الأحد 22 يونيو 2025

من الكوميديا إلى الأكشن المبهر.. هل كسبت سينما العيد الرهان؟

فيلم المشروع x

21-6-2025 | 13:36

همسة هلال
وسط زخم من الإنتاجات وأسماء النجوم اللامعة التى تصدرت الملصقات الدعائية، انطلق موسم صيف السينمائى محملاً بآمال عريضة وتوقعات طموحة، فالموسم الذى امتد من عيد الفطر حتى عيد الأضحى الأن، حمل معه مزيجاً من ردود الأفعال؛ بين تصفيق حار من جمهور متعطش للسينما، أو ابتعاد عن بعض الأعمال، ومع تدفق آلاف المشاهدين على قاعات العرض، ظل السؤال مطروحاً بإلحاح: هل لبت هذه الأفلام تطلعات الجمهور والنقاد؟ وهل نجح صناعها فى كسب الرهان الذى خاضوه بثقة؟ فى هذا التحقيق من «الكواكب»، نأخذكم فى جولة شاملة عبر خريطة الموسم السينمائى لعيد الفطر وعيد الأضحى، لنرصد أبرز المحطات، ونحلل ملامح النجاح، ونكشف كيف تفاعل الجمهور والنقاد مع الأفلام التى وضعت عليها رهانات كبيرة. «ريستارت» فى عيون الجمهور.. خفة ظل أم تكرار؟ فى بداية الآراء حول فيلم «ريستارت»، تقول نهى إبراهيم، طالبة بالمرحلة الثانوية: أنا من المعجبات بتامر حسنى كثيراً، وبالرغم من مناقشة «ريستارت» لموضوع هام يتعلق باستخدام السوشيال ميديا وهو موضوع الساعة حالياً إلا أن الكوميديا فى هذا العمل لم تلبى احتياجاتي. وتعلق سارة شومان، خريجة كلية الإعلام، بقولها: «ريستارت» كان فيلماً خفيفاً وممتعاً، إلا أننى شعرت بأنه مجرد إعادة صياغة لفيلم «بحبك»، بنفس التوليفة تقريباً. أما أحمد غريب، الحاصل على بكالوريوس فى الإعلام، فيعرب عن رأيه قائلاً: تامر يتمتع بطاقة مبهجة على الشاشة، لكن الجمهور لا يزال يفضله فى الأفلام الرومانسية التى اعتادها منه، وهو ما ينبغى أن يعود إليه. «سيكو سيكو».. فيلم شبابى يراهن على العفوية وذكاء الجيل عبر يوسف محمود، طالب بكلية التجارة، عن رأيه فى فيلم «سيكو سيكو» قائلاً: الفيلم كان ممتعاً كعمل خفيف الظل، لكن ما لفت انتباهى حقاً هو الأداء التلقائى والطبيعى للممثلين الشباب، والذى أضفى على العمل روحاً صادقة. أما أمانى إبراهيم، الحاصلة على بكالوريوس فى التربية، فقد قالت: ضحكنا من القلب.. إنه فيلم شبابى ذكي، استطاع أن يضحكنا دون ابتذال، بإفيهات نابعة من روح هذا الجيل، لا تبدو مصطنعة أو مفتعلة. «المشروع X»: خروج عن السائد.. وإبهار بصرى يحظى بإشادة الجمهور ترى المهندسة المعمارية سمر محمد أن فيلم «المشروع X» كسر النمط التقليدى لأفلام العيد، وتقول: أحب أجواء أفلام العيد، لكن كثيراً ما تتكرر الأفكار وتصبح الكوميديا متوقعة، أما «المشروع X» فخرج عن القاعدة، ولفت نظرى بإخراجه المختلف والمتميز. ويصف محمد عطية، مهندس فني، الفيلم قائلاً: إنه عمل سينمائى عالمى بنكهة مصرية.. من حيث التصوير والتجهيزات، لا يمكن وصفه إلا بالمبهر. ويتفق معه أحمد رشاد، الحاصل على بكالوريوس فى المحاسبة، مضيفاً: كريم عبد العزيز قدم أداءً استثنائياً.. الفيلم بكل صراحة يعد تجربة بصرية مدهشة. «نجوم الساحل»: وجبة كوميدية صغيرة ترى نورا فهمي، ربة منزل تبلغ من العمر 35 عاماً، أن فيلم «نجوم الساحل» لم يلبِّ توقعاتها من حيث الكوميديا، وتقول: ذهبت مع زوجى وأطفالى لمشاهدة الفيلم على أمل أن نستمتع بجرعة من الضحك، لكننى شعرت بأن الفيلم لم يحقق ما أتمناه. «الحريفة 2»: نجاح جماهيرى.. وإبداع أقل من الجزء الأول يرى أحمد بسيوني، طالب جامعي، أن فيلم «الحريفة 2» حقق رواجاً واسعاً فى دور العرض، لكنه لا يرقى إلى مستوى سابقه، قائلاً: الفيلم حقق ضجة كبيرة فى السينمات، ونجح جماهيرياً بلا شك، لكن عند مقارنته بالجزء الأول، يبدو أقل إبداعاً على مستوى الفكرة والتنفيذ. «الهوى سلطان» يلفت الأنظار وسط تشابه الأعمال عبرت آية جابر، موظفة فى مجال العلاقات العامة، عن إعجابها بفيلم «الهوى سلطان»، واصفة إياه بالمفاجأة الإيجابية فى موسم عيد الفطر، قائلة: كان مفاجأة جميلة.. دراما شعبية لكنها مكتوبة بإتقان وذكاء. من جانبها، أبدت هدى عبدالسلام معلمة استياءها من تكرار الصيغ فى أفلام العيد، وقالت: الأعمال أصبحت متشابهة إلى حد كبير.. أتمنى إفساح المجال لكتاب سيناريو جدد يأتون بأفكار مختلفة وغير تقليدية. وإذا كان الجمهور قد عبر عن رأيه ما بين الانبهار والاعجاب، فإن الكلمة لدى النقاد تبقى أكثر تحليلاً وعمقاً، حيث ينظرون إلى ما وراء شباك التذاكر، ويركزون على جودة النصوص، وأداء الممثلين، والبناء الدرامي، وتناسق عناصر العمل السينمائي، هنا نرصد وجهات نظر نخبة من النقاد المتخصصين لموسمى عيد الفطر والأضحى من زوايا فنية ومهنية. أحمد السماحي: سينما العيد تحتاج إلى التنوع أوضح الناقد أحمد السماحى، أن موسم صيف 2025 لم يشهد سوى 6 أفلام، عرض 4 منها خلال عيد الفطر، بينما اقتصر عيد الأضحى على فيلمين فقط، هما «ريستارت» لتامر حسنى «المشروع X» لكريم عبد العزيز، مع استمرار عرض فيلم «سيكو سيكو» من الموسم السابق. واعتبر السماحى أن الحصيلة الرقمية للأفلام المعروضة ضعيفة للغاية، مشيراً إلى أن هذا العدد يعد الأدنى منذ سنوات. وأضاف أن الملاحظ فى الموسم أن جميع الأعمال تنتمى تقريباً إلى نوع واحد، هو الكوميديا، سواء الخالصة أو الممزوجة ببعض مشاهد الحركة أو الدراما الاجتماعية، مما أفقد الجمهور عنصر التنوع، الذى كان ركيزة أساسية فى ازدهار السينما المصرية خلال فتراتها الذهبية. ورغم تأكيده على أهمية الكوميديا إلا أنه قال: نحن بحاجة إلى أعمال كوميدية ذكية، تعتمد على الموقف وتحمل مضموناً اجتماعياً أو نقدياً. ودعا السماحى إلى إعادة الاعتبار للأفلام ذات الطابع الاجتماعى والإنساني، إلى جانب تشجيع إنتاج أعمال تنتمى لأنواع سينمائية مهملة مثل الخيال العلمي، والإثارة، والحركة، وأكد أن المشكلة لا تكمن فى نقص الكفاءات، إذ قال: مصر غنية بالمواهب من مؤلفين، ومخرجين، وممثلين موهوبين.. لكن السوق إذا ظل منحصراً فى طلب الكوميديا فقط، فستبقى السينما كما هى. واختتم السماحى حديثه بالتأكيد على أن الفن مسئولية، داعياً مبدعى السينما إلى تحمل أمانة التأثير فى الذوق العام، خاصة فى مواسم الأعياد التى تجتذب أكبر شريحة من الجمهور. طارق مرسي: «المشروع X» وسام فنى أشاد الناقد الفنى طارق مرسى بفيلم «المشروع X»، معتبراً إياه تجربة متكاملة تمزج بين الأكشن، والإثارة، والغموض، فى إطار يحمل بعداً وطنياً ورسالة إنسانية عميقة، وأوضح أن أحداث الفيلم تدور حول عالم الآثار المصرى يوسف الجمال الذى يجسده النجم كريم عبدالعزيز، فى مغامرة محفوفة بالمخاطر للكشف عن مؤامرة دولية تستهدف أسرار الهرم الأكبر وذاكرة مصر التاريخية. وأكد مرسى أن الفيلم يعد وساماً على صدر صناعه، مشيداً بأداء كريم عبد العزيز الذى وصفه بـ«العالمي» بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مضيفاً أن ما قدمه يعكس نضجه الفنى وتفوقه فى أداء أدوار متنوعة ببراعة وسلاسة. كما أثنى مرسى على إخراج بيتر ميمي، واصفاً إياه بأنه صاحب رؤية سينمائية ناضجة رغم حداثة سنه، لافتاً إلى تميزه منذ «حرب كرموز»، مروراً بـ«كازابلانكا» و«الاختيار»، وحتى «الحشاشين»، ليقدم فى «المشروع X» عملاً فنياً درامياً متكاملاً، ولم يغفل مرسى الإشادة بمشاركة عدد من النجوم البارزين فى الفيلم، مثل إياد نصار، وماجد الكدواني، وكريم محمود عبد العزيز، وياسمين صبري، وأمير كرارة، معتبراً أن العمل يمهد بجدية لإنتاج جزء ثانٍ. وفى سياق متصل، تحدث مرسى عن فيلم «ريستارت»، مشيراً إلى أنه تناول قضية معاصرة تمس شرائح واسعة من المجتمع، وهى إدمان مواقع التواصل الاجتماعى وتحولها إلى أداة تستخدم فى تقويض القيم الأخلاقية، عبر سعى بعض الجهات وراء التريندات دون مراعاة للأثر المجتمعي. وأشاد مرسى بتعاون ثلاثى الإبداع فى الفيلم: تامر حسني، والكاتب أيمن بهجت قمر، والمخرجة سارة وفيق، مؤكداً أنهم نجحوا فى تقديم معالجة سريعة الإيقاع، ذات طابع ساخر، تتضمن مواقف مستوحاة من الواقع، كما أشار إلى أن الاستعانة بالنجم محمد رجب كضيف شرف فى دور ضابط شرطة، شكلت نقطة تحول درامى. وأضاف مرسى أن تامر حسنى قدم أداءً متقناً على مستويى التمثيل والغناء، بداية من أغنية «لايك وشير وكومنت»، التى جاءت فى تتر الافتتاح، وحتى الأغنية الشعبية «المقص» التى شاركه فيها رضا البحراوى فى نهاية الفيلم. كما أشاد مرسى بعدد من الأسماء التى تألقت فى «ريستارت»، مثل هنا الزاهد، ومحمد ثروت، وباسم سمرة، وتوانا الجوهري، التى وصفها بموهبة واعدة، فضلاً عن الزخم الذى أضفاه ظهور كل من إلهام شاهين، ومحمد رجب، وشيماء سيف، وأحمد حسام ميدو كضيوف شرف. واختتم مرسى حديثه برسالة إلى تامر حسني، أن يعيد توجيه بوصلته نحو الأعمال الرومانسية والغنائية التى صنعت نجوميته، مشدداً: تامر حسنى أحد أبرز أبناء جيله حضوراً وتأثيراً، وعليه أن يستثمر جماهيريته فى تقديم هذه النوعية من الأعمال.