7-6-2025 | 14:57
خالد فؤاد
عبر تاريخها الطويل بصفة عامة وفى زمن الفن الجميل «الأبيض والأسود» بصفة خاصة منحتنا السينما المصرية العظيمة أفضل وأجمل التصاميم لفساتين الزفاف.
فقد كان هناك تنافس رائع كنا نشاهده بين أجمل الفنانات منذ بداية حقبة الأربعينيات حتى السبعينيات، بل والثمانينيات على ارتداء الفساتين المميزة التى تتفق وتتواكب مع موضة العصر سواء فى الأفلام السينمائية أو فى الواقع والحقيقة عند دخول أى منهن القفص الذهبى، وكنا نشاهد الفتيات فى الشارع المصرى بل والعربى من العاشقات للفنانات والنجمات يحرصن عند استعداد أى منهن على دخول القفص الذهبى على ارتداء تصاميم مشابهة تماما لما ارتدته هذه الفنانة.
والطريف أنه بالعودة لأتيليهات وبيوت الأزياء القديمة كنا نجد كلا منها يقوم بتعليق الفساتين التى تتشابه فى تصاميمها مع ما ارتدته أشهر الفنانات فى الأفلام.
فكنا نجد فستانا بإحدى الفترينات ويحمل لافتة بسيطة باسم النجمة أو الفنانة فهذا فستان ليلى مراد وذاك فستان فاتن حمامة وثالث باسم سعاد حسنى ورابع باسم شادية وهكذا..
وتعال معنا عزيزى القارئ فى هذه الجولة الشاملة بين أجمل وأرقى فساتين الزفاف فى زمن الرقى والبساطة والجمال والتى ارتدتها أجمل وأشهر النجمات قديما.
كان أشهر وأغرب فستان زفاف ارتدته فنانة فى مطلع الأربعينيات من القرن الماضى الفستان الشهير الذى ارتدته الفنانة أسمهان فى آخر أفلامها «غرام وانتقام»، والتى لقيت حتفها قبل الانتهاء من تصويره.
فرغم أن الفيلم عرض بعد وفاتها إلا أن الفستان حقق شهرة واسعة وقتها وعلى عكس المتوقع أصبح موضة لوقت ليس بقصير.
ليلى مراد الأشهر فى عصرها
كانت صاحبة الشهرة الطاغية فى خطف الأضواء بفساتين زفافها المميزة هى نجمة سينما الأربعينيات بدون منازع وصاحبة أعلى أجر فى هذا التوقيت النجمة الجميلة ليلى مراد فقد ظهرت بسلسلة فساتين زفاف رائعة فى أشهر وأهم أفلامها فبعد الضجة التى أثارتها بين سيدات وفتيات هذه الحقبة بفستانها الجميل فى فيلم «عنبر» وسبقته أيضا بفستان زفاف مميز فى فيلم «ليلى بنت الأغنياء».
عادت لتثير ضجة أكبر فى فيلمها الجميل «قلبى دليلى» حيث تكلف الفستان مبلغ ضخم بعملة هذا العصر وهو 400 جنيه، حيث كان من تصميم أكبر دار أزياء عالمية، وهى دار فرنسية فاقت شهرتها الأفاق ولم يتم عمل سوى نسخة واحدة منه وهى النسخة التى ارتدتها ليلى مراد ومن هنا ظل ولايزال فريدا من نوعه.. وقد ظهرت ليلى مراد أمام الكاميرات وهى تستعرض الفستان وكأنها عارضة أزياء.
ومالا يعرفه الكثير أن أنور وجدى هو الذى قام بدفع قيمة الفستان، وقامت بارتدائه فى حفل زفافها الحقيقى من أنور وجدى حيث تفاجأ الجميع به وهو عليها وقد قامت ليلى مراد بعد هذا ببيعه فى مزاد علنى.
فاتن حمامة من السينما للحقيقة
بالانتقال لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة نجدها أيضا ظهرت فى عدة أفلام مما قامت ببطولتها وهى فى ريعان الشباب وأوج ألقها بمجموعة فساتين فى أفلامها الجميلة.
فقد ظهرت بفستان زفاف بسيط ومميز من الستان فى فيلمها الشهير «سيدة القصر» وأصبح موضة وقتها.
وكان هو نفس الفستان الذى ارتدته يوم زفافها على عمر الشريف بعد قصة الحب التى جمعت بينهما..كما ارتدت فاتن حمامة فستانا آخر فى فيلم «لا أنام» خطفت به الأنظار.
والمفاجأة أن هذا الفستان عاد مرة أخرى كموضة فى السنوات الأخيرة.
ماجدة وفستان المراهقات
ومن أشهر فساتين الزفاف التى جذبت أنظار آلاف الفتيات وقمن بارتداء شبيه له فى حفلات زفافهن التى أقيمت فى مطلع الستينيات من القرن الماضى هذا الفستان البديع الذى ارتدته النجمة ماجدة الصباحى فى المشهد الأخير مشهد الطائرة فى فيلم «المراهقات»، الذى شاركها بطولته رشدى أباظة وعرض عام 1961 ولشدة اعتزازها بهذا الفستان الكلاسيكى البسيط قامت بارتدائه حينما تعاونت مع الفنان إيهاب نافع فى أحد الأفلام التى شاركت بطولته وتقديمها له كنجم على شاشة السينما وانتهى هذا بحفل زفافهما الذى كان حديث الجميع وقتها.
شادية وأغرب فستان زفاف
تعد دلوعة الشاشة شادية واحدة من صاحبات الفساتين الجميلة والمميزة.
ففى سلسلة أفلامها الشهيرة خاصة التى شاركت فى بطولتها مع كمال الشناوى ومن بعده عماد حمدى وتنتهى أحداثها بالزواج كانت دائما تفاجئ جمهورها بفساتين زفاف بسيطة ورائعة دائما ما كانت تضفى سحرا وجمالا وتخطف بها أنظار بنات حواء .. وكانت شادية كذلك صاحبة أغرب فستان زفاف بين نجمات سينما الزمن الجميل.
فقد ارتدت فى فيلم «دليلة» الذى شاركت فى بطولته مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ فستانا رائعا من الدانتيل خطفت به أنظار كل السيدات والفتيات.
صباح وفستان زفافها من رشدى أباظة
كما ظهرت شحرورة لبنان صباح فى أحد الأفلام وهى ترتدى فستانا أبيض جميلا دون أى تطريز من الحرير مع طرحة بسيطة من الدانتيل.
وقد أبرز أنوثتها ورشاقتها، والمفاجأة أنه بعد تعاونها مع رشدى أباظة فى الفيلم الشهير «الرجل الثانى» وزواجهما بعده مباشرة خارج مصر ارتدت نفس الفستان يوم الزفاف ولم يستمر زواجهما هذا سوى أيام قليلة حيث اتصلت بها شقيقتها وأبلغتها أن سامية جمال لاتزال على عصمته ولم ينفصل عنها كما أبلغها لتوافق على الزواج فواجهته واعترف لها وتم الطلاق سريعا.
سعاد حسنى من السفيرة عزيزة للمتوحشة
ورغم أن سندريلا الشاشة الجميلة سعاد حسنى لم ترتد فستان الزفاف فى الواقع فى أية زيجة من زيجاتها، إلا أنها حققت حلمها بارتدائه والتألق به فى مجموعة من الأفلام الجميلة التى قامت ببطولتها، كان من أشهرها فى منتصف الستينيات الفيلم الجميل «السفيرة عزيزة» حيث ارتدت فستانا مختلفا أثناء زفافها من شكرى سرحان.
والغريب أنه ورغم اختيارها لفستان بسيط يليق بفتاة تسكن فى حى شعبى إلا أنها تفاجأت بأن الفستان أصبح موضة حتى بين فتيات الأسر الثرية وسكان المناطق الراقية بعد عرض الفيلم.
وقد ارتدت سعاد حسنى فستان زفاف آخر فى فيلم «المتوحشة» الذى عُرض فى نهاية السبعينيات، خطف أنظار مئات وآلاف الفتيات، أيضا وقام الكثير من محلات بيع فساتين الزفاف بتعليق لافتة عليه باسم «فستان زفاف المتوحشة».
ميرفت أمين ومفاجأة زفافها على حسين فهمى
ومن أشهر فساتين الزفاف التى حققت شهرة واسعة على الشاشة فى حقبة السبعينيات هذا الفستان الذى ظهرت به النجمة ميرفت أمين فى فيلم «مكالمة فى نص الليل» مع الفنان حسين فهمى.
ليكتشف الجميع بعدها أن حفل الزفاف فى الفيلم لم يكن تمثيلا، بينما حقيقيا فقد تم زواجهما بالفعل واستمر ناجحا لسنوات طويلة.
كانت ميرفت أمين فى بداياتها الأولى ارتدت فستان زفاف رائعا وجميلا فى فيلم «أبى فوق الشجرة» مع العندليب عبد الحليم حافظ وحقق الفيلم نجاحا كبيرا انطلقت بعده لمصاف نجمات الصف الأول فى السينما، ويعد هذا الفستان موضة حاليا.
نجلاء فتحى
كما نجحت الفنانة نجلاء فتحى فى خطف الأنظار بفستان زفافها على محمود ياسين فى الفيلم الشهير «حب وكبرياء» ورغم أنها ظهرت حزينة فى هذا المشهد لكونه كان زواجا وافقت عليه لتنقذ كبرياءها بعد غدر حبيبها حسين فهمى بها وزواجه من أخرى هى مديحة كامل.
إلا أنها ورغم ملامح الحزن خطفت أنظار فتيات السبعينيات فأصبح موضة هذا الوقت وراحت أيضا المحلات والأتيليهات تتنافس فى تجهيز فساتين بنفس الأستيل والتصميم وتعرضه فى الفترينات مصحوبا باسم نجلاء فتحى «حب وكبرياء» والمذهل أنه أيضا أصبح من موضات هذا العصر حاليا.