19-12-2024 | 15:03
عمرو محي الدين
في يوم 18 ديسمبر 1960، وُلد الفنان الراحل طلعت زكريا في مدينة الإسكندرية، ليصبح أحد الأسماء البارزة في سماء الفن المصري. بدأت رحلته مع الفن منذ أن كان شابًا صغيرًا، حيث ترك مسقط رأسه في الإسكندرية وتوجه إلى القاهرة ليلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث تخصص في قسم التمثيل والإخراج وتخرج منه عام 1984.
كانت بداية طلعت زكريا الفنية على خشبة المسرح، حيث انضم إلى فرقة الإسكندرية المسرحية وقصر ثقافة الحرية، وقدم خلالها العديد من المسرحيات التي حققت صدى واسعًا، في عام 1982، شارك في مسرحية "الشخص" التي أعدها الشاعر أمل دنقل عن مسرحية لبنانية، وقام ببطولتها الفنانة عفاف راضي إلا أن عرض المسرحية توقف.
ثم جاءت أولى أدواره المسرحية الحقيقية في مسرحية "فارس وبني خيبان" مع الفنان سمير غانم، ليشكل هذا التعاون نقطة انطلاق كبيرة له في المسرح، استمر طلعت زكريا في المشاركة في العديد من المسرحيات الناجحة في التسعينيات مثل "بهلول في اسطنبول"، "أنا ومراتي ومونيكا"، "دو ري مي فاصوليا"، "البعبع"، "الدبابير"، و"تكسب يا خيشة"، وكان آخر أعماله المسرحية "ليلة زفاف المرحوم" التي قام ببطولتها الفنان حسن يوسف.
دخل طلعت زكريا عالم السينما في عام 1984 من خلال فيلم "حادي بادي" مع أحمد آدم، حيث جسد مشهداً واحداً في دور طيار، ليكون هذا الظهور بداية مسيرته السينمائية، ثم توالت أدواره الثانوية في العديد من الأفلام حتى حصل على فرصة البطولة في فيلم "حاحا وتفاحة" مع النجمة ياسمين
عبد العزيز. لكن، كانت بطولته الحقيقية في فيلم "طباخ الرئيس" الذي حقق نجاحًا كبيرًا، وأصبح من الأفلام المميزة في مسيرته.
تزوج طلعت زكريا مرتين في حياته؛ الأولى من سيدة من خارج الوسط الفني، أنجب منها ابنه عمر وابنته أميمة التي دخلت مجال التمثيل، أما الزوجة الثانية فكانت شيرين المنزلاوي والدة الفنانة هنا الزاهد.
كما عانى الفنان الراحل من تحديات صحية كبيرة، حيث أصيب بمرض نادر في أحد شرايين المخ عام 2007، ودخل في غيبوبة استمرت لشهرين، ولكنه تعافى بعد فترة، ومع مرور السنوات، عاد المرض ليفاجئه في عام 2019، حيث دخل أحد المستشفيات قبل أن يتوفى في نفس العام.
على الرغم من رحيله المبكر، إلا أن طلعت زكريا ترك إرثًا فنيًا كبيرًا في عالم المسرح والسينما والتلفزيون، حيث تمكن من رسم البسمة على وجوه الجمهور بأدواره الكوميدية المميزة. تظل أعماله جزءًا لا يتجزأ من ذاكرة السينما المصرية، وسيظل اسمه محفورًا في قلوب محبيه وعشاق فنه.