الإثنين 6 يناير 2025

فى ذكرى وفاته.. ممدوح عبدالعليم تربع على عرش الدراما واعتزل السينما

ممدوح عبدالعليم

4-1-2025 | 14:03

طه حافظ
الفنان المبدع ممدوح عبد العليم ، اشتهر بأدواره القوية فى السينما والتليفزيون وبأدائه المتقن للشخصيات المركبة، وقدرته على تجسيد مشاعر وأحاسيس مختلفة.. ترك بصمة واضحة فى الدراما التليفزيونية، ويعتبر من أهم الفنانين فى تاريخها بل وأحد علاماتها، وفى السينما له أفلام مازال الجمهور يتحاكى بها . فى التقرير التالى نحاول أن نرصد المشوار الفنى للنجم الراحل ممدوح عبد العليم بمناسبة ذكرى وفاته فى 5 يناير. ولد ممدوح عبد العليم فى أشمون، محافظة المنوفية فى 10 نوفمبر 1958، حيث كون المخرج التليفزيونى إبراهيم عبد الجليل أربع فرق مؤلفة من أطفال لتقديم برامج تتضمن التمثيل والرقص والغناء والموسيقى، وكان ممدوح أحد هؤلاء الأطفال عام 1969، لفتت موهبته نظر المخرجين الكبار: إنعام محمد على، ونور الدمرداش، وطلب منه الأخير مشاركة الفنانة كريمة مختار فى مسلسل “الجنة العذراء” عام 1970، عن قصة الأديب محمد عبد الحليم عبدالله، جسد ممدوح دور نجل الفنانة الراحلة كريمة مختار «الطفل رضا»، ما جعل البعض يعتقد أنه نجلها بالفعل. ظهر ممدوح عبد العليم خلال أحداث المسلسل فى سن مبكرة، حيث كان يبلغ من العمر 13 عاماً فقط، وتدور أحداث المسلسل عندما يجد الحاج ماضى ملاذه الأخير فى الفتاة بهية، بعد أن ساءت حياته مع زوجته الأولى (أم حمودة)، ويتزوج منها سرًا ويحاول إخفاء أمر الزواج عنها وعن ابنه فى بادئ الأمر، وإبعاد شقيق بهية عن طريقه حتى لا يفتضح أمره فى البلدة. المسلسل من بطولة كريمة مختار، أنور إسماعيل، عفاف شعيب، حمدى أحمد، حسن عابدين، وهو من تأليف محمد عبد الحليم عبد الله، وإخراج نور الدمرداش. كما اشترك أيضاً كطفل فى مسلسل “القاهرة والناس” والذى كان من بطولة نور الشريف وبوسى وصفية العمرى، ومن إخراج محمد فاضل عام 1972 . وفى عام 1986 قدم ممدوح دور “سامح” فى مسلسل “الحب وأشياء أخرى” مع الفنانة آثار الحكيم، التى جمعتها به قصة حب رغم الفارق الطبقى بينهما، فهى كانت تعمل دكتورة من أسرة غنية، وهو مدرس الموسيقى الفقير. كما قدم عبد العليم دور “حربى” فى مسلسل” خالتى صفية والدير”، الذى عرض عام 1996 وقامت بدور الحبيبة “بوسى”، المسلسل من تأليف يسر السيوى، وإخراج إسماعيل عبد الحافظ. وكانت شخصية “رفيع بيه العزايزى” التى قدمها ضمن أحداث مسلسل “الضوء الشارد” واحدة من أهم المحطات فى مشواره الفنى، ويُعد هذا المسلسل من أبرز أعماله، حيث جسد شخصية “رفيع بيه”، التى أضافت الكثير إلى تاريخه الفنى.. قدم عبدالعليم أداء متفردا لشخصية رجل الصعيد، مما أكسبه قاعدة جماهيرية واسعة. فقد برع ممدوح عبد العليم فى إظهار حبه الشديد لـ “منى زكى” فى هذا المسلسل، رغم قوة شخصيته وقسوته بعض الأحيان التى ظهرت على مدار المسلسل، فالمشاهد التى جمعته بمنى زكى “فرحة” كانت تثبت مدى النقاء والرومانسية التى تمتع بها هذا الشخص. كما أضاف دور “على البدرى”، بمسلسل “ليالى الحلمية” الكثير من النجومية للفنان الراحل، حيث استطاع عبدالعليم تجسيد تطور شخصية صعبة من الطفولة إلى الرجولة، وحاز على إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء، ويعد هذا الدور من أشهر أدواره، ورافقه منذ الجزء الأول وحتى الخامس من السلسلة وتم عرض المسلسل عام 1987، وشارك فى بطولته نخبة من أكبر نجوم الفن ومنهم: يحيى الفخرانى، صفية العمرى، وفردوس عبدالحميد، وصلاح السعدنى، وحسن يوسف، وأحمد مظهر، وعبلة كامل، وهشام سليم. وكانت تدور الأحداث حول الصراع بين سليم البدرى -يحيى الفخرانى- والعمدة سليمان غانم -صلاح السعدنى- واستفادت نازك السلحدار -صفية العمرى- من هذا الصراع بما يخدم أهدافها الخاصة، حيث قدوم سليمان غانم من الأرياف. وبدأت المواجهة بينهما عندما قام سليمان غانم بشراء أسهم فى مصنع سليم البدرى للمنسوجات. وعرض مسلسل “سامحونى مكنش قصدى” للمرة الأولى عام 1999، وحقق ممدوح عبدالعليم شهرة واسعة بأداء الشخصية فى المسلسل، وخاصة المشهد الذى يعرفنا فيه على جيرانه الذين يقابلهم كل يوم وعند سؤالهم عن أحوالهم يكون نفس ردهم كل يوم. وشارك فى بطولة المسلسل كل من: إلهام شاهين، وممدوح عبد العليم، وحسن حسنى، ومصطفى متولى، وأحمد راتب، وسمية الخشاب، وحنان ترك، وهالة فاخر، ومحمود الجندى، وفاروق فلوكس، وعبد الله فرغلى، ويوسف داود، وتوفيق عبد الحميد، وسيد عبد الكريم، وصلاح رشوان، ووحيد سيف.. ومن تأليف يسرى الجندى، وإخراج إسماعيل عبد الحافظ. وفى عام 2008 عاد ممدوح عبد العليم من جديد ليعطى درساً عن الحب فى مسلسل “شط إسكندرية”، الذى شاركته البطولة فيه “ وفاء عامر”. كما كان للفنان ممدوح عبدالعليم نصيب خلال مشواره الفنى أن يقدم أعمالا تاريخية حيث قدم مسلسل ‘’الطارق’’ الذى قدم فيه شخصية الفاتح الإسلامى طارق بن زياد من تأليف يسرى الجندى وإخراج أحمد صقر، وحصد عنه جائزة أفضل ممثل من مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون الحادى عشر.. كما قدم مسلسل ‘’ذو النون المصرى’’، من تأليف عبدالسلام أمين، وإخراج هانى لاشين . وعلى الرغم أن ممدوح عبد العليم استطاع أن يتربع على عرش الدراما التليفزيونية للسنوات طويلة، إلا أن الحقيقية السينما لم تنصفه فلم تعطه ما يتناسب مع موهبته، ولكنه قدم أفلاما رغم قلتها إلا أن الجمهور ارتبط بها. ففى عام 1981 قدم أول فيلم له فى السينما وهو “قهوة المواردى” مع النجوم: فريد شوقى، فاروق الفيشاوى، يوسف شعبان، ونبيلة عبيد، وحصل عن هذا الدور على جائزة أفضل وجه جديد. ويعتبر عام 1983 البداية الحقيقية له على شاشات السينما، وذلك من خلال مشاركته مع نجوم الصف الأول ومنهم: “نبيلة عبيد- محمود عبد العزيز- شيريهان”، وذلك فى فيلم “العذراء والشعر الأبيض”. ويعد فيلم “سمع هس”، الذى قدمه ممدوح عبدالعليم مع الفنانة ليلى علوي علامة فى مشواره الفنى لأكثر من سبب، منها أنه عمل استعراضى غنائى، فقدموا فيه رقصات استعراضية وقاموا بالغناء، كما أن ممدوح عبدالعليم شارك فيه بالإنتاج. وعن أسباب إنتاجه للفيلم قال ممدوح عبد العليم فى لقائه مع الإعلامية منى الشاذلى، أنه كان يلتقى ومجموعة من أصدقائه منهم: المخرج شريف عرفة، والمؤلف ماهر عواد، وقرر ممدوح عبد العليم وفقا لحديثه: “يجب أن نفعل شيئا، وكان ذلك فى نهاية الثمانينات وبداية التسعينيات، وكان سيناريو فيلم “سمع هس” موجودا مع عواد وشريف عرفة، لكن المنتجين رفضوا أن ينتجوه لهم، خاصة بعد تجربتهم فى فيلم “الدرجة الثالثة” مع أحمد زكى، وسعاد حسنى”.. وأوضح أن الفيلم أخذ ميزانية أكثر من أى فيلم آخر، ففى هذا الوقت الفيلم كان يكلف 30 ألف جنيه، لكن هذا الفيلم ميزانيته 450 ألف جنيه، إلى جانب أن عبء الأجور للبطل والمخرج والمؤلف كان غير موجود بسبب مشاركتهم فى الإنتاج. وقال عبد العليم: “كنت أصور فى هذا الوقت الجزء الثانى من مسلسل “ليالى الحلمية”، والفلوس التى أخذتها وضعتها فى الفيلم وكذلك شريف عرفة وعواد، وكلمنا مودى الإمام لعمل الألحان وصلاح جاهين للأغنيات، وعاطف عوض للاستعراضات التى قمت بها وليلى علوى، ولم نبخل على الفيلم من ديكور واستعراضات، وعرض الفيلم فى مهرجان القاهرة السينمائى ونال جوائز فى 1989، وكان يجب أن يعرض بعدها بالسينمات لنستغل هذا النجاح لكنه تأجل عرضه بالسينمات لمدة عام ونصف، وطرح فى 27 مايو أثناء الامتحانات، فلم يحقق النجاح المرجو. وفى مجال السينما تألق ممدوح عبد العليم فى العديد من الأعمال منها: “ليلة القتل” ،”الحرافيش”، و”سوبر ماركت”.. و”تحت التهديد”... و”الحب في طابا”.. و”البرىء”، ،و”كتيبة الإعدام”.. و”صائد الأحلام”.. و”الخادمة”.. و”فل الفل”.. و”رومانتيكا”.. و”الراية الحمراء”. وعقب مسيرة فنية لا يستهان بها قرر الفنان ممدوح عبد العليم اعتزال العمل فى المجال السينمائى وهو فى قمة مجده وذلك عام 2000 وابتعد تمامًا عن العمل فى السينما، واكتفى بالتمثيل فى الدراما التليفزيونية حتى كان مسلسل (السيدة الأولى) آخر عمل له وآخر ظهور فنى، و شارك فيه بصحبة نخبة من نجوم الفن ومنهم: “أنوشكا، غادة عبد الرازق، أحمد صيام، “. وحصد ممدوح عبد العليم العديد من الجوائز، فحصل على جائزة أفضل وجه جديد عن فيلم «قهوة المواردى»، وعلى جائزة البطولة المطلقة فى فيلم «الخادمة» من مهرجان الإسكندرية، وعلى جائزة أخرى عن فيلم «العذراء والشعر الأبيض». ورحل عن عالمنا الفنان ممدوح عبد العليم فى 5 يناير عام 2016، عن عمر يناهز 60 عاما، بعد تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة أثناء ممارسته التمارين الرياضية فى صالة جيم، ونقل على أثرها إلى المستشفى، ليلفظ أنفاسه الأخيرة هناك.