لم تكن الموهبة دائماً كافية لكى يصل الفنان إلى النجومية والبطولة، فالكثير من الفنانين ذوى الموهبة الكبيرة ظلوا فى الظل، ربما يعرف الناس ملامحهم ولكن لا يتذكرون أسماءهم، من بين هؤلاء الفنانين الذين حظوا بقدر كبير من الإتقان فى مجال الفن، يأتى الفنان عبد الحفيظ التطاوى، الذى استحق أن يُذكر ويُحتفى به. عبد الحفيظ يوسف التطاوى، وُلد فى عام 1922 فى محلة منوف بمحافظة الغربية، تخرج فى كلية الحقوق عام 1949، وبعدها أكمل دراسته فى المعهد العالى للفنون المسرحية وتخرج فيه عام 1950. فى بداية مشواره الفنى، جمع بين مهنة المحاماة وعالم التمثيل، لكنه اختار التفرغ للفن تماماً فى السبعينيات، حيث عمل أستاذاً لمادة التمثيل فى المعهد العالى للفنون المسرحية. حصلت فرقته المسرحية «المسرح الحر» على جائزة الدولة التقديرية فى عام 1958، وخرجت من تحت يده العديد من أبرز المواهب المصرية والعربية والذين أصبحوا نجوماً فى الساحة الفنية. كان عبد الحفيظ التطاوى قد بدأ مسيرته الفنية فى سن مبكرة، عندما كان طفلاً فى المدرسة الابتدائية، حيث شارك فى فريق التمثيل فى المدرسة، ثم فى كلية الحقوق. أول مَن قام بترشيحه للعمل فى المسرح كان الفنان زكى طليمات، وذلك بعد تخرجه فى المعهد العالى للفنون المسرحية. كان ظهوره الأول فى السينما فى فيلم «ظهور الإسلام» مع أحمد مظهر، ثم قدم نحو 100 مسرحية وشارك فى العديد من المسلسلات الشهيرة مثل «عادات وتقاليد»، «بوابة المتولى»، «حسن ونعيمة»، «زينب». توفى عبد الحفيظ التطاوى عام 1998 ، عن عمر يناهز 76 عاماً، لكن مسيرته الفنية التى تركت بصماتها فى المسرح والدراما المصرية ستظل محفورة فى ذاكرة الجمهور.