والصورة رغم آلاف الكيلومترات التى تفصل بيننا، ولكن هذا كله صار أمراً عادياً الآن ونتعامل معه يومياً.
وتابعت: أنا لا أحبذ مثل هذا الأمر، فلن يكون من الجيد بالنسبة لى أن يصل الذكاء الاصطناعى إلى درجة أن يحل محل الفنان، فأنا أحب مشاهدة الممثل بنفسه، يؤدى دوره وليس الذكاء الاصطناعى الذى يأخذ ملامح وجهه ويحركه حسب الموقف، فأنا أريد الفنان بنفسه وجسده روحه.
أما الفنان أحمد عبد العزيز، فقال: بالفعل سيحدث ذلك، وقد تم تقديمه فى إعلانات عديدة، ولذلك فأنا أؤكد أن هذا الأمر وارد الحدوث بالفن، ومن الممكن أن يحل الذكاء الاصطناعى محل الفنانين، بل وأستطيع أن أجزم بأنه سيحدث بالفعل، ولكن لو حدث ذلك فى عمل فنى فالعمل سيخسر الروح، والروح هى التى بها الصدق، ولا شك أن هذا سيؤثر على الفنان؛ لأن الفنان سيجلس فى بيته، وليس مطلوباً منه سوى وجهه فقط، الذى سيتم تركيب الشخصية عليه عن طريق الذكاء الاصطناعى، وهو ما يؤثر مادياً وأدبياً على الفنان.
واستطرد قائلاً: التأثير على الفنان ليس مادياً فقط، فالفنان سيتقاضى أجراً بالطبع مقابل استخدام صورته؛ لأن هذا ضمن حقوق الأداء العلنى، وهو الصورة، فهى حق من حقوق الأداء العلنى، ولا يستطيع أحد استغلال وجهى أو وجه أى فنان دون الرجوع إليه، وبالفعل هذا حدث واستغل شخص مشهداً من مشاهدى فى إعلان ورفعت دعوى ضده وكسبتها.
وأوضح: لكن الخسارة الأكبر ستحل بالعمل الفنى نفسه الذى سيفتقد الروح وما تقدمه من مصداقية، فمثلاً على الرغم استخدام الكهرباء فى الأدوات والآلات الموسيقية مثل الأورج والجيتار الكهربائى، واستخدام الكهرباء فى تسجيل الصوت الغنائى بما يعطى نفس الأصوات سواء لشخص أو لآلة، إلا أن ما حدث أن الموسيقيين عادوا للتسجيل الصوتى العادى، واستخدام الآلة الموسيقية العادية؛ لأنهم افتقدوا شدة القوس على الوتر فى آلة الكمان مثلاً، بما تتركه من روح معينة، حتى المستمع تأثر لأن المنتَج النهائى تأثر.
وأكمل: حتى التصوير الفوتوغرافى كان قديماً بالفيلم والكاميرا وتحميض الصورة وطباعتها، ولكن الأمر تغير للتصوير الديجيتال، لكن المصورين الكبار المحترفين عادوا للتصوير بالفيلم والتحميض والطبع؛ لأن الجزء الكهربائى الآلى أفقد العملية طعمها وطابعها الإنسانى.
أما الناقد الفنى الكبير طارق الشناوى فقال: من المؤكد أن الذكاء الاصطناعى قادم وبمساحات أكبر، وهو موجود بالفعل فى العالم بشكل بدائى، منذ بدايات جهاز الكمبيوتر، فهو امتداد لجهاز الكمبيوتر بشكل أو بآخر، وبالطبع الآلة تتقدم مع الوقت، والفن عموماً به جزء كبير يعتمد على الآلة، وإذا كان وجود الإنسان ضرورياً، فهو الذى يقف خلف الآلة وقبلها، ولكن تظل الآلة جزءاً أصيلاً فى السينما خصيصاً، ومع تطورها، فالتطور السينمائى له علاقة وطيدة بتطور الآلة، منذ أن بدأت السينما الصامتة حتى وصلنا لاستخدام الذكاء الاصطناعى.
وأضاف طارق الشناوى، بالقول: كل هذه مفردات ساهم فيها التقدم التقنى، حتى فى التصوير والمونتاج هناك تغير مستمر فى طبيعة المنتَج الفنى، له علاقة أيضاً بتغير الآلة أو تقدمها، وأتصور أنه مع الزمن سيزيد هذا التطور ولكن لن يختفى الإنسان، وإلا تشابه كل شىء فى الحياة.
وأنهى قائلاً: الإبداع عمق وجدانى، ولكن قد تصل نسبة الاستعانة بالذكاء الاصطناعى فى الأعمال الفنية إلى 90 % أو قد تزيد، ولكنها أبداً لن تصل لنسبة 100 %.
ولم يقف زحف الذكاء الاصطناعى على السينما والدراما التليفزيونية فقط، بل إن هناك حالات مماثلة ظهرت فى عالم الغناء، فقد سبق أن تحدثت المطربة الكبيرة أنغام كاشفةً عن رأيها فى استخدام الذكاء الاصطناعى فى الأغانى، وقالت عنه إنه فكرة مزعجة، ولم تعجبها نهائياً، وجاء ذلك بعد ظهور أغنية لها ثلاثية تجمعها مع النجمتين إليسا وأصالة.
وتابعت أنغام قائلة فى تصريح: فكرة الدويتو حلوة والأحلام حلوة، لكن أن يستعمل أحد صوتك دون علمك، فهذا أمر سيئ، كما أنه صوت غير حقيقى، يفتقد الإحساس البشرى، أتمنى أن تكون موجة وتنتهى.
وكان قد تم استنساخ أصوات عدد من المطربين، ومنهم مَن رحلوا، وتركيبها على عدد من الأغانى الجديدة، وتسبب ذلك فى حدوث جدل واسع حول الأمر.
كانت أحدث عملية استنساخ قام بها ملحن شاب لبصمة تشبه صوت النجم عمرو دياب، وطرح من خلالها أغنية سببت لغطاً كبيراً؛ لاعتقاد البعض بأنها تحمل صوت الهضبة عمرو دياب، حتى قامت شركة المطرب الشهير بإغلاقها على منصات التواصل الاجتماعى.
كذلك تفجّرت حالة جدل واسعة بعد قيام أحد المتخصصين باستنساخ بصمة صوت تشبه صوت المطرب الراحل عبد الحليم حافظ، واستخدام تلك البصمة فى أداء أغانٍ للمطرب عمرو دياب.