السبت 5 يوليو 2025

فؤاد راتب ..المصري الذي عاش في شخصية الخواجة في السينما المصرية

فؤاد راتب ..المصري الذي عاش في شخصية الخواجة في السينما المصرية

4-7-2025 | 11:10

ولاء الكومي
يعد الفنان فؤاد راتب والشهير بالخواجة بيجو رائد من رواد الكوميديا ، حيث عاش فنياً في شخصية الخواجة رغم أنه مصري الجنسيه وأستطاع بخفة دمه وحسه الفكاهي حجز مقعدا عند الجمهور ، ورغم أنه لم ينال حظه كأبناء جيله من الشهرة الكافية لحجم موهبته إلا أنه نجح في وضع بصمة خاصة به بأسلوبه المميز في تقديم التراث الكوميدي. ولد محمد فؤاد آمين راتب في 1 مايو عام 1930، في مدينة الزقازيق وكان موهوب بالفطرة منذ صغره، وكان يسكن في نفس البناية التي يسكنها الفنان عبدالحليم حافظ قبل شهرته، عشق التمثيل منذ صغره مما جعله يلتحق بالمسرح ، زأتيحت له فرصة دخول الإذاعة عندما كان عمره لا يتجاوز الـ7 أعوام علي يد الإذاعي حسين فياض ولم يقتصر الأمر وقتها عند ذلك، بل أتاح له الفرصة بشكل أكبر الإذاعي محمد محمود شعبان الشهير ب "بابا شارو". درس بكلية العلوم جامعة القاهرة ولكنه قرر الانتقال وحول دراسته لكلية التجارة ليتخرج منها عام 1949، وكان سبب انتقاله من كلية العلوم هو إكتمال فريق التمثيل بها حيث كون فريق مع زميله ومخرج التليفزيون لاحقاً نور الدمرداش. شارك فؤاد راتب في تمثيل أدوار ضمن عروض مسرحية قصيرة على مسرح ‏الريحاني تسبق العرض المسرحي الرئيسي، ثم جمعته الصدفة بنجيب الريحاني الذي أشاد بتمثيل فؤاد راتب وبحسه الفكاهي وخفة ظله. تخرج من كلية التجارة سنة 1949 و عمل بوظيفه فى إتحاد الصناعات وتدرج وظيفياً الي ان أصبح مدير إدارى للعلاقات العامة، كما حصل علي الدراسات العليا فى التخطيط و الإحصاء و العلاقات العامة، مما آهله وسهل له للعمل فى الهيئة الآسيوية الافريقية للشئون الاقتصادية. تزوج من السيدة فتحيه الصاوي عام 1957، ز له منها ثلاثة أبناء هم أشرف وأميره وأمل. أشتهر بدور الخواجة "بيجو" الذي يعيش في مصر ويحكي بخفة دمه قصص وروايات لا يمكن تصديقها ولم يقدم أي دور غيره في حياته الفنية فأشتهر عند الجمهور بهذا الأسم . ومن عن أسباب اختياره لشخصية الخواجة بيجو حبه لليونانيين الذين عاشوا فترات طويلة في مصر، وأيضاً بسبب قصة حبه الأولي لجارته اليونانية في طفولته، حيث كانت حافزاً لتعلم لغاتها بعد أن فشل في التواصل معها ما أضاف بعض الواقعية لشخصية الخواجة بيجو فيما بعد. أرتبط أسم فؤاد راتب بالخواجة بيجو إرتباط وثيق إلي أن أصبح الجميع ينادونه به وأصبح جزءا أصيلاً من التراث الكوميدي. كجزء من إبداعه لشخصية الخواجة كان يطلق عليها اسما كاملاً والذي كان يقوله في الاسكتشات وفي السينما هو "بيچو مسفريتو كطليانو بستانو أرسيانو جندوفلو كوكاچ باولو باسطاولو بولو بينو فينو بيچو". جاءت الإنطلاقه الحقيقيه له فى سنة 1952 ببرنامج (ساعه لقلبك) الذى كان يذاع كل ثلاثاء ويعاد يوم الجمعة مما ساهم في الإستماع له بشكل جيد يوم العطلة الأسبوعية شَكَل ثنائياً ناجحاً مع محمد أحمد المصري الشهير ب (أبو لمعة) حيث استطاعا أن يحجزا لهما مكانًا وسط أساطير وعملاقة الكوميديا المصرية الذين قدموا البرنامج الإذاعي الشهير "ساعة لقلبك" وحققوا نجاحاً كبيراً وألتف إليهم المستمعين عبر آثير الإذاعة، قدموا سوياً الكثير من الحلقات الناجحة، سواء في الإذاعة او علي خشبة المسرح وأشتهر الخواجة بيجو خلال الاسكتشات والأدوار التي قدمها ردا علي فشر أبو لمعة ببعض العبارات ومنها (يا النافوخ بتاع الأنا.. يا نور النبي.. يالخوتي) كما قدم ثنائيا ناجحاً آخر مع الفنان محمد فرحات والذي عرف بالدكتور شديد في الإذاعة والسينما ومن أشهر آفيهاته معه ( الله يخربيت بتاع الأنت ..الماما بتاع الأنا) شارك في أول تجربة سينمائية له في فيلم" عروسة المولد" وقدمه المخرج عباس كامل بشخصية الخواجة بيجو وبعد نجاحها قدم شخصية الخواجة بيجو في أكثر من عمل سينمائي منها" اجازة بالعافية و إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين وحماتي ملاك وعروس النيل وشارع الحب". كما قدم أيضاً فيلم "بحبوح أفندي و بنادي عليك وغرام المليونير وعودة الحياة وحياة امرأة والبوليس السري والأزواج والصيف وملك البترول وأجازة بالعافية وبقايا عذراء". وفي الدراما قدم مسلسل" أسالوا الأستاذ شحاته"، وكانت له مشاركة عربية في الدراما الكويتية بمسلسل "الشاطر حسن" و" درب الزلق". كما كانت له مشاركات مسرحية حيث قدم مسرحية "حضرة صاحب العمارة". توفى في 18 يونيو عام 1986 إثر إصابته بأزمة قلبية.