26-7-2025 | 13:26
طه حافظ
فى زمن الأبيض والأسود، كانت مصايف نجوم الفن تحمل طابعاً خاصاً يمزج بين البساطة والفخامة، حيث اعتاد النجوم الهروب إلى شواطئ الإسكندرية ورأس البر لالتقاط الأنفاس بعيداً عن أضواء الشهرة وضغط الكاميرات، أما اليوم، فقد تغيرت الوجهات وتبدلت الأجواء، وامتزجت المصايف بأجواء السرعة وزمن السوشيال ميديا، «الكواكب» أبحرت فى أجواء الصيف ما بين زمني الأبيض والأسود والألوان لتعيش مع النجوم أوقات المرح والإنطلاق فى المصايف.
فى خمسينيات وستينيات القرن الماضي، لمع اسم رأس البر كمصيف راقٍ يحتضن أهل الفن والثقافة، ليصبح محطة سنوية لا غنى عنها لنجوم الشاشة والمسرح، لم تكن المدينة مجرد مكان للراحة والاستجمام، بل تحولت إلى مسرح مفتوح نابض بالحياة، حيث شهدت ذروة الموسم الفني، بعروض مسرحية وغنائية كانت تقدمها كبريات الفرق على مقاهيها الشهيرة، فى ليالٍ تزينها نسمات البحر وضوء القمر.
البداية تأتى من عدد «الكواكب» الصادر بتاريخ 25 يونيو من عام 1957، حيث رصدت المجلة، حياة أهل الفن فى مصيف رأس البر وكيف يقضون أيام الصيف.
يستهل محرر «الكواكب» حديثه بالأسباب التى جعلت من مصيف رأس البر قبلة لنجوم ذلك الزمان وكتب: لعل حب الفنانين لمصيف رأس البر يعود إلى أنه كان دائماً مهبط العائلات المحترمة.
وفى التقرير ذاته كتب: السيدة أم كلثوم من أشد المعجبات بمصيف رأس البر، وهى لا تقيم فيه حفلات عامة بل تفضل أن تغنى لأصدقائها ومعارفها فى حفلات بسيطة تجمعهم، وهى تمتلك عشة هناك زُودت بكل أسباب الراحة، وحدث عام 1931 أن كانت أم كلثوم فى رحلة إلى الخارج، ولكنها قررت العودة، فى نهاية أغسطس لتتمتع ببقية الصيف فى رأس البر، فلم تعجبها المصايف العالمية، كانت تفضل عليها جميعاً رأس البر، كما كتبت تقول فى رسالتها.
مرسى مطروح
فى الأربعينات تغير الحال، وأصبحت مرسى مطروح مصيف كثير من النجوم، خصوصاً بعد أن صورت فيها ليلى مراد فيلمها الشهير «شاطئ الغرام»، الذى غنت من خلاله أغنيتها الشهيرة «بحب اثنين سوا».
المعمورة والمنتزه وسيدى بشر
بعد سنوات قليلة هجر النجوم مرسى مطروح وأصبحت مدينة الإسكندرية قبلة كل نجوم الفن، وأصبحت مصايفها ( والمعمورة، وسيدى بشر) أشهر من نار على علم، ففى فترة أصبح بلاج المعمورة مصيفاً لمعظم الفنانين، فهناك كانت تقيم صباح، وفى الطابق الملاصق لشقة صباح يقيم فريد شوقى وهدى سلطان، وعلى بعد أمتار كانت توجد كابينة تحية كاريوكا وبعدها مديحة يسري، والذى يجلس عند مديحة يرى المنتج عباس حلمى فى كابينته وبجواره محمود ذو الفقار.
وفى الجهة الأخرى من بلاج المعمورة تقيم ليلى مراد، وشادية، والفنانون الذين ليس لهم شاليهات وكبائن فى المعمورة يترددون دائماً على زملائهم هناك يقضون السهرات وليالى المرح، وكان فريد شوقى وصباح وتحية كاريوكا أكثر الفنانين عرضة لتردد زملائهم عليهم، فعند فريد شوقى تشاهد ليلى فوزي، جلال معوض، محمد توفيق، محمود السباع، أحمد أباظة، وفى المنتزه نجد زهرة العلا، وأحمد فؤاد حسن، ونجوى فؤاد وما ذكرته تقارير فنية أن مصايف لبنان جذبت أيضا النجوم فى الستينيات والسبعينيات مثل عبد الحليم حافظ، فريد الأطرش، ومحمد عبد الوهاب، هكذا كانت الإسكندرية ورأس البر ومرسى مطروح مصايف مفضلة للنجوم.
أما الفنان الكبير يوسف وهبي، فكان صاحب ذوق أوروبى لافت، إذ اعتاد أن يتوجه إلى فرنسا بعد انتهاء عروضه المسرحية الكبرى، وتحديداً إلى شواطئ مارسيليا، التى وجد فيها لمسة شاعرية تناسب مزاجه، لتتحول باريس إلى مصيفه الخاص بعيداً عن ضجيج الداخل.
نجوم الأن
أما فى أيامنا هذه، فقد تنوعت وجهات نجوم الفن خلال موسم الصيف، بين داخل مصر وخارجها، وفقاً لأسلوب الحياة والتفضيلات الشخصية لكل منهم. فبينما يختار عدد كبير من النجوم قضاء عطلتهم الصيفية فى المدن الأوروبية، مثل باريس وبرشلونة وروما وأحياناً جزر اليونان، يفضل آخرون البقاء داخل مصر، والاستمتاع بسحر شواطئها الممتدة.
ويعد الساحل الشمالى الوجهة الأكثر رواجاً بين الفنانين، حيث تتوافر فيه منتجعات راقية وخصوصية تامة، ما يمنح النجوم مساحة من الهدوء بعيداً عن عدسات الإعلام، أما من لا يمتلكون وحدات مصيفية دائمة، فيلجأون إلى تأجير الشاليهات أو الفيلات خلال فترة تواجدهم.
كما تحظى الجونة والغردقة بشعبية متزايدة، لما تتمتعان به من طبيعة خلابة وخدمات عالية المستوى، بالإضافة إلى الإسكندرية التى لا تزال محافظة على رونقها وحنين البعض إليها، وخاصة الفنانين الذين تربطهم بها ذكريات خاصة.
وعن النجوم الذين يفضلون الساحل الشمالى، رغم الازدحام، يأتى فى مقدمتهم الزعيم عادل إمام الذى يقضى أحياناً كل أشهر الصيف هو وعائلته، وبجواره تجد عدداً من النجوم، منهم كريم عبد العزيز وياسمين عبد العزيز ،إلهام شاهين، ومحمد نور ومحمد رمضان وأحمد زاهر ومى سليم وأمير كرارة ومحمد رجب وغادة عادل وحمادة هلال وأحمد فهمى ومصطفى خاطر وريم مصطفى ونسرين أمين.
وهناك من يفضل الجونة، حيث المكان الأكثر هدوءاً والأقل ازدحاماً، مثل محمد فؤاد وهانى رمزى وسمية الخشاب ونيللى كريم ومنة شلبى ودياب وهانى سلامة.