6-12-2024 | 14:33
نانيس جنيدى
تعد المهرجانات الفنية، سواء السينمائية أو الغنائية أو المسرحية، منصة مهمة للتفاعل بين الفنان والجمهور، وتلعب هذه المهرجانات دوراً محورياً فى تشكيل الذوق العام، بل وتوجيه الاتجاهات الفنية فى كثير من الأحيان.
لكن يتصور البعض أحياناً أن المهرجانات الفنية مجرد سجادة حمراء، وعروض أزياء، ولكن الأمر أكثر من ذلك بكثير، ويدرك المهتمون به من قلب الأحداث هذه الأهمية من خلال التفاعل مع فعاليات المهرجانات المختلفة، التى تمتد لأيام ما بين الافتتاح والختام، وتضم العديد من النشاطات والعروض التى يقبل عليها الجمهور الواعى والمحب للفنون، فكيف يرى الجمهور هذه المهرجانات وماذا تمثل له؟ هذا ما نتعرف عليه من خلال سطور تحقيقنا التالى بسؤال مجموعة من عشاق المهرجانات.. فماذا قالوا؟
فى البداية تقول نهى سعيد طالبة: أعشق حضور المهرجانات سواء مهرجان القلعة للغناء، حيث يمتاز بسعر تذاكره البسيطة أو مهرجان القاهرة السينمائى، وأعتبرهما جزءاً من طقوسى السنوية، وعادة أحب أن أمارسها، فأجواء المهرجانات جميلة، فمجرد المشى فى أروقته له سحره، فالقلعة أو الأوبرا أماكن عظيمة فى بلدنا، والتردد عليها شىء يسعدنى من العام للعام، فضلاً عن حضور الحفلات الغنائية الراقية لأهم المطربين، وأيضاً حضور أفلام مميزة فى مهرجان القاهرة السينمائى، فأنا أستمتع بهذه الأجواء جداً من العام للعام.
ويقول إيهاب محمود محاسب: المهرجانات ليست مجرد جولات للمتعة والتسلية فقط، ولكنها تمثل فرصة للاستمتاع بأوقات ممتعة فنياً، وراقية لعشاق الفنون بأشكالها المختلفة وأنواعها المتعددة، من الاستماع إلى الموسيقى، أو مشاهدة العروض الفنية السينمائية والتى تتيح التعرف على ثقافات مختلفة لشعوب العالم، وكيف يمارسون طقوس حياتهم اليومية وعاداتهم، وما هى مشكلاتهم التى يود صناع السينما فى البلدان المختلفة تقديمها عبر الأفلام السينمائية.
يقول حسين عبد الرحمن كاتب: المهرجانات الفنية تعبر عن عمق هوية ثقافية للبلد الذى نعيش به، حيث ترتبط المهرجانات بهوية المجتمع وتراثه وتحرص على نقل وتقديم أجمل ما فيه، فهى تعكس تقاليده وعاداته، وتساهم فى الحفاظ عليها ونقلها للأجيال القادمة، بل ولشعوب العالم أجمع.
وترى نور عادل ربة منزل، أن حضور المهرجانات تجربة فريدة، لما توفره المهرجانات من تجربة مختلفة من نوعها وشديدة التميز، حيث يمكن للجمهور التفاعل مع الفنانين مباشرة من خلال الندوات، فهناك فارق كبير بين أن أرى نجمى المفضل عبر شاشة السينما أو التليفزيون وأن أراه وجهاً لوجه وأستطيع أن أحاوره، وكأنى صحفية، وهذا شعور يسعدنى كثيراً.
ويقول حازم السيد: المهرجانات الفنية فرصة عظيمة لمشاركة تجارب الآخرين، واكتشاف مواهب جديدة، حيث إن مهرجان القاهرة السينمائى مثلاً يدعم الشباب الموهوبين ويتيح لهم فرصاً لتقديم مشروعاتهم وتمويلها وهى أحد أهم أفرع الفعاليات فى المهرجان العريق الذى لا يكتفى بتقديم العروض الجاهزة، ولكن يساهم فى دعم والوقوف بجوار الشباب لتقديم مواهبهم، وهذا أمر مهم جداً.
وتقول لمياء فتحى أستاذة بالجامعة: المهرجانات منصة للتعبير عن الذات، حيث تعتبر منصة مميزة للتعبير عن الآراء المغايرة والمتقدمة، حيث يمكن للجمهور المشاركة فى ورش العمل، والحوارات، والمناقشات حول القضايا الفنية والثقافية.. ليس فقط مع صناع هذه الأعمال ولكن نجلس أنا وأصدقائى من الأساتذة والذين نذهب إلى المهرجان بعد حضور الندوات أو العروض السينمائية نتناقش حولها، نختلف أو نتفق حول جودة الأعمال ورؤى صناعها، وهذه المناقشات تثرينا ونستمتع بها تماماً فى أجواء من البهجة.
وتقول هدى عبد الحميد كاتبة: المهرجانات تشكل نوعاً من الدعم للمشهد الفنى، وتؤكد أن سينما البلد التى تستضيف المهرجان هى سينما مهمة وصناعة أساسية تحظى بدعم من الجهات القائمة على التنظيم وتؤكد جودة الصناعة وإلا لما حظيت بتنظيم مهرجانات عالمية تستقدم سينمات العالم من هنا وهناك، ومن خلال حضور المهرجانات، يدعم الجمهور المشهد الفنى المحلى والإقليمى، ويساهم فى تطويره.
ويقول شريف مجدى طالب جامعى: نستمتع بأجواء المهرجان، حيث المشاركة والتفاعل خارج نطاق المحاضرات الجامعية التى نلتزم من خلالها بالاستماع إلى المواد الدراسية والمناقشات والأسئلة تكون فقط فى مجال تخصصنا، أما نحن عشاق الفنون فنرى فى المهرجانات فرصة للنقاش فى أمور نهواها ونحبها خارج تخصصاتنا الدراسية، ووجهاً لوجه مع صناع الأعمال التى نتابعها فى شاشات العرض من العام للعام، وهى فرصة تجدد أذهاننا وتثرينا ثقافياً حتى على مستوى المتعة الشخصية.
وتقول شيرين أسامة باحثة: المهرجانات فرصة كبيرة لمشاهدة أعمال مختلفة ذات إيقاع وطابع غير المعتاد حتى عن الأفلام الأجنبية التى تعرض فى دور العرض المصرية، ربما يسمح المهرجان بتقديم عروض تتناول موضوعات جديدة على المستوى الفكرى ومختلفة لما يجرى حول العالم سواء العربى أو الغربى، ما يعمل على تجديد الذهن وتوسيع دائرة الوعى لدى المهتمين بالسينما.
ويقول تامر عيسى مهندس كمبيوتر: بوصفى من عشاق التكنولوجيا والجرافيك والتطورات الحادثة فى مجال الذكاء الاصطناعى، اهتم بأن أرى انعكاس ذلك على العالم السينمائى، وأحرص على مشاهدة العروض العالمية لمتابعة كم الجودة الفنية والتقدم الخطير الحادث فى تقنيات التصوير والإخراج فى هذه الأفلام بشكل مبهر وشديد الإثارة، وهذا يستهوينى جداً.
تقول مريم سعد ربة منزل: السينما تعكس واقعنا، لا سيما أن الأفلام التى يقع الاختيار عليها تكون متميزة فى هذه المنطقة تحديداً بما لديها من قدرة على نقل الواقع والتعبير عنه سواء فى مجتمعنا أو مجتمعات أخرى، والمهرجانات تعطينا فرصة نفكر فى قضايا مهمة وإنسانية سواء مصرية أو على مستوى العالم.
ويقول وليد صابر طالب بأكاديمية الفنون: أنا من عشاق المسرح وأحرص على التواجد فى المهرجانات المسرحية، المسرح يعمل على إيصال رسائل مهمة بطريقة ممتعة للمشاهد، والمهرجانات تجعلنا نتفاعل مع العروض، خاصة التى تقام بعدها ندوات مع النجوم، فتتاح لنا فرصة لسؤالهم ومناقشة أفكارهم وجهاً لوجه مثلما شاهدنا العرض دون حواجز بيننا وبين النجوم.
تقول مى عصام مطربة صاعدة: أنا من عشاق الغناء والموسيقى، وأستمع إلى كل أنواع الأغانى، وأرى أن المهرجانات الغنائية فرصة رائعة للاستماع إلى مطربى المفضل (لايف) فهو شىء رائع ومختلف تماماً عن أى وسيلة تكنولوجية، فضلاً عن مشاهدته وجهاً لوجه، فهذا الأمر يتيح أجواء مبهجة ورائعة، حيث التواصل مع المطرب الذى أحبه فى مكان واحد، هذه تجربة غنية وثرية جداً أحرص عليها تماماً عبر المهرجانات الموسيقية المختلفة، الموسيقى تعبر عن مشاعرنا، والمهرجانات تجعلنا نعيش فى عالم آخر ولو لبضع ساعات من الوقت، فالمهرجانات الموسيقية تجمع مختلف الأجيال، وتخلق جواً من الفرح والاحتفال.
وتحدث ياسر نبيل مرشد سياحى: عن زاوية مهمة، حيث يرى أن المهرجانات تعمل على تنشيط السياحة، وتجعل مصر واجهة جاذبة للسياح، ومن ثم المهرجانات تساعد فى تطوير الحركة الفنية فى مصر، والتى بدورها تؤثر فى ازدهار الحركة السياحية، عندما تأتيك وفود ونجوم وضيوف من كل أنحاء العالم ينعمون بالأمان وبأجواء رائعة وأيضاً يتابعون الحركة الثقافية والفنية فى مصر، فهو أمر عظيم وبالغ الأهمية، فالمهرجانات تجعلنا حقاً نفتخر بثقافتنا وتراثنا وفنوننا الرائعة والمتعددة.