السبت 11 يناير 2025

فى ذكرى وفاتها ..فاتن حمامة نجمة القرن ..و60 عاما من الفن السينمائى النبيل

فاتن حمامة

11-1-2025 | 12:50

عنتر السيد
فاتن حمامة أيقونة السينما المصرية وواحدة من أبرز رموزها، فهى صاحبة عطاء بلا حدود على مدى 60 عاما من الفن النبيل منذ بداية مشوارها الفنى فى فيلم “يوم سعيد“ عام 1940، وحتى آخر أعمالها مسلسل “ وجه القمر” عام 2000، كانت فاتن حمامة ومازالت نجمة القرن وسفيرة للفن الرفيع وبطلة من طراز فريد، طغت موهبتها وتفوقت، وتقدمت سباق البطلات وحصدت أهم الجوائز والتكريمات، ونالت أفلامها تقديرا خاصا من كافة المهرجانات المحلية والعربية والدولية، وأيضا حصلت على الدكتوراة الفخرية، وعشرات التكريمات من المهرجانات، وهى أحسن ممثلة فى استفتاء مهرجان القاهرة السينمائى فى مناسبة مئوية السينما المصرية، حيث صنعت لنفسها مجدا وشهرة ونجومية عالمية فى الأداء، وأتقنت الأدوار التى أسندت لها حتى أصبحت بحق درة التاج السينمائى المصرى والعربى وسيدة الشاشة العربية الأولى بلا منافس، فى ذكرى وفاتها التى تحل فى 17 يناير الجارى نعيش مع رحلتها الفنية. ولدت فاتن أحمد حمامة فى السابع من مايو فى العام 1931 بمدينة المنصورة، ورحلت فى 17 يناير 2015 عن عمر يقترب من 84 عاما، وتزوجت من المخرج عز الدين ذو الفقار عام 1947 وأنجبت منه ابنتهما نادية عام 1948 التى قدمت عددا من الأفلام القليلة ولم تستمر طويلا فى المجال، وانفصلت عن ذو الفقار عام 1954، وهو العام الذى أطلق عليها فيه سيدة الشاشة العربية بعد إنتاجها لفيلم “ موعد مع الحياة“، بينما أنجبت ابنها طارق من زيجتها من النجم العالمى عمر الشريف الذى تزوجته عام 1955، واستمر زواجهما إلى العام 1974، ثم تزوجت للمرة الثالثة والأخيرة من الدكتور محمد عبد الوهاب عام 1975 والتى عاشت معه فى هدوء حتى وافتها المنية . ولم تمض سنوات قليلة على مولد فاتن حمامة حتى شقت طريقها نحو المجد وهى طفلة فى العام 1940 عندما أسند لها المخرج محمد كريم دورا أمام الفنان الكبير موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب فى فيلم “ يوم سعيد“ ثم أمام نفس الفنان والمخرج قدمت دورا آخر فى فيلم “رصاصة فى القلب“ فى العام 1944، وهو نفس العام الذى أنشأ فيه زكى طليمات معهد التمثيل، والذى التحقت به فاتن حمامة للدراسة حتى العام 1946، وفى تلك الفترة خلال الدراسة قدمت فاتن أفلام “ أول الشهر “ إخراج عبد الفتاح حسن عام 1945، و“ الهانم “ إخراج بركات و “ ملائكة جهنم “ إخراج حسن الإمام، و “ ملاك الرحمة “ إخراج يوسف وهبى فى العام 1946، ثم توالت أعمالها السينمائية ليقع عليها اختيار المخرج عز الدين ذو الفقار فى العام 1947 لبطولة الفيلم التاريخى “ أبو زيد الهلالى “، وفى هذا العام تزوج المخرج من البطلة فاتن حمامة فى مدينة الإسكندرية وشهد على عقد الزواج النجم الكبير كمال الشناوى. قبل بزوغ حقبة الخمسينيات التى شهدت أوج نشاطها السينمائى، عملت فاتن حمامة مع عدد آخر من المخرجين من بينهم: عباس كامل وأحمد سالم وحسين صدقى وبركات وإبراهيم لاما وأحمد كامل مرسى وإبراهيم عمارة. أما فى حقبة الخمسينيات فقد تجاوز رصيدها 50 فيلما ، وكان من أبرز أفلامها ومخرجى تلك الحقبة يوسف شاهين الذى تعاونت معه فى أفلام “ بابا أمين “ 1950 ثم “ صراع فى الوادى“ و“المهرج الكبير“ و” ابن النيل“ و“صراع فى الميناء “ ، كما تعاونت مع المخرج كمال الشيخ فى أول أفلامه أيضا من خلال “ المنزل رقم 13 “ عام 1952 ثم أفلام “سيدة القصر“ و“أرض السلام“ و“حب و دموع“، فيما قدمت أيضا أول أفلام حلمى حليم “أيامنا الحلوة“ مع عمر الشريف وعبدالحليم حافظ وأحمد رمزى عام 1955، وقدمت مع مخرج الواقعية الكبير صلاح أبو سيف أفلام “لا أنام“ و “ لك يوم يا ظالم“ و“الطريق المسدود” . ثم توالت أفلامها فى حقبة الستينيات والتى شهدت تألقها أيضا من خلال 13 فيلما من خلال أفلام: “ نهر الحب “ مع عز الدين ذو الفقار عام 1960 و”لن أعترف” و“ لا تطفىء الشمس “ عام 1961 و”الليلة الأخيرة “ لكمال الشيخ و” الباب المفتوح “ لبركات و” لا وقت للحب “ لصلاح أبو سيف 1963 و” الحرام “ لبركات أيضا عام 1965 و “ رمال من ذهب “ مع المخرج يوسف شاهين عام 1966 . تعود قلة أفلام فاتن حمامة فى حقبة الستينيات إلى سبب زواجها من النجم العالمى عمر الشريف وسفرها معه أحياناً للخارج خاصة فى فرنسا كما تنقلت معه أثناء عمله فى السينما العالمية لتشد من أزره، وذلك فى الفترة من 1966 وحتى العام 1970 الذى عادت فيه للقاهرة لاستئناف نشاطها السينمائى مع يوسف شاهين فى فيلم “ الحب الكبير “ ثم “ الخيط الرفيع “ مع بركات عام 1971 و “ إمبراطورية ميم “ مع حسين كمال عام 1972 و”أريد حلا“ 1975 مع سعيد مرزوق و“أفواه وأرانب“ عام 1977 مع بركات و” لا عزاء للسيدات“ عام 1979 مع سعيد مرزوق . في بداية حقبة الثمانينيات ندرت أفلام سيدة الشاشة العربية لتقدم فيلمى “ليلة القبض على فاطمة “ عام 1984إخراج بركات ، والذى كانت قدمت قصته فى مسلسل إذاعى شهير مع يوسف شعبان فى أحد شهور رمضان وحقق نجاحا طاغيا، ثم قدمت فيلم “ يوم حلو .. يوم مر“ عام 1988 مع المخرج خيرى بشارة لتختتم مشوارها السينمائى فى حقبة التسعينيات بفيلمها الشهير “أرض الأحلام“ مع يحيى الفخرانى والمخرج داود عبد السيد عام 1993. هذه الرحلة بالتأكيد لا تمثل كل أفلام فاتن حمامة، ولكن بعض ملامح المشوار مع بعض المخرجين الذين تعاملت معهم لكن هناك أفلاما أخرى لاتقل أهمية وشهرة ونجاحا عن تلك الأفلام بل قد تتفوق عليها مثل أفلام على غرار “ارحم دموعى“ 1954 و“موعد غرام“ 1956 و” دعاء الكروان “ 1959، و”لحن الخلود“ عام 1952، و”حكاية العمر كله“ عام 1965، وغيرها من الأفلام التى قدمتها مع مطربى عصرها الذهبى مثل عبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ ومحمد فوزى وفيما بعد المطرب محمد منير، كما قدمت عشرات الأفلام مع زميلاتها وتقاسمت معهن البطولة أحيانا مثل: زهرة العلا وشادية وماجدة ومريم فخر الدين وليلى فوزى وسميرة أحمد ومديحة يسرى، لكنها كانت الوحيدة من جيلها التى مثلت للسينما وهى طفلة . كانت فاتن حمامة البطلة فى أول أفلام المخرجين يوسف شاهين وكمال الشيخ وحلمى حليم و حسن الإمام. ولفاتن حمامة العديد من الأفلام التى أعيد إنتاجها أكثر من مرة بنجوم ونجمات آخرين مثل: أفلام “لك يوم يا ظالم“ وأعيد إخراجه باسم “المجرم“ 1978من بطولة شمس البارودى.. وفيلم “حب فى الظلام“ أعيد إخراجه لنجلاء فتحى باسم “حب فوق البركان“ عام 1978، و“الملاك الظالم“ الذى أعيد إخراجه لعفاف شعيب عام 1978 باسم “القضية المشهورة” و”قلوب الناس“ الذى أعاد إخراجه نيازى مصطفى لسعاد حسنى عام 1963باسم “ الساحرة الصغيرة “ و “ ارحم دموعى“ الذى أعاد إخراجه حسن الإمام لنجلاء فتحى باسم “حب وكبرياء “ و“أيامنا الحلوة“ الذى أعاد إخراجه أحمد يحيى لنجلاء فتحى أيضا باسم “ وداعا للعذاب “ عام 1981، وقدمت نجلاء فتحى أيضا فيلم “اذكرينى“ عام 1978 بعد أن قدمته فاتن حمامة فى فيلم “بين الأطلال“ عام 1959. ومن أبرز مسلسلاتها التليفزيونية “ضمير أبلة حكمت“ من إخراج إنعام محمد على عام 1991، و“وجه القمر“ من إخراج عادل الأعصر عام 2000، كما قدمت للإذاعة مسلسلات: “ليلة القبض على فاطمة و الرحلة و أفواه وأرانب كفر نعمت“، بينما شاركت فى المسرح من خلال مسرحية” البخيل“ على مسرح الأوبرا عام 1946عندما كانت طالبة بمعهد التمثيل، كما قدمت مسرحية “ حلاق أشبيلية “ على مسرح الأزبكية عام 1950، كما قدمت من الأفلام القصيرة فيلم “ أريد هذا الرجل “ عام 1972من إخراج هنرى بركات. ونظرا لمكانة فاتن حمامة وتاريخها الطويل والمشرف الذى امتد لأكثر من 60 عاما على الشاشة فإن الجامعة الأمريكية بالقاهرة منحتها عام 1999 الدكتوراه الفخرية اعترافا منها بأستاذيتها وأدائها البارع والراقى فى التمثيل طوال مشوارها الفنى، والذى قدمت من خلاله نماذج من القضايا التى تعالج مشكلات المجتمع وهموم المرأة المصرية التى قدمتها بمختلف أدوارها على الشاشة . كما حصلت فاتن حمامة على جائزة المرأة العربية من لبنان كأفضل شخصية نسائية عربية متميزة فى عام 2001، وفى نفس العام تم تكريمها أيضا فى المغرب وحصلت على وسام الأرز اللبنانى من رتبة كوميدور فى نفس العام أيضا تقديرا لأعمالها الفنية الهادفة طوال مشوارها الفنى . وتأكيدا لجدارة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة فإن أكبر استفتاء حتى اليوم، والذى أجراه مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى العام 1996 بمناسبة مئوية السينما المصرية والذى من خلاله تم اختيار أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية تربعت فاتن حمامة كأحسن ممثلة على القمة بأفلامها إذ وقع اختيار 11 فيلما من بطولتها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم وهى: أفلام “الحرام و دعاء الكروان و أريد حلا وأيامنا الحلوة و صراع فى الوادى و بين الأطلال و رصاصة فى القلب و لك يوم ياظالم و ابن النيل والمنزل رقم 13 وإمبراطورية ميم“. هذه هى فاتن حمامة التى ملأت الدنيا فنا هادفا لم تقدم يوما أعمال سطحية، وكانت تشرف على كل كبيرة وصغيرة فى أعمالها لتقديم أدوارها كأفضل ما يكون، لتحافظ على مكانتها طيلة عمرها الفنى، وتظل أعمالها باقية فى ذاكرة الفن المصرى الأصيل وأيضا فى وجدان جمهورها الذى لم يخذلها يوما طوال مشوارها الفنى العريض، وفى ذكرى رحيلها نتذكرها بقليل من الكلمات التى تكشف بعضا من ملامح المشوار.