2-6-2025 | 14:31
نانيس جنيدى
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير الراحل محمود ياسين ، وُلد الفنان الكبير محمود ياسين فى مدينة بورسعيد الساحلية، حيث بدأت أولى ملامح شغفه بالفن تتكون، لم يكن دخوله إلى عالم التمثيل وليد الصدفة، بل جاء عبر بوابة المسرح، الذى ظل يعتبره عشقه الأول، ومن خلاله استطاع أن يشق طريقه إلى قلوب الجماهير بثبات ورقى.
كان لصوته الرخيم وأدائه المتميز دور أساسى فى تفرده بين أبناء جيله، فصوته وحده كان كافياً ليروى حكاية، بنبرةٍ ملؤها الهيبة والوقار، ما جعله نجماً من طراز خاص، لا يشبه سواه.
فى عالم السينما المصرية، قدم محمود ياسين رصيداً ضخماً من الأعمال الخالدة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
«الرصاصة لا تزال فى جيبى»– أحد أهم الأفلام الوطنية، «أفواه وأرانب»، حيث جسد قضايا اجتماعية بعمق، «أنف وثلاث عيون»، الذى أظهر فيه الجانب النفسى والإنسانى للشخصية المصرية.
لم يكن مجرد ممثل، بل فنان صاحب رسالة، أدرك جيداً أهمية الفن فى تشكيل وعى الشعوب، فحرص دائماً على اختيار أدوار تمس وجدان الناس وتعبر عن همومهم وقضاياهم.
وبعيداً عن التمثيل، كان لصوته المميز دور بارز فى رواية الأفلام الوثائقية، حيث أضفى عليها طابعاً من الصدق والهيبة، قل أن يجتمع فى غيره.
أما على الصعيد الإنساني، فكان محمود ياسين مثالاً يحتذى به؛ زوجاً مخلصاً للفنانة شهيرة، وأباً حنوناً للفنان عمرو محمود ياسين والفنانة رانيا محمود ياسين ، واسماً محبوباً بين زملائه، عرف بتواضعه، وأخلاقه الرفيعة، واحترامه العميق لفنه وجمهوره.
برحيله، لم يخفت صوته، بل بقى صداه حياً فى ذاكرة الفن العربي، يحكى للأجيال القادمة أن من الفن ما لا يموت.