20-11-2024 | 13:59
بدعوة كريمة من المخرجة المتميزة ساندرا نشأت، حضرت نخبة كبيرة من نجوم الفن والصحفيين فى الحادية عشرة من صباح يوم السبت، الموافق 16 نوفمبر؛ ليلتفوا حولها فى يوم عُرس مبهج، شهدت عليه قاعة «إيوارت» باحدى الجامعات الدولية؛ حيث عُرض على هامش «مهرجان القاهرة السينمائى الدولى» 10 أفلام قصيرة للمخرجة من مشروع «فى المدرسة»، وهو عبارة عن سلسلة من الأفلام التفاعلية القصيرة التى تخاطب الطفل والأسرة والمعلمين أيضاً، صوَّرت منه المخرجة ساندرا نشأت 48 فيلماً حتى الآن، واختارت 10 منها للعرض على شاشة مهرجان القاهرة، وألقت نشأت كلمه قبل العرض أعربت من خلالها عن مدى سعادتها بتجسيد حلمها على أرض الواقع، حيث قالت: «إن صناعة فيلم يخاطب الأسرة والطفل كانت حلماً من أحلامى، وقد حققته من خلال سلسلة أفلام (فى المدرسة)، التى عملت عليها لمدة عام ونصف العام لتكون النتيجة 48 فيلماً قصيراً بأفكار ورؤى مختلفة، وأيضاً فخورة بإقامة عروض لعدد من هذه الأفلام ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى العريق بقيادة النجم الكبير حسين فهمى، وسعادتى مضاعفة بأن العرض فى قاعة إيوارت التى أقمت فيها العرض الخاص لفيلم (آخر الشتا)، مشروع تخرجى من معهد السينما، وهو ما يجعلنى أشعر بنفس إحساس البدايات؛ حماس يصاحبه خوف وقلق».
ثم بدأ عرض الأفلام وهى «وينه ميسى»، «أم على»، «صورة الفصل»، «يوم الجمعة»، «كل هذه الـlikes»، «أبجد هوز»، «المتحف»، و«الواد لأبوه»، «البرنس سليم»، «مدام ديدى»، وسط حفاوة وإعجاب من النجوم الذين حرصوا على الحضور.. والحقيقة بصفتى أماً لثلاثة أطفال أعمارهم مختلفة وأيضاً اهتماماتهم ومشاكلهم مختلفة، سعدت واستمتعت واستفدت بمشاهدة أفلام تتناول موضوعات متنوعة تخصُّ أبناءنا الطلاب، وتهتم بطرح مشاكلهم بشكل تفصيلى.
أيضاً نشأت لم تنسَ عرض جانب مهم جداً، وهو رحلة جهاد الآباء فى تربية أولادهم، ومحاولة الوصول بهم لأفضل مستوى من التعليم؛ لتكون مرآة للأبناء ليشاهدوا من خلالها معاناة آبائهم فى التربية وآمالهم ليرتقوا بهم لأعلى المستويات الاجتماعية والدراسية والأخلاقية.
فى الواقع، نجحت نشأت فى طرح موضوعات ذات قيمة تربوية وأخلاقية من خلال هذه النوعية من الأفلام التى تعتبر بمثابة رسائل توجيهية للأب والأم والمعلم، مغزاها كيف يجب علينا التعامل مع عقليات أولادنا التى تسبق أعمارهم بكل مرونة وتفاهم وتقدير حتى نستطيع أن نحافظ عليهم، ورسالة على الجانب الآخر مفادها أنه يجب على الآباء مواكبة أحلام وأهداف أولادهم بشكل جدى والتعامل مع رغباتهم ومشكلاتهم المتنوعة التى اختلفت باختلاف الزمن والتقدم التكنولوجى الهائل الذى يشهده العصر الحديث، وذلك بتفاهم واهتمام، بعيداً عن العند والعنف.
نجحت نشأت فى عرض القصص القصيرة بشكل مبسط، وفى الوقت ذاته على مستوى عالٍ من الرقى لتخاطب عقليات الأولاد من مختلف الأعمار، هذا غير أنها قصص واقعية حقيقية اعتمدت فيها على مشاركة أطفال المدارس وبعض المعلمين وأولياء الأمور فى التمثيل؛ حيث أُتيحت فرصة المشاركة فى هذا المشروع لأشخاص يخوضون تجربة التمثيل لأول مرة، ورغم ذلك أتقنت كل شخصية فى هذا العمل الجليل، من الصغير إلى الكبير، التمثيل، وأدت دورها على أكمل وجه، وبالطبع هذا نابع من الخبرة الكبيرة لمايسترو العمل، ساندرا نشأت، التى قادت بأناملها الذهبية الأوركسترا، لتُخرج عملاً على أعلى مستوى من الإبداع، أستطيع أن أطلق عليه أنه «عمل تربوى»، ورغم إنتاجه المتواضع، فإن نشأت استطاعت أن تخرج منه عملاً فنياً مبهراً وقيماً بأقل الإمكانيات لتشهد له الأجيال.
بالفعل، ساندرا صاحبة العصا السحرية لنجاح الأعمال وكانت النجمة الوحيدة المشهورة والمعروفة فى هذا العمل هى جيلان علاء، التى ظهرت بفيلم «أم على» فى دور خفيف الظل، حاز على إعجاب جميع الحضور وسط تصفيق حاد.
قصص الفيلم مختلفة عمّا يُقدَّم على الساحة، وأيضاً مختلفة عمّا قدمته المخرجة من أفلام روائية طويلة؛ حيث تناولت موضوعات تمس كل البيوت المصرية بمشكلاتها ومعاناتها، وهذا إن دلَّ فإنما يدل على أنها ليست مجرد مخرجة عادية، بل مهمومة بتوصيل معنى ورسالة للناس من كل الفئات العمرية، ولديها مخزون كبير من الأفكار التى حلمت بتقديمها فى السينما بمختلف أنواعها، وهذا يعد ذكاءً خاصاً من مخرجة كبيرة مخضرمة وثقت بتوقيعها على أفلام مهمة فى تاريخ السينما مع كبار النجوم مثل «مبروك وبلبل»، «ليه خلتنى أحبك»، «حرامية فى كى جى تو»، «حرامية فى تايلاند»، وأفلام أخرى ناجحة مع النجم أحمد عز فى بداية مشواره، ولكنها لم تقف بأحلامها عند هذا الحد لتثبت أنها مخرجة خارج الصندوق وغير متوقعة.
هذا الاحتفاء الجليل تُوِّج بحضور نخبة كبيرة من نجوم الوسط الفنى دعماً للمخرجة، وسعادةً منهم بعودتها للساحة الفنية بعد فترة غياب طويلة، من بينهم لبلبة، وأروى جوده، وبسنت شوقى، وجيلان علاء، ودكتور خالد عبد الجليل رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية وشريف رمزى، والنجم الكبير أحمد عز، الذين حرصوا على التواجد ودعم ساندرا من بداية عرض الأفلام انتهاءً بالندوة التى قامت بإدارتها دكتورة ميرفت أبو عوف أستاذة الإعلام بالجامعة الأمريكية، ولكن دعونى أتوقف عند النجم أحمد عز الذى كان حضوره بمثابة وفاء وحب وامتنان لمشواره مع ساندرا.
فى بداية الندوة، أشاد عز بمشروع «فى المدرسة» قائلاً: «أحب هذا النوع من السينما، وأنا سعيد بها وفخور فى ذات الوقت، ولو تحدثت على المستوى الفنى فلأول مرة يجعلنى فيلم قصير أضحك وأبكى فى الوقت ذاته، هذا غير أنها تمنحنى معلومة وتعلمنى شيئاً ذا قيمة.. أما على المستوى الثقافى فأرى أن هذه النوعية التى قدمتها نشأت ذات قيمة تربوية، وأطالب بعرضها فى جميع المدارس؛ لأنها أفلام توعوية مسلية».
ثم قررتُ أن أطرح عليه سؤالاً، وهو: ماذا أضافت ساندرا نشأت لأحمد عز كمخرجة وصديقة مشوار؟
أجاب بامتنان شديد قائلاً: «شهادتى فى ساندرا مجروحة، وحضورى اليوم لا يعنى أننى أقف بجانب ساندرا وأدعمها، بالعكس هى مَن تقف بجوارنا جميعاً».
وتابع عز: «أفلامى مع ساندرا هى حجر الأساس لعملى، وبمثابة قوة الدفع فى الاتجاه الصحيح، وهى جزء لا يتجزأ من النجاح الذى وصلت إليه فى السينما.. ومهما أتحدث عن ساندرا فلن أوفيها حقها، وهى جزء كبير من نجاحى».
ثم أضافت نشأت، وقالت: «أنا وعز جمعنا الفن ولكن بحكم عِشرة السنين، توطدت العلاقة وأصبحنا أخوين تجمعنا مشاعر صادقة، والدليل على ذلك حضور عز اليوم ليشاركنى فرحتى بمشروعى الذى تحقق»، ثم اختتمت ساندرا بتوجيه كلمة شكر لكل مَن شرَّفها بالحضور سواء صحافة أو نجوم الفن، كل منهم باسمه.
أخيراً، حاولت أن أنقل لكم الأجواء الاحتفالية كما شاهدتها وتعايشت معها، ولكن لا أستطيع أن أصف مدى سعادتى بكم الحب الذى رأيته من النجوم تجاه نجاح ومساندة المخرجة الجميلة ساندرا نشأت.
حب ليس فقط بإثبات الحضور، ولكن حب نابع من القلب يساند ويبارك، ومن ضمن هذه اللمسات النجم شريف رمزى الذى ظل واقفاً أثناء الندوة ولم يمل لحظة أو يفكر فى الانسحاب، وأيضاً المنتج الكبير محمد العدل، والممثلة الجميلة بسنت شوقى، التى اختارت الجلوس على الأرض لمتابعة الندوة بشغف، لمخرجة أرى أن عودتها بقوة من خلال هذا العمل الجليل ذى القيمة هى بداية لعودة قوية تستكمل بها مسيرتها الإخراجية، لتحفر فى تاريخ السينما المزيد من الأعمال الإبداعية.