أضحك كركر..لكن فكر..الضحك غذاء الروح وشباب الجسد ونجوم الكوميديا شموس تبدد في ظلمات الآسي والحزن..ولكل منهم طعم مميز ولون مختلف وبصمة خالدة.. ولكنهم جميعاً ينثرون البهجة والفرح لذلك تقدم الكواكب لقرائها أساطير الكوميديا الذين حفروا أسماءهم علي جدران الخلود تمتع الفنان بشارة واكيم بالموهبة الفنية المفرطة وأدائه البارع والمتلون في أدواره عشق التمثيل وفضله على العديد من المهن. ولد الفنان بشارة واكيم عام 1890 في حي الفجاله بالقاهرة وأسمه الحقيقي " بشارة يواقيم" كان من أسرة غنية ومرموقه. درس في مدارس فرنسية وألتحق بعد ذلك بكلية الحقوق وحصل علي ليسانس الحقوق وكان مرشحاً لاحدي المنح الدراسية في فرنسا ولكن لم يوفق في ذلك بسبب إندلاع الحرب العالمية الأولى أصبح "بشارة واكيم" محامياً يترافع في المحاكم باللغة الفرنسية وبعد مرور عامين من ممارسته لمهنة المحاماة قرر ترك مهنة المحاماة لحبه الشديد للفن ؛ واجه بشارة واكيم الرفض من قبل عائلته لدخوله الوسط الفني وتركه للمحاماه وعندما انضم إلي فرقة "جورج أبيض" وواجه صعوبات مع عائلته وزاد الموضوع صعوبة حينما اضطرته أحدي المشاهد إلي حلق شاربه الأمر الذي أغضب منه وبشدة أخيه الأكبر وقام بطرده من المنزل لأنه رأي أنه تخلي عن رمز من رموز الرجولة وقتها ليعمل " مشخصاتي " . عمل "بشارة واكيم" في بداية حياته الفنية مع فرقتي "عبد الرحمن رشدي" و"جورج أبيض" ثم عمل مع فرقة الفنان "يوسف وهبي" وكذلك مع فرقة الفنانة "منيرة المهدية". قدم "بشارة واكيم" أول رواية كوميدية له وهي " الغندورة" التي قام فيها بدور "جحا " ونجحت المسرحية وأستمر عرضها لمدة ثلاثة أشهر وكانت بداية النجومية والشهرة ل " بشارة واكيم" . قدم "بشارة واكيم" مع فرقة "نجيب الريحاني" العديد من المسرحيات الناجحة أشهرها " حسن ومرقص وكوهين" و " الدنيا جري فيها اية" و " الدنيا علي كف عفريت " . وفي مسرح رمسيس قام بتمصير المسرحيات العالمية بالتعاون مع الشاعر "خليل مطران" . كما قام بالتمثيل أمام "يوسف وهبي" بعد أن كان يقوم بترجمة المسرحيات التي تقدمها الفرقة . أطلق علي الفنان "بشارة واكيم" أنه أشهر عازب من أبناء جيله بعد أن رفضه والد أحدي أقاربه لأنه في وجهة نظرة " مشخصاتي" وليس محامياً وهي مهنة الطبقة العليا ذات النفوذ والقوة كما كان يرى الكثيرون في ذلك الوقت لأنها كانت تأهل صاحبها للالتحاق بمناصب سياسية أو دوبلوماسيه . بعدها تعرف علي الفنانه "ماري منيب" في بدايتها وأعجب بها وتقدم للزواج منها ولكنها رفضت لارتباطها بشخص أخر وكانت والدة الفنان "بشارة واكيم" هي السبب الرئيسي في عزوفه عن الزواج وكانت دائمة الدعاء عليه قائلة " إلهي يبتليك بجوازة تهد حيلك" فتكونت عنده فكرة أن الزواج مصيبة كبيرة فأضرب عن فكرة الزواج وعاش مع شقيقته حيث قام معاها بتربية أولادها بعد وفاة زوجها . أشيع عن بشارة واكيم أنه من أصول شامية فإتقانه للهجة الشامية ببراعة جعل الكثيرون يعتقدون أنه من بلاد الشام ولكن كانت مفاجأة للجميع أنه مصري وحقيقة الأمر أنه كان دائم الإختلاط بجيرانه من الشام في المنطقة الذي ولد فيها وهي منطقة الفجالة مع أنه كان دائم السفر للشام وذلك جعله يتقن اللهجة الشامية ببراعة وإتقان. كون الفنان "بشارة واكيم" فرقة خاصة به مع صديقة المخرج "محمد بيومي " وقدم من خلالها العديد من المسرحيات . كان "بشارة واكيم" من أوائل الذين عملوا في السينما المصرية بداية من الأفلام الصامتة وقدم فيلم " برسوم يبحث عن وظيفة" مروراً لأول بطولة مطلقة له في فيلم " لو كنت غني " للمخرج هنري بركات وكانت من أشهر آفيهات الفيلم " الشحات الغني.. مات" برع في تقديم دور الرجل الثري اللبناني والشامي في العديد من الأفلام . كما قدم "بشارة واكيم" الكثير من الأفلام الناجحة تنوعت أدواره وتلون في تقديم الكوميديا بشكل مختلف ومن أشهر أفلامه فيلم " لعبة الست" و"رصاصة في القلب" و" ليلي بنت الريف" و " بسلامته عايز يتجوز " و " الفرسان الثلاثة " و" مجد ودموع " و الحظ السعيد " و " الصبر طيب " و " جمال ودلال " و" خلود " و " أنا ستوتة" و " لبناني في الجامعة" . كما قدم مع صديق عمره الفنان "أنور وجدي" العديد من الأفلام الناجحة أشهرها " ليلي بنت الأغنياء " و " قلبي دليلي " و" كدب في كدب " و " ليلي بنت الفقراء " و " تحيا الستات " و " عنبر" و " طلاق سعاد هانم " . كما قدم مع "الريحاني" العديد من المسرحيات الناجحة كما ذكرنا من قبل أخرها مسرحية " الدنيا لما تضحك" تعرض وقتها "بشارة واكيم" لأزمة صحية منعته من إستكمال العرض وتم نقله علي آثرها إلي المستشفي وطلب منه الأطباء الراحة التامة ولكنه رفض وطلب منهم أن يذهب إلي المسرح لمدة ساعة واحدة يومياً ليشاهد بروفات العروض دون المشاركة فيها وبالفعل تحسنت حالته الصحية تدريجياً وأستطاع التغلب علي المرض ولكن توفي الفنان "نجيب الريحاني" آنذاك ووفاته آثرت جداً علي حالته النفسية وتراجعت حالته الصحية من جديد . توفي الفنان "بشارة واكيم" بعد أشهر قليلة من وفاة "الريحاني" أثناء قراءة سيناريو مسرحية جديدة له وكانت أوراق المسرحية متناثرة فوق جسده في عام 1949 .