22-11-2024 | 02:33
محمد علوش
استقبل المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، الفنان عمرو سعد في حوار مفتوح مع الناقد الفني رامي عبد الرازق، وذلك ضمن فعاليات مهرجان «القاهرة السينمائي الدولي» في دورته الخامسة والأربعين.
في البداية، قال عمرو سعد: «شكرًا للنجم الكبير حسين فهمي والأستاذ عصام زكريا، وشكرًا لكل القائمين على مهرجان القاهرة السينمائي، الذي يعد واجهة مشرفة للسينما المصرية».
ثم تحدث عمرو عن شغفه وحبه للسينما قائلًا: «السينما تمنحنا ساعتين بعيدًا عن الواقع الصعب الذي نعيشه، وهذا يحقق لي متعة هائلة. أنا شخص نشأت في أسرة متوسطة؛ والدي كان يحب مشاهدة الأفلام، وكانت السينما جزءًا كبيرًا من نشاطاتنا، فهي تقدم لنا متعة غير عادية».
وعن حلمه بالعمل كممثل، قال عمرو: «الأمر لا يتعلق فقط بالحلم بأن تصبح شيئًا ما، بل بالإصرار على النجاح وأن تكون شخصًا مؤثرًا. هناك أشخاص لديهم شغف لتقديم شيء مؤثر. منذ طفولتي، كنت أحلم بأن أنقل أفكاري وأن أُحدث تغييرًا. لم أكن أعرف إذا ما كنت على صواب أم لا، لكنني حاولت أن أكون مؤثرًا في مجالات عديدة، مثل الرسم والغناء، حتى قررت أن أكون ممثلًا».
وأضاف: «عندما حاولت التقديم في المعهد، لم أوفق في البداية، لكن ذلك لم يثنني عن قراري. لا شيء يمكن أن يمنعك من تحقيق ما تطمح إليه، لكن عليك أن تعمل بجد لتحقيقه. منذ أن كنت في المرحلة الثانوية، لم أشك لحظة في قدرتي على تحقيق حلمي». وتابع: «أتذكر أول مرة وضعت فيها صورتي على أفيش سينما. عندما ذهبت إلى المكان ورأيت الأفيش، بكيت. كان شعوري يشبه شعور أم أنجبت طفلًا بعد انتظار طويل».
وشدد سعد على أنه لا يريد استغلال «رحلة معاناته» مؤكدًا: «هناك الكثيرون لديهم قصص مشابهة، لكنها قد تكون ملهمة للبعض. وأنا أشارك هذه الحكايات لأشير إلى نقاط محددة في مشواري، منها أن الظروف ليست هي العائق، بل كيف نراها. وهنا أتحدث عن الثقة بالنفس، فمجتمعنا لديه نسبة كبيرة من الشباب الذين يمكنهم تغيير شكل العالم، لكننا نواجه أزمة ثقة بالنفس». وأضاف: «مواجهة الصعاب تأتي دائمًا من القدرة على التحمل. فالبعض يملك كاريزما كبيرة، لكن تنقصهم الثقة بالنفس، وهي الجسر الذي يصل بك إلى هدفك».
وحول تطوره في مجال التمثيل، قال عمرو: «وأنا صغير، رأيت أستاذ نور الشريف في مواقف تمثيلية مختلفة، مما جعلني أدرك أن النجوم يعتمدون على الاجتهاد الشخصي وتفاوت المدارس الفنية التي يتبعونها. كنت أطمح منذ ذلك الوقت إلى تقديم مستوى متطور من التمثيل، وهو ما يحتاج إلى دراسة كل المدارس الفنية وهضمها»، موضحًا: «فنحن مثلا لا نملك رفاهية إعادة المشاهد ولا وجود لمدربين يعملون على تطوير الممثل. لذا، ما طمحت إليه كان بسيطًا وصعبًا في الوقت ذاته، وهو: أن يكون أدائي فريدًا بحيث لا يمكن لأحد أن يكرره».
وأعرب بطل فيلم «دكان شحاتة» عن سعادته باحتكاكه ببعض النجوم في سن مبكرة، قائلًا: «أتذكر لقائي بنجيب محفوظ وأنا في الثامنة عشرة. كنت محظوظًا بالاحتكاك به وبنجوم كبار مثل عادل إمام، محمود عبد العزيز، وأحمد زكي، واضطررت إلى القراءة كثيرًا لأكون على مستوى هؤلاء القامات».
وأشار إلى أنه في بداياته، لم يكن هناك مجال للشباب لتقديم أفلام، لأن الإنتاج كان يرفض المخاطرة بتقديم أي نجم شاب، مما جعل الطريق طويلًا وصعبًا، وكان مكتب يوسف شاهين هو المنفذ الوحيد للشباب. وقال: «كنت أرى أساتذة مثل خالد النبوي وهاني سلامة وهم يخرجون من مكتب يوسف شاهين، وأطمح أن أكون مثلهم». وأضاف: «في مكتب مصر العالمية، تعلمت من أساتذة كبار مثل يوسف شاهين ويسري نصر الله أن النجاح لا يأتي مرة واحدة. عليك أن تتمسك بالفرصة حتى تأتي، لأن النجاح في التمثيل يتطلب تقديم عمل متقن، وعلى سبيل المثال، انظر إلى أفلام الأربعينيات والخمسينيات التي عاشت كثيرا لأنها كانت مصنوعة بجودة عالية».
وكشف عمرو خلال الحوار الصور الأولى لفيلمه الجديد «الغربان» حيث شارك الحضور نظرة أولى على الفيلم الذي يعتبر أحد أضخم الإنتاجات العربية القادمة وأكثرهم ترقبا وهو من بطولة عمرو سعد، مي عمر، أسماء أبو اليزيد، ماجد المصري وكوكبة من النجوم العرب والأجانب وضيوف الشرف، وإخراج يس حسن.
وأشار إلى أنه يحضر حاليا مسلسل «سيد الناس» للمخرج محمد سامي والمقرر عرضه في شهر رمضان القادم.