الخميس 24 ابريل 2025

زكي إبراهيم "العم الوقور في أفلام الزمن الجميل"

زكي إبراهيم

20-4-2025 | 12:26

نانيس جنيدي
لم تكن الموهبة وحدها جواز مرور إلى قلوب الجمهور، فكم من فنان موهوب لم ينل حظه من الشهرة، وبقي في الظل، رغم حضوره الدائم في ذاكرة المشاهد… من هؤلاء الفنان القدير زكي إبراهيم، الذي لم يكن بطلًا في أي عمل، لكنه كان علامة مميزة في الكثير من أفلام الأبيض والأسود. ولد زكي إبراهيم في بدايات القرن العشرين، ولم تكن حياته أو بداياته معروفة بشكل كبير، فقد ظل دومًا فنانًا يقدّم أدواره دون ضجيج أو صخب، لكنه يترك بصمة لا تُنسى. امتلك ملامح جادة وهيبة لافتة، فكان دائمًا يُسند إليه أدوار الأب الصارم، أو الموظف الرفيع، أو العم الحكيم… شخصية تضفي على المشهد وقارًا ورُقيًا. شارك في عشرات الأفلام خلال الأربعينيات والخمسينيات والستينيات، من بينها: غزل البنات، المليونير، سلامة في خير، أمير الانتقام، والزوجة الثانية. ورغم ظهوره المحدود أحيانًا، إلا أن حضوره كان مؤثرًا، وصوته العميق ونبرة حديثه كانت تضفي طابعًا خاصًا على الشخصيات التي يؤديها. لم يحظَ زكي إبراهيم ببطولة مطلقة، ولم تتصدر صورته الأفيشات، لكنه ظلّ أحد الأعمدة الصامتة في تاريخ السينما المصرية، يملأ الفراغات بثبات، ويعطي لكل مشهد ما يحتاجه من وقار واتزان. ورحل زكي إبراهيم في صمت، كما عاش، لكنه بقي في الذاكرة صورةً للأب الذي نثق فيه، والموظف الذي نحترمه، والرجل الذي لا يعلو صوته، بل يفرض حضوره دون عناء.