19-7-2025 | 05:31
هبة رجاء
فى زمن ازدحمت فيه الشاشات وتداخلت الأصوات، لا يزال هناك من يعرف كيف يصنع الفرق، الإعلامية مروة محمود واحدة من هؤلاء، فهى مخرجة ومعدة تليفزيونية تمتلك أدواتها بإتقان، وساهمت عبر برامجها وتغطياتها المتنوعة فى إثراء المحتوى الإعلامى بروح من المهنية والحس الإنسانى، سنوات من العمل الدؤوب والتجارب المتراكمة اختارت أن تنتمى خلالها إلى القلعة العريقة «ماسبيرو»، الذى تعتبره البيت الأول والملاذ الأصدق لكل إعلامى.
بين سطور الحوار التالى تألقت الجوائز، وتجلت المحطات المفصلية فى مسيرتها المهنية، تحدثت عن البدايات، والتحديات، وأشخاص كانوا علامة فارقة فى مشوارها، وشكرت كل من آمن بموهبتها ودعمها فى أصعب اللحظات.
كشفت مروة أيضاً عن مشاريعها المقبلة، التى تعد بأن تكون استكمالاً لما بدأته من تميز وابتكار، ولم تنسَ أن توجه رسالة صادقة لكل من يخطو أولى خطواته فى هذا المجال، تحمل خلاصة تجربة.
ما الذى يميز برنامج «ليالى القاهرة».. حدثينا عنه ليتعرف عليه قراؤنا عن قرب؟
يعرض برنامج «ليالى القاهرة» أسبوعياً على شاشة الفضائية المصرية، تحت إشراف الأستاذة نائلة فاروق، رئيس قطاع التليفزيون، التى حرصت منذ انطلاق البرنامج على دعمه وتوفير كل سبل النجاح والإمكانات الفنية اللازمة لإخراجه بالشكل اللائق.
البرنامج يأخذ المشاهد فى سهرة ممتعة بين أجواء القاهرة الساحرة، بين عروض فنية تراثية لفرق مصرية متميزة، ولقاءات تبرز روح الفن الشعبى والموسيقى الأصيلة، وقد حقق البرنامج أصداء طيبة وتأثيراً ملحوظاً بين جمهور الشاشة، لما يقدمه من محتوى يجمع بين الأصالة والمتعة.
وهذه الليالى لا تقتصر على الطابع المصرى فقط، بل تمتد لتشمل ليالى عربية مميزة تقام على أرض مصر، مثل الليالى العمانية والليالى السودانية، وغيرها من الفعاليات التى تضيف بعداً ثقافياً متنوعاً.
فى ضوء الحديث عن الموسم الصيفى.. ما أهمية الدور الذى يلعبه الإعلام فى الترويج للسياحة مواكبة لعقد مهرجان العلمين؟
يلعب الإعلام دوراً بالغ الأهمية فى دعم وتنشيط الحركة السياحية، سواء على المستوى الداخلى أو الخارجي، ومن هذا المنطلق تحرص الفضائية المصرية على إيلاء هذا الجانب اهتماماً خاصاً ضمن خريطتها البرامجية، فالترويج للسياحة لا يقتصر على مجرد عرض الصور والمشاهد، بل يتطلب وجود مسوق إعلامى محترف يمتلك أدوات الجذب والتأثير، ويعرف كيف يقدم المحتوى بأسلوب يشعل حماس المشاهد لزيارة الأماكن التى يراها على الشاشة.
فالتسويق الناجح للسياحة يبدأ من فكرة بسيطة لبرنامج، تتمثل فى أن يعيش المشاهد رحلة حقيقية من داخل بيته، من خلال صورة حية ومباشرة تعكس سحر المكان، وتبرز مقوماته الجمالية والتاريخية والبيئية، وهنا تتجلى أهمية الإعلامي، ليس فقط كمقدم محتوى، بل بوصفه دليلاً سياحياً بصرياً ومقنعاً، قادراً على تحفيز الرغبة لدى المواطن لزيارة معالم بلده، أو لدى المشاهد العربى والأجنبى لاكتشاف كنوز مصر المتنوعة، وهو ما نلمسه فى معايشة العديد من المهرجانات التى تجمع بين الطابع الفنى والترويج للسياحة كمهرجان العلمين.
وفى هذا السياق، أرى أن البرامج السياحية التى تصور داخل الاستوديو تفقد كثيراً من تأثيرها، فهى أقرب إلى النقاش والتحليل منها إلى الجذب البصرى، فالرحلة السياحية لا تحكى... بل تعاش، وتنقل بالكاميرا إلى قلب المتفرج لذلك، أؤمن بأن الاستوديو يجب أن يخصص لمناقشة قضايا السياحة وتحدياتها، بينما يبقى التصوير الخارجى الوسيلة الأجدر لتوصيل التجربة وإبراز جمال مصر أمام العالم.
وماذا عن طبيعة برنامج «تحت الضوء»؟
«تحت الضوء» برنامج يسلط الضوء على أبرز الفعاليات والمؤتمرات التى تقام على أرض مصر.
يمتد اهتمام البرنامج أيضاً ليشمل الفعاليات الوطنية والأعياد الخاصة بالدول العربية، تعزيزاً لأواصر الأخوة العربية، وقد التقيت من خلاله بعدد من الشخصيات الدبلوماسية البارزة.
لو عدنا معكِ بالذاكرة قليلاً.. ما أبرز محطاتكِ فى مجالَى الإخراج والإعداد على شاشة التليفزيون المصرى؟
كانت رحلة ثرية ومليئة بالشغف، قدمت خلالها برامج سياحية مثل «سواح» و«الرحلة»، إلى جانب فوازير 2020 «أبيض وأسود» مع الفنان الراحل سمير صبرى.
مؤخراً حصلتِ على عدد من الجوائز تقديراً لعطائك المهنى.. حدثينا عنها؟
الحمد لله، تم تكريمى فى احتفالية «ميديا آيدول» بمناسبة عيد الإعلاميين الـ91، حيث حصلت على جائزة التميز كأفضل مخرج بالهيئة الوطنية للإعلام، كما تسلمت درع المنظمة العربية للسياحة التابعة لجامعة الدول العربية.
وماذا عن برنامج «بودكاست»؟
قدمت برنامج «بودكاست» ضمن تغطية فعاليات معرض الكتاب 2025، وتركزت فكرته على إبراز أهمية العمل الجماعى، البرنامج كان ثمرة تعاون بين الهيئة الوطنية للإعلام، ووزارة الثقافة، والهيئة العامة للكتاب، وقد سعدت باختيارى للعمل كمخرجة لبعض حلقاته ضمن هذا المشروع الثقافى المشترك.
وماذا تحضرين للفترة المقبلة؟
أعمل حالياً على برنامج جديد بعنوان «عودة ماسبيرو»، بدعم من السيدة نائلة فاروق رئيسة التليفزيون، نستضيف فيه كبار الإعلاميين والإعلاميات من أبناء ماسبيرو، سواء ممن لا يزالون على الساحة أو ممن ابتعدوا عنها، ليرووا تجاربهم مع هذا الصرح العريق، البرنامج يسلط الضوء على ماسبيرو بوصفه قلعة للإعلام المصرى، ومهداً خرجت منه نخبة من رموز العمل الإعلامى.
لمن تتوجهين بكلمة شكر؟
فى المقام الأول، أتوجه بالشكر والدعاء لوالدتى رحمها الله، فهى سر نجاحي، ودعواتها كانت الدافع الأكبر وراء كل ما حققته، كما أخص بالشكر الإعلامية نائلة فاروق، رئيس قطاع التليفزيون المصري، على دعمها المستمر وثقتها الغالية، وتكليفها لى دوماً بتغطية أبرز الأحداث التى تنظمها الهيئة الوطنية للإعلام.
أخيراً.. ما الرسالة التى توجهينها لمن يخطو أولى خطواته فى مجال الإعلام؟
رسالتى لكل من يبدأ طريقه فى المجال الإعلامي، هى أن يلتزم بالجدية والبحث والمعرفة، لا بد أن يكون الإعلامى على دراية شاملة بكل ما يدور حوله، وأن يثرى عقله قبل صورته، من المهم أن يجرب مختلف أنواع البرامج، ثم يختار ما يناسبه ويعبر عنه، الأهم من كل ذلك، أن يحترم عقلية المشاهد، ويعى جيداً أنه لا يمثل نفسه فقط، بل هو صوت بلده وصورتها أمام الناس.