18-7-2025 | 13:52
همسة هلال
نستعيد بحب وامتنان سيرة أحد أعمدة الفن المصري، بمناسبة ذكرى وفاته، وهو الفنان الكبير حسين رياض، الذي لا يزال اسمه محفورًا في ذاكرة السينما والمسرح العربي، هو "أبو السينما المصرية"، و"صاحب الألف وجه"، الذي أهدى حياته للفن بكل صدق وشغف، فخلد نفسه بأدوار الأب الحنون، والمواطن البسيط، والموظف المكافح، ومثّل كل طبقات المجتمع بروح إنسانية لا تنسى.
ولد الفنان حسين رياض بحي السيدة زينب في القاهرة، لأب مصري وأم سورية، واختار اسم "حسين رياض" ليخفي حبه للفن عن أسرته، وبدأ مشواره من فريق الهواة بالمدرسة تحت تدريب إسماعيل وهبي، شقيق يوسف وهبي، وقدمه بعد ذلك لمسارح رمسيس، الريحاني، منيرة المهدية، والكبار من رموز المسرح المصري.
بدأ التمثيل السينمائي عام 1931، وأول فيلم له الناطق كان "ليلى بنت الصحراء" (1937) حيث تقاضى أجرًا بسيطًا قدره 50 جنيهًا آنذاك، وتراوح عدد أفلامه ما بين 310 – 320 فيلمًا، ومسرحيات 240 عرضًا، و150 عملًا إذاعيًا، بالإضافة إلى نحو 50 مسلسلًا تلفزيونيًا.
اشتهر بتجسيده لدور الأب الطيب في الكلاسيكيات مثل: "سلامة في خير، بابا أمين، أزهار العمر، رد قلبي"، وكذلك أدوار متنوعة مثل "رابعة العدوية، وناصر صلاح الدين، وفي بيتنا رجل، ووإسلاماه" وغيرها من الأعمال العالقة في الذاكرة.
أطلق عليه الجمهور والنقاد لقب "أبو السينما المصرية" و"صاحب الألف وجه" بفضل تنوع أدواره وإتقانه التام للشخصيات، ونال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، كما منحه مهرجان الإسكندرية للفيلم الدولي درع الريادة بمناسبة مئويته بعد وفاته، والذي تسلمته ابنته فاطمة.
بينما كان يصور فيلم "ليلة الزفاف" من إخراج هنري بركات، وبطولة سعاد حسني وأحمد مظهر، تعرض لأزمة قلبية، وفارق الحياة في كواليس التصوير، لينتهي المشهد أمام الكاميرا نهائيًا، ويعتبر موته استيفاء لأمنية قديمة بأن يرحل وهو يؤدي فنه حتى النهاية.