الأحد 10 اغسطس 2025

سامح عبد العزيز.. مسيرة فنية متميزة

سامح عبدالعزيز

11-7-2025 | 15:19

عمرو محي الدين
فقدت الساحة الفنية المصرية والعربية المخرج المتميز سامح عبد العزيز عن عمر ناهز 49 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة استمرت لما يقرب من عقدين، قدّم خلالها أعمالاً سينمائية وتلفزيونية أثرت في وجدان الجمهور، وترك من خلالها بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن المصري المعاصر. بدأ سامح عبد العزيز مشواره من بوابة الأعمال الكوميدية، حيث أخرج أفلامًا خفيفة مثل درس خصوصي وأسد وأربع قطط، ليُظهر في بداياته قدرة على رسم البسمة، لكنه ما لبث أن انتقل إلى مناطق أعمق وأكثر تعقيدًا. كان عام 2008 بمثابة نقطة التحول في مسيرته، حين قدّم فيلم كباريه، الذي شكّل انطلاقة قوية نحو السينما الواقعية، ومن خلال أسلوب بصري متميز وقدرة فريدة على الغوص في تفاصيل المجتمع، استطاع عبد العزيز أن يخلق لغة إخراجية تمزج بين الترفيه والطرح الاجتماعي الصادق. من المحطات الأبرز في مشواره، الشراكة الإبداعية التي جمعته بالكاتب أحمد عبد الله، والتي أثمرت عن مجموعة من الأفلام التي باتت علامات في السينما المصرية، مثل الفرح (2009)، الليلة الكبيرة، وليلة العيد. تميّزت هذه الأعمال بتناولها قضايا إنسانية واجتماعية من زوايا شديدة الواقعية، معتمدة على بطولة جماعية ضمّت كوكبة من النجوم، ما عزز من تأثيرها وارتباط الجمهور بها، ورسّخ مكانة عبد العزيز كمخرج يملك رؤية فنية وقدرة عالية على إدارة العمل. لم يقتصر عطاؤه على السينما، بل امتد إلى الدراما التلفزيونية، حيث قدّم مسلسلات أثارت تفاعلًا كبيرًا من الجمهور، من بينها الحارة، بين السرايات، ورمضان كريم، والتي قدّم من خلالها صورة حقيقية للشارع المصري ومشاكله، بأسلوب واقعي بعيد عن المبالغة، وبروح فنية أصيلة. على مدار أكثر من 20 عامًا، قدّم سامح عبد العزيز أكثر من 40 عملًا فنيًا، ظل خلالها وفيًا لرؤيته الواقعية، ومخلصًا لفنه، وقريبًا من جمهوره، جمع بين الحس الجماهيري والوعي المجتمعي، ليصبح واحدًا من القلائل الذين نجحوا في خلق توازن بين الفن الجاد والمتعة البصرية. مع إعلان وفاته، خيم الحزن على الوسط الفني، حيث نعاه عدد كبير من الفنانين والمخرجين والنقابات الفنية. وأصدرت نقابة المهن السينمائية بيانًا رسميًا نعت فيه الفقيد، قائلة: "ينعي نقيب السينمائيين وأعضاء مجلس إدارة نقابة المهن السينمائية الزميل المخرج سامح عبد العزيز، ونسأل الله له الرحمة والمغفرة، ولأسرته الكريمة الصبر والسلوان، تغمده الله بواسع رحمته."