27-7-2025 | 12:48
نانيس جنيدي
في صباح حزين لا يُشبه غيره، خيّم الصمت على بيت فيروز، وسُجّل رحيل أحد أكثر العقول الفنية تفرّدًا في العالم العربي... زياد الرحباني، الابن الذي لم يكن مجرد امتداد لأسطورة، بل كان أسطورة بحد ذاته.
عن عمر ناهز الـ69 عامًا، غاب زياد الرحباني، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا يصعب اختصاره في كلمات. موسيقي، شاعر، كاتب مسرحي، وملحن استثنائي، دخل الوعي الجمعي العربي من أوسع أبوابه، ليس فقط كابن للسيدة فيروز والأخوين رحباني، بل كصوت صادق.
ولد زياد في يناير 1956، ونشأ في كنف عائلة موسيقية تُعتبر حجر الأساس في تكوين الذوق الفني اللبناني والعربي، لكنّه اختار منذ بداياته ألا يكون مجرد امتداد، بل أن يصنع نبرته الخاصة، كتب ولحن لوالدته أغنيات لا تُنسى، مثل "سألوني الناس" و"كيفك إنت"، وأعاد تشكيل صورة فيروز في أذهان جيل جديد.
تنوّعت إبداعاته بين المسرحيات الساخرة مثل "فيلم أميركي طويل" وبين مؤلفاته الموسيقية التي ظلّت دومًا تعبّر عن الإنسان وأحلامه .
رحيله اليوم لا يعني فقط فقدان فنان، بل غياب حالة فنية كاملة، مدرسة فكرية وموسيقية لم تتكرر. ستبقى موسيقاه تحيا، وستظل كلماته تؤرّخ لحكاية بلدٍ بأكمله... حكاية لا تنتهي.