6-5-2025 | 11:03
هبة عادل
في ليلة مميزة شديدة البهجة، نظرا لتميز الفيلم المعروض في فاعلية جديدة لمهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما في دوراته 73.. استمتع الحضور بمشاهدة فيلم" الفستان الأبيض" بطولة ياسمين رئيس، أسماء جلال، أحمد خالد صالح، سلوى محمد علي، و ضيوف الشرف ميمي جمال ولبنى ونس و أروى جودة، من تأليف وإخراج "جيلان عوف".. الفيلم يقدم حالة إنسانية شديدة العذوبة حيث يتحدث عن الفستان الأبيض الذي هو حلم كل فتاة وهنا نجد "وردة" أو ياسمين رئيس وهي خطيبة عصام " أحمد خالد صالح" ، خطيبان يعيشان في منطقة شعبية بسيطة ولكي ما تتباهى وردة في حفل زفافها بفستانها الأبيض الذي سيجلبه لها العريس من الخارج ،تأخذ ابنة خالتها " بسمة " أسماء جلال.. لتذهب إلى المطار لاستلامه ، لنجد أن هذه هي مجرد كذبة تخدع بها حتى والدتها وأهل الحارة، بينما تذهب إلى فيلا تعمل فيها خالتها" لبنى ونس" لدى إحدى سيدات الأعمال الأثرياء التي تعرفها على أروى جودة .. صاحبة" اتيليه" أزياء شهير، وبينما تعاني العروسة من البحث عن فستان يلائمها بأقل التكاليف، تجد أن إحدى العرائس تذهب لتشتري فستان ب 500 ألف جنيه، و عبر مفارقات عديدة تفشل الفتاة في إستئجار فستان يلائمها لا سيما وأن الفرح في اليوم التالي وهو أول أيام عيد الأضحى المبارك، ونظرا لضغط الوقت فإن محلات التأجير والشراء وحتى الخياطين والاتيلات.. كلها اما مغلقة أو نفذت منها الفساتين التي تستأجرها نظرا لضغط عدد كبير من العرائس عليها ووسط هذا الزخم من الأحداث والمفارقات الممتدة ، يبدوا الفيلم إلى هنا بسيطا ومباشرا إلى أن تحدث لحظة التحول والشعور القوي بالقهر والعجز و كسرة النفس وماذا تفعل هذه الفتاة لكي ترتدي" فستان أبيض" في ليلة فرحها ، فينطلق" ماستر سين " الفيلم وهي تتحدث مع خطيبها أمام إحدى "الفترينات" التي تعرض فستان فرح تقرر ولو أن تكسر حتى الزجاج أو تفتح القفل بشكل غير شرعي لتحصل على الفستان الذي يعجبها في الفاترينا، ولكن تقودهما الأحداث إلى قسم الشرطة، وعلى الجانب الأخر تحاول سيدات المنطقة مساعدة الأم في خياطة فستان ولو بإعادة ترميم فستان فرح الوالدة في يوم وليلة حتى يتم الزفاف في يوم العرس ومن ثم نجد هنا هذه الحالة الإنسانية شديدة العذوبة والتميز وهو ما
استهلت به حديثها الناقدة الفنية الكبيرة" أمال عثمان" التي أدارت الندوة التي أعقبت عرض الفيلم حيث تحدثت عن انطباعها الجيد إذاء هذه التجربة السينمائية الإنسانية الفريدة التي تعكس تفاصيل حياتنا اليومية بكل عمق، رغم بساطة الحدث، لكنه حدث يمر في يوم واحد يحمل من الزخم الإنساني ما يجعلها تجربة إنسانية استثنائية وعميقة تجعل كل واحد منا أمام مرايا لمشاعره الإنسانية، فهي لم تكن مجرد رحلة بحث عن فستان ولكن ربما هي بحث عن الحلم أو عن الذات أو عن الأمل أو عن أنفسنا في حد ذاتها .
حضرت الندوة بطلة الفيلم الفنانة ياسمين رئيس والمنتج محمد حفظي والفنان الشاب محمد محسن والموسيقار خالد حماد واضع الموسيقى التصويرية للفيلم ، وقالت ياسمين رئيس عن دورها: بمجرد أن قرأت الورق حسيت ب"وردة" وأنا من طبعي عندما أرى أمامي الشخصيات حقيقية على الورق وأجد نفسي مصدقاها، هذا هو أكثر ما يشدني ويجعلني أتحمس لاختيار الدور ،فيما أشارت إلى تميز علاقتها بالفنانة أسماء جلال وأنهما كما لعبتا في الفيلم دور بنات الخالة وكأنهما شقيقتان، كذلك كانت علاقتهما جميلة وجيدة في الكواليس ، من جانبه تحدث محمد حفظي عن فيلم" الفستان الأبيض" وأنه لم يكن مجرد فستان ولكنه كان رمز وجد فيه بالفعل مشاعر إنسانية عميقة ودراما اجتماعية نسائية غير تقليدية ، وهذه النقطة تحديدا هي أيضا ما جعلت لجنة اختيار المهرجان الكاثوليكي برئاسة الاب بطرس دانيال ، تجعله واحد من الأفلام المتنافسة هذا العام حيث وجدته تجربة سينمائيه متكاملة العناصر على مستوى الفكرة والسيناريو والأبطال والإخراج وكذلك المونتاج والموسيقى أيضا.