30-7-2025 | 13:12
شيماء محمود رحيم
فى لحظة استثنائية من لحظات الوفاء والتقدير، كرم المهرجان القومى للمسرح المصرى فى دورته الثامنة عشرة، برئاسة الفنان محمد رياض، الفنانة الكبيرة ميمى جمال، خلال ندوة احتفالية خاصة أُلقى فيها الضوء على مسيرتها الفنية الممتدة لأكثر من سبعين عاماً من العطاء المتواصل فى المسرح والسينما والتليفزيون.
الاحتفالية التى حملت طابعاً إنسانياً وفنياً بامتياز، شهدت أيضاً إطلاق الكتاب التوثيقى الجديد عنها بعنوان «ميمى جمال.. سبعون عاماً من الإبداع»، من إعداد د. مها فاروق، وتقديم الإعلامية سلمى عادل، بحضور نخبة من الفنانين والمخرجين والإعلاميين، من بينهم الفنان صبرى فواز، والمخرجان عادل عوض وعمرو عابدين، إلى جانب جمهور غفير من المهتمين بالشأن المسرحى والنقدي.
فى كلمتها المؤثرة، أهدت ميمى جمال هذا التكريم لرفيق دربها الفنان الراحل حسن مصطفى، واصفة إياه بـ«السند والظهر» وشريك الحياة الذى لم يفارق قلبها. وقالت: كنت أتمنى أن أُلقى هذه الكلمة فى افتتاح المهرجان لأهدى له التكريم، فهو كل شىء فى حياتى، وكنت أتمنى أن يُكرم هو الآخر لأنه كان قيمة كبيرة.
ثم تحدثت عن بداياتها الفنية، مؤكدة أنها بدأت منذ الطفولة وعملت مع كبار نجوم الفن مثل محمد عوض وعبد المنعم مدبولى وفؤاد المهندس وسمير غانم، وقدمت على المسرح أكثر من 100 عرض، أبرزها: «مطرب العواطف»، و«أصل وصورة»، و«سفاح رغم أنفه».
وأوضحت أنها اعتمدت على نفسها فى تطوير أدائها، مضيفة: المسرح علمنى الالتزام، وحب الفن، والتركيز فى كل لحظة. كنت أرتجف فى كل ليلة عرض، فالمسرح لا يحتمل التراخى.
وشددت على أن البطولة لا تُقاس بحجم الدور بل بعمقه وتأثيره، مبدية سعادتها بالعمل مع نجوم الجيل الجديد مثل أحمد حلمى وتامر حسنى وهنا الزاهد وجميلة عوض.
وأكدت فى ختام حديثها أنها لا تزال تشعر بالقوة والحب، ولن تعتزل الفن إلا حين تتعب فعلاً.
من جانبها، أعربت د. مها فاروق عن سعادتها بإعداد الكتاب التوثيقى، رغم ترددها الأول بسبب بُعد التخصص، لكنها اكتشفت عن قرب إنسانة فنية متواضعة. وقالت: ميمى جمال كسرت القالب التقليدى للفنانة الكوميدية، ونجحت فى المزج بين الجمال وخفة الظل، وشاركت فى أكثر من 530 عملاً فنياً، وهذه مسيرة تستحق التأريخ والاحتفاء.
وشهدت الندوة شهادات حب وامتنان من رموز المسرح والفن المصرى، حيث قال الفنان محمد رياض: وجود الفنانة الكبيرة ميمى جمال هو تكريم لنا جميعاً، فقد كانت رمانة الميزان فى كل عمل، وضابطة لإيقاع المشهد الكوميدى بإتقان وصدق.
وقال الفنان صبرى فواز: ميمى جمال فنانة محبوبة، لها تاريخ فنى طويل، وإنسانيتها لا تقل عن موهبتها.
أما المخرج عمرو عابدين فأشاد بقدرتها الفريدة على الجمع بين الكوميديا والدراما، مؤكداً أنها تملك روحاً تدخل الشخصية وتعيشها.
ووصفها المخرج عادل عوض بأنها «عملاقة مسرح»، معلقاً: هى صاحبة (كواليس حلوة)، تخلق جواً من الراحة داخل أى فرقة، وتحفظ الدور بسرعة مدهشة.
الندوة اختتمت بتفاعل كبير من الحضور، وأهداها المصور القدير محمد بكر صورة نادرة لها من أحد أعمالها، وسط حضور ابنه د. حسين بكر، أستاذ السينما بالمعهد العالي.