17-5-2025 | 15:22
هبة عادل
أفلام، ندوات، جوائز، تكريمات، نجوم ونقاد.. فعاليات مميزة فى عرس سينمائى حافل، ينتظره عشاق الفن السابع من العام للعام، حيث أُقيم المهرجان السنوى للمركز الكاثوليكى المصرى للسينما برئاسة الأب بطرس دانيال، على مدار أسبوع من العروض المميزة فى دورة المهرجان الـ73 ، وفى ليلة مميزة جاء وقت الحصاد وختام المهرجان وتوزيع الجوائز على الفائزين، حيث اعتلى الأب بطرس دانيال خشبة المسرح مرحبًا بالحضور ووجه الأب بطرس دانيال تحية شكر لأعضاء لجنة التحكيم برئاسة المخرج الكبير طارق العريان، وعضوية كل من الفنان عمرو يوسف، الفنانة هبة عبد الغني، المؤلف أحمد مراد، مدير التصوير د. أيمن أبو المكارم، الفنانة دينا فؤاد، المونتيرة رانيا المنتصر بالله، الموسيقار شادى مؤنس، والناقدة الفنية ناهد صلاح، الكواكب كانت هناك لتنقل لكم أبرز فاعليات هذه الدورة وتفاصيل حفل الختام.
البداية تأتى من حفل الختام حيث أهدى الأب بطرس دانيال للمخرج طارق العريان درع المركز، وكذلك تسلم أعضاء لجنة التحكيم دروع التكريم الخاصة بهم.
كما منح المهرجان كذلك الأفلام الستة المتسابقة شهادات تقدير وهى أفلام «ليه تعيشها لوحدك؟!»، «رفعت عينى للسما»، «الفستان الأبيض»، «رحلة 404»، «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، «الهوى سلطان».
بينما منح المركز شهادات تقدير خاصة لمجموعة من النجوم الذين تميزوا فى أعمالهم فى الأفلام المتسابقة وهم: سما إبراهيم عن دورها فى فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الفنان الشاب محمد محسن عن دوره فى فيلم «الفستان الأبيض»، المخرجان ندى رياض وأيمن الأمير مخرجا فيلم «رفعت عينى للسما»، المنتج حمدى بدر عن أغانى فيلم «الهوى سلطان» وفريق «بانوراما البرشا» وهن مجموعة من الفتيات بطلات فيلم «رفعت عينى للسماء»، فيما قام الفنان عمرو يوسف بالإعلان عن جائزة أحسن ممثلة، وقد حصلت عليها الفنانة منى زكى عن دورها فى فيلم «رحلة 404»، وحصل على جائزة أحسن ممثل الفنان أحمد داود عن دوره فى فيلم «الهوى سلطان»، وحصلت على جائزة أحسن ممثلة دور ثانٍ الفنانة أسماء جلال عن دورها فى فيلم «الفستان الأبيض»، وحصل الفنان أحمد بهاء على جائزة أحسن ممثل دور ثانٍ عن دوره فى فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، وفاز بجائزة أحسن إخراج المخرج هانى خليفة عن فيلم «رحلة 404»، وذهبت جائزة أحسن سيناريو لفيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» وحصل عليها خالد منصور ومحمد الحسينى، وذهبت جائزة أحسن تصوير لمديرى التصوير فوزى درويش وحسام حبيب عن فيلم «رحلة 404»، وذهبت جائزة أحسن مونتاج للمونتير محمد عيد عن فيلم «رحلة 404»، أما جائزة أحسن موسيقى، فقد ذهبت للموسيقار خالد حماد عن موسيقى فيلم «الفستان الأبيض» وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة إلى فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، وتسلم الجائزة مخرج الفيلم خالد منصور، وفاز بجائزة أحسن فيلم سينمائى لهذه الدورة فيلم «رحلة 404» وتسلمتها منتجة الفيلم شاهيناز العقاد.
تجدر الإشارة إلى وجود فقرة فنية تخللت فقرات حفل ختام المهرجان، حيث قامت بالعزف على آلة الهارب الفنانة سلمى صابر التى أهدت للمركز عزفها مجموعة من المقطوعات الموسيقية، وقد قام الأب بطرس دانيال بدوره بإهداء سلمى درع المركز.
ندوات وعروض
بالعودة لفعاليات المهرجان على مدار الأسبوع، فقد بدأت بعرض فيلم «ليه تعيشها لوحدك؟!»، بطولة النجوم شريف منير، خالد الصاوي، الفنانة الشابة سلمى أبو ضيف، النجم محمد رضوان، خالد عليش، مؤمن نور وأمينة شلباية، وهو من إخراج حسام الجوهرى.
الفيلم يشكِّل حالة إنسانية بديعة، تعالج قضية الوحدة، وذلك من خلال قصة رقيقة يظهر فيها خالد الصاوى وهو مطلق لزوجته أمينة شلباية، وابنته هى سلمى أبو ضيف وهو يهوى عزف الموسيقى ومن جانب آخر صديق عمره شريف منير الطبيب الجراح يعود إلى أرض الوطن بعد سفر دام 20 عاماً، ليلتقيا ويلتقى بهما صديق ثالث هو جار شريف منير فى السكن وهو محمد رضوان الذى يعيش أرمل بعد رحيل زوجته عن الحياة وهجرة أبنائه، يعانى الثلاثة من حالة الوحدة لدرجة أنها تقضى على محمد رضوان الذى يموت وحيداً فى شقته، بينما يصاب الفنان خالد الصاوى أو «عمرو الشهاوي» بـ«لوكيميا الدم» ويعيش فترة علاج قاسية، يقف فيها بجواره صديق عمره شريف منير وابنته الوحيدة، حتى إن حالة الاقتراب تخلق قصة حب بين الصديق الذى يكبر الابنة بـ30 عاماً، وتتوالى الأحداث نتيجة فارق السن بين الحبيبين وتنتهى بشفاء خالد الصاوى ولكن شعور شريف منير بأنه قد يظلم هذه الفتاة التى أحبها؛ بسبب فارق السن يسيطر على حالته النفسية ويجعله يحتفظ بصديق عمره الذى يخاف من أن يفقده نظرًا لرفضه هذه العلاقة التى يراها الأب مؤذيةً لابنته، فيبتعد عن الفتاة ما يسبب له قهرا كبيرا يودى بحياته فى نهاية الفيلم.
أعقبت الفيلم ندوة حضرها النجوم شريف منير وخالد الصاوى ومحمد رضوان، والمنتجة رانيا الجيد، ومدير التصوير أشرف جابر، والموسيقار إسلام صبرى، والسيناريست أحمد عزيز والمخرج حسام الجوهرى، وأدار الندوة الناقد الفنى طارق مرسي، وقد تحدث الجميع حول هذا العمل الفنى جيد الصنع من الناحيتين الدرامية والإخراجية أيضاً.
وفى ثانى أيام المهرجان، قام المركز بعرض فيلم «رفعت عينى للسما»، وهو فيلم وثائقى مصرى من إخراج وكتابة وإنتاج ندى رياض وأيمن الأمير، وعُرض لأول مرة عالمياً فى «مهرجان كان السينمائى» عام 2024، حيث شارك فى المسابقة الرسمية لأسبوع النقاد بالمهرجان، وحصل على جائزة «العين الذهبية» لأفضل فيلم وثائقى فى المهرجان ليصبح أول فيلم مصرى يفوز بهذه الجائزة منذ تأسيس المهرجان.
الفيلم يحكى عن قصة فرقة مسرحية تسمى «بانوراما برشا»، وبرشا هى إحدى قرى محافظة المنيا بصعيد مصر. وتعرض الأحداث لمجموعة من الفتيات يقررن تأسيس فرقة مسرحية يعرضن من خلالها مسرحيات مستوحاة من الفلكلور الشعبى المصرى وتعبر عنهن وعن أحلامهن وطموحاتهن وربما معاناتهن من محاولات البعض لوأد هذه الأحلام بحجة العادات والتقاليد، وكيف يحلمن ويجبن شوارع القرية بما يعرف بـ«مسرح الشارع» لتقديم أعمالهن وتسليط الضوء على القضايا التى تؤرقهن كالزواج المبكر، وأهمية تعليم الفتيات، وذلك من خلال تمثيل مجموعة من النجمات الشابات الواعدات وهن ماجدة مسعود، هايدى سامح، مونيكا يوسف، مارينا سمير، مريم نصار، ليديا هارون، ويوستينا سمير.
عقب عرض الفيلم أُقيمت ندوة أدارتها الناقدة الفنية ناهد صلاح بحضور المخرج أيمن الأمير، والمنتج المنفذ محمد خالد، والنجمتان الشابتان ماجدة مسعود ومريم نصار، وأشادت ناهد صلاح بهذه التجربة المهمة وغير التقليدية التى قدمت عملاً وثائقيا بصورة غير معتادة فى تقديم وصناعة الأفلام الوثائقية.
أما اليوم الثالث وفى ليلة مميزة شديدة البهجة، استمتع الحضور بمشاهدة فيلم «الفستان الأبيض» بطولة ياسمين رئيس، أسماء جلال، أحمد خالد صالح، سلوى محمد علي، وضيوف الشرف ميمى جمال ولبنى ونس وأروى جودة، من تأليف وإخراج جيلان عوف.. الفيلم يقدم حالة إنسانية شديدة العذوبة حيث يتحدث عن «الفستان الأبيض» الذى هو حلم كل فتاة، وهنا نجد «وردة» أو ياسمين رئيس وهى خطيبة «عصام» أو أحمد خالد صالح، وهما خطيبان يعيشان فى منطقة شعبية بسيطة وتعانى العروس من صعوبة البحث عن فستان يلائمها بأقل التكاليف، وعبر مفارقات عديدة تفشل الفتاة فى استئجار فستان يلائمها، لا سيما أن الفرح فى اليوم التالى، وهو أول أيام عيد الأضحى المبارك، ونظراً لضغط الوقت فإن محلات التأجير والشراء وحتى الخياطين والأتيلييات.. كلها إما مغلقة أو نفدت منها الفساتين التى تؤجرها نظرًا لضغط الوقت وضغط عدد كبير من العرائس على المحلات، وعلى الجانب الآخر تحاول سيدات المنطقة مساعدة الأم فى خياطة فستان ولو بإعادة ترميم فستان فرح الوالدة فى يوم وليلة حتى يتم الزفاف فى يوم العرس، ومن ثم نجد هذه الحالة الإنسانية شديدة العذوبة والتميز وهو ما تحدثت عنه الناقدة الفنية الكبيرة د. أمال عثمان التى أدارت الندوة التى أعقبت عرض الفيلم، حيث تحدثت عن انطباعها الجيد إزاء هذه التجربة السينمائية الإنسانية الفريدة والعميقة فى الوقت نفسه.
حضرت الندوة بطلة الفيلم الفنانة ياسمين رئيس والمنتج محمد حفظى والفنان الشاب محمد محسن والموسيقار خالد حماد واضع الموسيقى التصويرية للفيلم.
وفى اليوم الرابع وفى ليلة رائعة جديدة، قام المركز بعرض فيلم «رحلة 404».. بطولة النجوم منى زكي، محمد ممدوح، محمد فراج، شيرين رضا، خالد الصاوي، حسن العدل، سما إبراهيم، محمد علاء، رنا رئيس وعارفة عبد الرسول، من تأليف محمد رجاء وإخراج هانى خليفة، ويعد الفيلم فيلماً فلسفياً بامتياز، يثير فكرك ويُعمِل عقلك ويجذبك بكل تفاصيله عبر تصاعد درامى محكم وإيقاع لا يعرف الملل لثانية واحدة.
ويبحث فى تساؤل: ماذا يفعل الإنسان بين سقطات الماضى إذا ما عقد العزم على التوبة وفتح صفحة جديدة؟ ومن خلال بطلة الفيلم منى زكى، أو غادة، وهى الشخصية المحورية للعمل ورحلتها عبر الأحداث نحاول معها البحث عن الإجابة، وعقب عرض الفيلم أُقيمت ندوة لمناقشة تفاصيله حضرتها المنتجة شاهيناز العقاد والمونتير محمد عيد والمؤلف محمد رجاء والمخرج هانى خليفة، وأدار الندوة الناقد الفنى أحمد سعد الدين الذى استهل حديثه بالثناء على جودة العمل وفكرته غير التقليدية التى قدمت بشكل يدعو للقراءة والتأمل.
وفى اليوم الخامس كان الموعد مع فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الفيلم بطولة النجم الشاب عصام عمر، الفنانة ركين سعد، الفنانة الكبيرة سما إبراهيم مع ضيوف الشرف يسرا اللوزي، بسمة، أحمد السلكاوى وحسن العدل، من تأليف محمد الحسينى وخالد منصور والإخراج لخالد منصور، والفيلم يحكى عن معاناة شاب يعيش مع أمه وهو حسن أو عصام عمر مع سما إبراهيم، ألطاف، وصاحب البيت الذى يسكنان فيه ويجبرهما على تركه خلال أيام ومغادرته، فإلى أين يذهبان؟ ومن هنا يشتعل فتيل الأزمة بين هذا وذاك، فيما يعيش مع حسن وأمه كلبهما «رامبو»، الذى يرتبط به حسن جدًا، والذى تتصاعد الأحداث لنفاجأ بأن صاحب البيت وهو يتسم بسلوكيات إجرامية، يعتدى بالضرب على حسن فى الشارع، فيدافع عنه كلبه رامبو فيعض الرجل عضة موت، أدت إلى أذيته بإصابة بالغة، فقرر على أثرها أن ينتقم فى إصرار أن يقتل رامبو، فيقوم حسن بمحاولات لتهريبه، لنستمر طوال الفيلم فى رحلة مع الأحداث لإيجاد مهرب أو مأوى يحاول فيه حسن إخفاء رامبو عن عيون هذا البلطجى.
عقب الفيلم أُقيمت ندوة أدارتها الناقدة الفنية د. رشا سمير، بحضور المخرج خالد منصور والسيناريست محمد الحسينى والنجمة الكبيرة سما إبراهيم، وأشادت مديرة الندوة بالفيلم كونه تجربة مختلفة وسط أفلام متنوعة، وقد استطاع أن يحقق المعادلة الصعبة فى جلب إيرادات وتحقيق نسب مشاهدة كبيرة.
وفى الليلة السادسة كنا على موعد مع مغامرة إبداعية وتجربة سينمائية متميزة، وفيلم «الهوى سلطان» من بطولة منة شلبي، أحمد داود، أحمد خالد صالح، سوسن بدر، جيهان الشماشرجي، عماد رشاد، وخالد كمال، من تأليف وإخراج هبة يسرى، ونحن هنا أمام فيلم رومانسى من العيار الثقيل، تغلب فيه المشاعر القوية التى تجمع البطلين فوق أى ظروف وتجعلهما يتحديان الصعب من أجل هذا السلطان الذى يخضعان له طواعية وبمحض إرادتهما، حيث البطلان (منة شلبى وأحمد داود) أو سارة وعلي، اللذان تجمعهما علاقة صداقة قوية بدأت منذ الصغر فى حالة أشبه بالقرابة العائلية وهما منسجمان وتجمعهما كيمياء إنسانية بعيدًا عن أى مشاعر، حيث إنه يبحث عن عروس المستقبل ويحكى لها تفاصيل علاقاته العاطفية الفاشلة وكم هو محبط، وتسير الأحداث حيث يحاول على الارتباط بالنجمة جيهان الشماشرجي، وتحاول سارة أيضاً أن ترتبط بالعريس الطبيب النجم أحمد خالد صالح، ولكنهما بعد فترة تعارف يكتشفان عدم الوفاق ولا الانسجام، فينفصل كل منهما عن شريكه المرتقب، فى حين نجد البطلين سارة وعلى يتأكدان أن علاقتهما لم تكن مجرد علاقة صداقة ولكنها حب حقيقى يجمعهما، ومن ثم ينتهى الفيلم بنهاية سعيدة، حيث يتزوج سارة وعلى وسط بهجة الحضور وفرحتهم.
عقب عرض الفيلم أُقيمت ندوة أدارها الناقد الفنى أندرو محسن وحضرها من نجوم العمل الفنان أحمد داود والفنان خالد كمال ومهندس الصوت جمعة عبد اللطيف.
وقال داود: إن أى عمل بالنسبة له هو رحلة بحث لاستخراج أجمل ما يمكن من داخله ليظهر على الشاشة.
الريادة السينمائية
يذكر أن المركز كعادته فى كل دورة يقوم بتكريم نخبة من جيل الرواد، ومنحهم جائزة «الريادة السينمائية»، التى ذهبت هذا العام للنجم الكبير محمود الحدينى والفنانة الدكتورة سميرة محسن والنجم الكبير أحمد ماهر والفنانة مادلين طبر، فيما ذهبت جائزة فريد المزاوى للمخرج الكبير هانى لاشين وذهبت جائزة الأب يوسف مظلوم للفنان شريف الدسوقى.. أما جائزة التمييز الإعلامى فذهبت للإعلامية القديرة هالة حشيش، وذهبت جائزة المركز الخاصة للمؤلفة الكبيرة مريم نعوم.
فيما منح المركز جوائز للإبداع الفنى لنخبة من العاملين فى الحقل السينمائى والتليفزيونى أيضًا، وجاء فى مقدمتهم المنتج السينمائى الكبير حسين القلا والفنانة لوسى والفنانة انتصار، وعازفة البيانو المتميزة مارسيل متى، ومدير التصوير مصطفى عز الدين، فيما ذهبت جوائز الأعمال الدرامية لمجموعة أخرى من النجوم المميزين، فحصلت الفنانة إيمان العاصى على جائزة أحسن ممثلة عن دورها فى مسلسل «برغم القانون»، أما جائزة أفضل ممثل فى عمل درامى فذهبت للفنان الشاب طه دسوقى الذى قدم دوراً مميزًا فى مسلسل «حالة خاصة»، وذهبت جائزة المركز التشجيعية للفنانة الشابة هاجر السراج لاجتهادها فى اختيار أدوارها.
يذكر أن الكاتبة مريم نعوم والفنان الشاب طه دسوقى قد تغيبا عن استلام جائزتيهما خلال حفل الافتتاح، ولكنهما حرصا على استلامهما خلال حفل الختام، والذى قدمته كما قدمت حفل الافتتاح وللعام الخامس على التوالى الإعلامية لميس سلامة.