27-12-2024 | 15:18
عمرو محي الدين
في ذكرى ميلاده، الذي يصادف 25 ديسمبر، نسترجع حياة الشاعر والفنان الكبير صلاح جاهين، الذي ترك بصمة لا تُمحى في الثقافة والفن المصري. وُلد صلاح جاهين في القاهرة عام 1930، ليصبح واحدًا من أبرز الأعلام في الأدب والفن المصري، حيث جمعت موهبته بين الشعر والرسم الكاريكاتيري والتمثيل، ليكون بذلك أحد المبدعين الذين أثروا في جميع مجالات الإبداع.
بدأت رحلة صلاح جاهين مع الكتابة في سن مبكرة، حيث كتب أولى قصائده عام 1936، عندما كان في السادسة من عمره ، لكن موهبته في الرسم الكاريكاتيري لم تظهر إلا في وقت لاحق من حياته، ليحقق أيضًا شهرة كبيرة في هذا المجال.
تعليمه الجامعي بدأ في كلية الفنون الجميلة، لكنه سرعان ما تركها والتحق بكلية الحقوق بناءً على رغبة والده، الذي كان يعمل في سلك القضاء. ومع ذلك، لم يقف تعليم جاهين عند حدود الدراسة الأكاديمية، بل كانت له رحلته الخاصة في البحث عن الإبداع في مجالات متعددة.
شهدت سنوات الخمسينيات والستينيات تعاونًا مميزًا بينه وبين العديد من الفنانين، ومن أبرزهم الفنان عبد الحليم حافظ والموسيقار كمال الطويل ، من أبرز أعمال هذا التعاون أغنيات مثل "صورة"، "يا أهلاً بالمعارك".
كما تميزت تلك الفترة بنشره لعدة دواوين شعرية، مثل "موال عشان القنال"، "الرباعيات"، و"قصاقيص ورق". وبالإضافة إلى ذلك، قدّم أكثر من 161 قصيدة، من أبرزها قصيدة "على اسم مصر" الشهيرة.
يُعد أوبريت الليلة الكبيرة من أبرز الأعمال التي ارتبطت باسم صلاح جاهين، حيث تعاون مع الموسيقار سيد مكاوي وفكرة صلاح السقا لتقديم هذا العمل المسرحي الغنائي، الذي أصبح من أشهر عروض العرائس في مصر، ووصف بأنه أحد أروع وأشهر الأوبريتات في تاريخ المسرح المصري.
لم تقتصر إسهامات صلاح جاهين على الشعر فقط، بل كان له دور بارز في السينما المصرية، فقد كتب سيناريو فيلم "خلي بالك من زوزو"، الذي كان واحدًا من أكثر الأفلام رواجًا في السبعينيات، حيث تجاوز عرضه 54 أسبوعًا متتاليًا في دور السينما. بالإضافة إلى ذلك، قام بكتابة العديد من الأفلام الأخرى الناجحة مثل: "أميرة حبي أنا"، "شفيقة ومتولي"، "المتوحشة"، و"عودة الابن الضال".
رحل صلاح جاهين في 21 إبريل 1986، لكنه ترك إرثًا ثقافيًا وفنيًا ضخمًا، ما زال يُحتفى به حتى اليوم، ويظل اسمه خالدًا في وجدان كل من يهتم بالإبداع الفني في مصر والعالم العربي.