14-12-2024 | 13:56
شيماء محمود
وزارة الثقافة تقدم دعماً كبيراً لتحقيق أهداف الأكاديمية
فى قلب روما، حيث يلتقى التاريخ بالفن، تتربع الأكاديمية المصرية للفنون، تلك الأكاديمية العريقة، بهدف أن تكون منارةً ثقافيةً تعكس الريادة المصرية وتكون منصةً تبرز الإبداع المصرى على الساحة العالمية، وتقدم الفنانين المصريين والعرب إلى الساحة الدولية عبر نشاطات وفعاليات متنوعة تسلط الضوء على التراث المصرى، وسط المجتمع الأوروبى للتعريف بالحضارة المصرية الغنية، بوصفها مركزاً ثقافياً يعزز التفاهم المتبادل.
فى حوار من القلب، تلتقى «الكواكب» رئيسة الأكاديمية المصرية للفنون بروما، الدكتورة رانيا يحيى، لنستكشف معها إنجازاتها، ورؤيتها، والتحديات التى تواجهها وهى تعمل على تعزيز دور الأكاديمية، والإنجازات التى تمت مؤخراً بها، ودورها الثقافى فى خدمة المصريين وغيرهم، وتفاصيل أخرى فى الحوار التالى.
بعد مرور عدة أشهر على توليكِ رئاسة الأكاديمية.. ما أبرز الإنجازات التى تمكنتِ من تحقيقها حتى الآن.. وكيف تم استقبال ذلك من قبل المجتمع الفنى والثقافى فى روما؟
أولاً أود أن أعبر عن سعادتى بهذا التكليف، ويشرفنى جداً أننى قد تم تكليفى بهذه المهمة، وأشعر بفخر وسعادة بالغين، منذ بداية عملى حرصت على معالجة بعض الأمور المؤجلة فى الأكاديمية، بما فى ذلك أعمال الصيانة الضرورية، كما أطلقت الموسم الثقافى والفنى فى موعده المعتاد بشهر أكتوبر، حيث شهدنا افتتاحاً رائعاً حضره السفير بسام راضى سفير جمهورية مصر العربية لدى إيطاليا، بالإضافة إلى ذلك، نجحنا فى تنظيم ثلاث فعاليات كبرى فى فترة زمنية قصيرة، مما لاقى ترحيباً كبيراً من المجتمع الفنى والثقافى، الفعاليات تضمنت مزيجاً من المعارض الفنية، والأمسيات الشعرية، والعروض الفلكلورية، وتقديم المأكولات المصرية، مما ساهم فى إبراز الثقافة المصرية بشكل متكامل.
هل هناك خطط لتوسيع التعاون بين الأكاديمية المصرية للفنون ومؤسسات ثقافية أوروبية أخرى؟
بالطبع، أعمل بشكل مستمر على توسيع دائرة التعاون بين الأكاديمية والمؤسسات الثقافية الأوروبية، لقد بدأنا بالفعل مشروعاً للتعاون مع «كونسرفتوار سانتا سيشيليا»، ونعمل على التواصل مع مؤسسات أخرى فى مجالات السينما والموسيقى والفنون التشكيلية، ويعد أحد أهدافى الرئيسية هو جذب اهتمام الشباب الأوروبى لتعريفهم بثقافتنا وحضارتنا، إيماناً منى بأهمية بناء جسور بين الأجيال القادمة.
ما الأولويات التى تضعينها فى اعتبارك لتطوير الأكاديمية وجعلها أكثر تأثيراً على الصعيد الدولى؟
أولويتى الأولى هى ضمان أن تكون مصر دائماً حاضرةً وممثلةً فى جميع الفعاليات الدولية، بما يعكس دورها المحورى والرائد ثقافياً على المستويين الإقليمى والدولى. الأكاديمية المصرية للفنون بروما هى الأكاديمية العربية الوحيدة ضمن الأكاديميات العالمية، وهذا يضعنا أمام مسئولية كبرى لتعزيز حضورنا الثقافى، كما أننى أسعى لتوسيع نطاق الأنشطة وتوزيعها بما يبرز الثقافة المصرية أمام المجتمع الأوروبى، خاصة الإيطالى، وتوعية الآخرين بأهمية تاريخنا وحضارتنا، نحن نعمل على استراتيجية طويلة المدى تستند إلى رؤية واضحة لتطوير الأكاديمية وجعلها منصة ديناميكية للتبادل الثقافى.
ما الرؤية والخطط الاستراتيجية التى تسعين لتحقيقها خلال فترة توليكِ رئاسة الأكاديمية ؟
وضعت خطة استراتيجية شاملة مليئة بالأنشطة والفعاليات التى تشمل المعارض والحفلات الموسيقية والندوات الثقافية، ومن أولوياتى دعم الفنانين المصريين المبدعين فى مختلف المجالات، ومنحهم الفرصة لنقل خبراتهم للشباب المصريين، رؤيتى تتمثل أيضاً فى تعزيز دور الأكاديمية كمركز إشعاع ثقافى يسهم فى بناء جسور تواصل بين الثقافات، وفى الوقت نفسه تأكيد الهوية المصرية من خلال الفنون.
كيف يمكن للأكاديمية أن تكون منصة لدعم الفنانين المصريين الشبان؟
بالطبع سنستضيف الفنانين المصريين المتميزين من مختلف التخصصات، بما فى ذلك الفنون التشكيلية والموسيقى والشعر والسينما والمسرح، ونعمل على توفير منصة لعرض أعمالهم وإبراز مواهبهم على الصعيد الدولى، كما نوفر فرصاً للتدريب والتفاعل مع المجتمع الفنى الإيطالى، مما يتيح للشباب اكتساب خبرات جديدة وتنمية قدراتهم.
حدثينا عن رؤيتك للموسم الثقافى والفنى الجديد للأكاديمية؟
أعددنا خطة متكاملة تتضمن تنظيم فعاليات تجمع بين عدة أنشطة فنية فى وقت واحد، كما أطلقنا مبادرة (مصر الحاضنة)، التى تستضيف كل شهر دولة عربية لعرض فنونها وثقافتها، مما يعزز من دور الأكاديمية كجسر للتواصل بين الثقافات العربية والغربية، ونهدف إلى تقديم فعاليات تواكب تطلعات الجمهور المصرى والأوروبى على حد سواء.
باعتبار الأكاديمية نافذةً للثقافة المصرية على أوروبا.. ما الجهود المبذولة لتعزيز صورة مصر الثقافية وتراثها الفنى؟
نسعى لتعزيز صورة مصر الثقافية من خلال الأنشطة المتنوعة التى تسلط الضوء على التراث المصرى، كما ندعو المجتمع الأوروبى لزيارة مصر والتعرف على حضارتها الغنية.
كيف يمكن للأكاديمية أن تساهم فى تعزيز التواصل الثقافى بين مصر وإيطاليا إكمالاً لما يتم حالياً من جهود فى هذا الإطار من قبل الجهات المعنية؟
نعمل على تنظيم فعاليات تجمع بين فنانين مصريين وإيطاليين، مثل تقديم عروض مشتركة وحفلات موسيقية تعكس تلاقى الثقافات، كما نستعرض الإنجازات التاريخية المشتركة بين البلدين، مما يعزز الحوار الثقافى ويوسع دائرة التواصل، حيث قدمنا ضمن حفل افتتاح الموسم فقرة تضم رقصات فلكلورية لراقصات إيطاليات تعلمن على يد مصريين فى إيطاليا، وكذلك استمتعنا بحفل عايدة بالأكاديمية المصرية للفنون بروما، من خلال المغنين المبهرين السوبرانو كاترين ماناندازا، والمتزو سوبرانو كاميل جيمينيز، والتينور جورج ونيس، وبمصاحبة البيانيست الإيطالية مارينا تشيسارالى، الذين عزفوا واحدة من أشهر وأهم الأوبرات عالمياً، والتى ترتبط بمصر بشكل مباشر، وانتهت الفعالية بحفل موسيقى للعازف الماهر توماسو مارينو على آلة البيانو، وهو طالب فى «كونسرفتوار سانتا شيشيليا»، كل هذه الفعاليات وغيرها تعزز العلاقات الثقافية بين الدولتين.
كيف ستؤثر خبرتك الأكاديمية على تطوير برامج الأكاديمية؟
خبرتى الأكاديمية الطويلة تتيح لى التنويع فى الأنشطة لتشمل جميع الفنون، من التشكيلية إلى المسرحية والموسيقية، أهدف إلى تقديم برامج شاملة تعكس التنوع الفنى، وتساهم فى رفع مستوى الفهم الثقافى.
ما خططك للتعاون مع الجالية المصرية فى إيطاليا؟
الجالية المصرية تعد شريكاً أساسياً فى نجاح الأكاديمية، نعمل على إشراكهم فى الفعاليات والأنشطة لتعزيز الحضور المصرى فى المجتمع الإيطالى، فالأكاديمية ليست فقط منصةً ثقافيةً، بل هى بيت لكل مصرى وعربى فى إيطاليا.
كيف تنقلين نجاحك الشخصى لتطوير العمل داخل الأكاديمية؟
نجاحى الشخصى يمنحنى القوة والثقة لتطوير الأكاديمية، أعتمد على رؤية تعاونية تجمع بين خبراتى وخبرات فريق العمل لتقديم الأفضل وضمان استمرارية النجاح.
أخيراً.. ماذا عن دعم وزارة الثقافة لرؤية الأكاديمية ومشروعاتها.. وما الذى تأملينه فى هذا الإطار لتعزيز دورها مستقبلاً؟
وزارة الثقافة تقدم دعماً كبيراً لتحقيق أهداف الأكاديمية، الدعم المستمر من سيادة الوزير د. أحمد هنو يؤكد التزام الدولة بدور الأكاديمية كمنارة ثقافية، ونعمل معاً للحفاظ على هذا الدور وتعزيزه، فوزارة الثقافة شريك أساسى وداعم بشكل دائم للأكاديمية المصرية للفنون، وبصفتى جزءاً من الوزارة، أشعر بالفخر بالإنجازات التى تحققت بدعم معالى وزير الثقافة، الذى وافق على خطة الأنشطة والفعاليات التى تقدمت بها، كما أن زيارة الوزير للأكاديمية فى الخامس من نوفمبر الماضى كانت تأكيداً على اهتمامه الشخصى بأنشطتنا، فنحن نكمل الآن مسيرة مديرى الأكاديمية السابقين، الذين قدموا إسهامات عظيمة، وهدفنا أن تظل الأكاديمية منارة ثقافية تعكس الريادة المصرية وتكون منصة لتقديم الفنانين المصريين والعرب إلى الساحة الدولية، وأتمنى استمرار هذا الدعم لتحقيق المزيد من الإنجازات التى تليق باسم مصر على المستويين المحلى والدولى.