الثلاثاء 11 فبراير 2025

في "الإسماعيلية السينمائي".. 5 مخرجين يتحدثون عن رحلتهم في صناعة الأفلام الوثائقية والتسجيلية الذاتية

الإسماعيلية السينمائي

11-2-2025 | 13:05

محمد علوش
شهدت فعاليات الدورة الـ26 لمهرجان "الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة"، برئاسة المخرجة هالة جلال، ندوة بعنوان «الأفلام الذاتية التسجيلية والوثائقية»، وذلك في قصر ثقافة الإسماعيلية، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين في السينما. أدار الندوة الكاتب والناقد زين خيري، الذي استهل حديثه بالترحيب بالحضور، مؤكدًا أن السينما، حتى عند تناولها موضوعات اجتماعية وعامة، تبقى فنًا ذاتيًا يعكس وجهة نظر صانعها. وأضاف أن الفن لا يمكن أن يكون موضوعيًا أو محايدًا، إذ يحمل بصمة صاحبه، فكيف إذا كانت الأفلام ذاتية، تتناول حياة المخرج نفسه لنقل رؤيته أو توثيق شريحة زمنية معينة؟ تحدثت المخرجة والمنتجة ماريان خوري عن تجربتها في الأفلام الذاتية، مشيرة إلى أن أول فيلم ذاتي لها، "زمن لارا"، عُرض لأول مرة في مهرجان "الإسماعيلية"، ونال إعجاب المخرج يسري نصر الله. تناول الفيلم حياة سيدة إيطالية-مصرية كانت تُدرّس الباليه في سنّ التسعين، ووجدت ماريان أنها تشبهها في جوانب عديدة. بعد ذلك، قدمت أفلامًا أخرى مثل "عاشقات السينما" و"ظلال"، الذي وثّقت فيه تجربتها داخل مستشفى للأمراض العقلية. وعن فيلمها "احكيلي"، قالت خوري: "الفيلم يتناول قصص ثلاث نساء من عائلتي، من جدتي إلى ابنتي. عندما عُرض في مهرجان القاهرة، اكتشف الجمهور أنه فيلم شخصي يتناول العائلة، ظهر يوسف شاهين في الفيلم، وكان وجوده جاذبًا، لكن الجمهور أدرك في النهاية أنه كان بمثابة مرآة للمشاهدين". أما المخرجة والمؤلفة دينا محمد حمزة، ابنة الشاعر الراحل محمد حمزة، فكشفت أن فيلمها "جاي الزمان" كان طوق نجاة لها من العزلة والانتحار بعد وفاة والدها، إذ عانت من حالة غضب تجاه الموت، خاصة بعد رحيل والدتها قبله، قررت توثيق الأماكن التي كان يرتادها والدها، مثل الإذاعة والمستشفى، مؤكدة أن "الأفلام الذاتية تمثل علاجًا نفسيًا لنا، خاصة تلك التي تتناول الأب والأم، لأنها تتيح مشاركة الجمهور في تجربة الفقد"، وأضافت: "كان هدفي أيضًا تسليط الضوء على الشعراء، الذين يُعدّون رموزًا خفية لم يُنصفهم التاريخ الفني كما أُنصف الممثلون". من جانبه، تحدث المخرج عمرو بيومي عن تجربته في فيلم "رمسيس راح فين"، الذي يتناول مسيرة نقل تمثال الملك رمسيس الثاني من ميدان رمسيس إلى المتحف المصري الكبير. فيما استعرضت المخرجة نادية كامل تجربتها مع فيلم "سلطة بلدي"، الذي يتناول قضية التعصب في مصر خلال القرن الحادي والعشرين، وتأثير "صدام الحضارات" على المجتمع، وأوضحت أن الفيلم يعرض قصص زواج عبر 100 عام داخل عائلتها، مؤكدة أن "السينما الذاتية، سواء التسجيلية أو الروائية، تمنح المبدع حرية التعبير عن ذاته دون قيود ، لكنها في الوقت نفسه مغامرة تتطلب شجاعة لمواجهة التحديات حتى النهاية". أما المخرج بسام مرتضى، فتحدث عن فيلمه "أبو زعبل 89"، قائلًا: "حرصت على تقديم شخصيات قريبة لي بمنظور مختلف، لأن السينما الذاتية ترتبط بالصدق. تأثرت بالسينما التسجيلية، التي كنت أراها سينما حكيمة، خصوصًا قبل تجربة فيلم "سلطة بلدي" للمخرجة نادية كامل، وأردت تقديم فيلم مرهق ومربك عاطفيًا، لكنه في الوقت نفسه صادق وعميق". ورفضت ماريان خوري مسمى "الأفلام التسجيلية"، مشيرة إلى أن الأفلام يجب أن تتجرد من هذه المسميات والتصنيفات، حيث إن الأنواع السينمائية اختلفت وأصبحت تحمل أكثر من نوع داخل العمل الواحد، كما كشفت نادية كامل عن أنها وجدت صعوبة في تنفيذ فيلمها الثاني بعد "سلطة بلدي"، لأن الجميع أراد منها تكرار التجربة ذاتها. أوضح بسام مرتضى أن هناك مشكلة كبيرة تواجه الأفلام التسجيلية وكل الأفلام الفنية، وهي التمويل اللازم لتنفيذها، مشيرًا إلى أن منصات الدعم كثيرًا ما تفرض وجهة نظرها. كما أضاف أن هناك مشكلة أخرى تواجه صناع الأفلام، وهي التوزيع والوصول بأعمالهم إلى أكبر شريحة من الجمهور. اختُتمت الندوة بتفاعل الحضور مع صناع الأفلام، حيث طرحوا أسئلة حول أهمية السينما الذاتية في توثيق التجارب الشخصية، ومدى قدرتها على التأثير في الجمهور، خاصة في ظل تزايد الاهتمام بالأفلام الوثائقية كوسيلة للتعبير الصادق عن الذات والمجتمع.