السبت 4 يناير 2025

بشير الديك.. رحلة حافلة بالعطاء ومشوار جمعه بأبرز النجوم

بشير الديك

1-1-2025 | 11:36

عمرو محيى الدين
رحل عن عالمنا السيناريست والكاتب الكبير والمخرج بشير الديك، عن عمر ناهز 80 عاماً والذى يعتبر واحداً من أبرز الأسماء التى بصمت تاريخ السينما المصرية بعشرات الأعمال الخالدة. فقد ترك خلفه إرثاً فنياً ضخماً امتد لأكثر من أربعة عقود، ساهم خلالها فى تأسيس العديد من العلامات السينمائية التى شكلت وجدان الجمهور المصري. بدأ بشير الديك مشواره الفنى فى عام 1979، ليصبح أحد أبرز كتّاب السيناريو فى الثمانينيات والتسعينات. فقد تمكّن من تقديم العديد من الأعمال التى نالت شهرة واسعة، وأصبحت جزءاً من ذاكرة السينما المصرية. كانت لديه قدرة فريدة على تقديم قصص تمزج بين الواقع والتشويق، بين الدراما الاجتماعية والفانتازيا، وهو ما جعل أعماله تتميز بالتنوع والقدرة على التواصل مع مختلف الأجيال. وكان لشخصية بشير الديك دور كبير فى صناعة نجوم كبار على مر السنوات. فمن خلال تعاوناته مع فريد شوقى، نور الشريف، نادية الجندى، أحمد زكى، محمود عبد العزيز، محمود ياسين، وغيرهم من كبار النجوم، أثبت الديك مرونته الفنية فى التعامل مع جميع ألوان السينما، وصار أحد الأسماء الأكثر طلباً فى مجال الكتابة السينمائية. كان بشير الديك يفضِّل بناء ثنائيات فنية مميزة مع مختلف النجوم. فمثلاً، كانت علاقته مع النجم الراحل محمود ياسين قوية جداً، إذ كان ياسين أول مَن دعم موهبة الديك، وشارك فى أول ثلاث أفلام كتبها بشير الديك، وهى «ولا يزال التحقيق مستمراً»، «وتمضى الأحزان»، «مع سبق الإصرار». كان التعاون بينهما متواصلاً فى عدة أفلام أخرى، مثل «المحاكمة»، «الأقوياء»، و«أشياء ضد القانون»، ما جعل هذه الأفلام من بين أبرز الأعمال السينمائية فى تلك الحقبة. وفى جانب آخر، تعاون بشير الديك مع النجم نور الشريف فى أفلام تعدّ من بين أنجح أعماله، مثل «سواق الأتوبيس»، «ناجى العلي»، «ليلة ساخنة». ورغم هذه الثنائيات المثمرة، لم يقتصر بشير الديك على نجم واحد، بل كان يستمر فى تقديم تجارب جديدة مع مختلف الأسماء اللامعة فى السينما المصرية. من أبرز المحطات فى مسيرة بشير الديك كان فيلم «الحريف» عام 1983، الذى جمعه لأول مرة مع النجم عادل إمام. قدم الفيلم نقلة نوعية فى الكتابة السينمائية، إذ تمتزج فيه الدراما الرياضية بالقيم الإنسانية فى قصة عن شخص يسعى لتحقيق ذاته من خلال لعبة كرة القدم. وقد تم تصنيف «الحريف» من بين أفضل أعمال السينما المصرية، مما جعله علامة فارقة فى تاريخ الديك المهني. رغم أن بشير الديك كان معروفاً أكثر كمؤلف سيناريو، إلا أنه لم يتوقف عند الكتابة فقط. فقد خاض تجربة الإخراج فى فيلم «الطوفان» عام 1985، ثم «سكة سفر» عام 1987، اللذين لقيَا استحساناً نقدياً وجماهيرياً. كما أخرج أيضاً فيلم الرسوم المتحركة «الفارس والأميرة» عام 2020، الذى كان آخر أعماله التى عُرضت للجمهور، ليترك بذلك بصمته فى كل مجالات الفن السينمائي. رحل بشير الديك، لكن أعماله ستظل حية فى ذاكرة الجمهور المصرى، وستظل أعماله تمثل جزءاً مهماً من تاريخ السينما المصرية. كانت أفلامه دائماً تتسم بالإبداع، وكان يتميز بقدرته على تقديم قصص تلامس القلوب، ويجسد فيها أحوال المجتمع المصرى بأسلوبه الخاص.