الإثنين 11 اغسطس 2025

الإعلامية أمل نعمان: يوم الانتخابات يوم غير عادي بالنسبة لي

الإعلامية أمل نعمان

2-8-2025 | 13:37

هبه رجاء
فى البداية.. ماذا عن استعدادات التليفزيون المصرى والقناة لديكم لتغطية انتخابات مجلسى الشيوخ والنواب.. وماذا عن تحضيراتك الشخصية كإعلامية ومواطنة؟ التحضير لتغطية للانتخابات داخل التليفزيون المصرى ليس مجرد استعداد تقنى أو برامجي، بل هو بمثابة استنفار وطنى شامل داخل قطاع الأخبار علي وجه الخصوص، والذى أتشرف بالعمل ضمنه من خلال شاشة قناة «النيل للأخبار»، حيث يتم إعداد خطة موسعة تبدأ قبل الموعد بوقت كافٍ، تشمل التدريب المسبق للمراسلين، وتجهيز استوديوهات التحليل والمتابعة، إلى جانب تنسيق دائم بين غرفة الأخبار ومختلف المحافظات. أما بالنسبة لقناة «النيل للأخبار»، فإننا نعتمد على تغطية لحظية على مدار الساعة، مع شبكة مراسلين ميدانيين على أعلى مستوى، ننقل الحدث معهم من داخل اللجان، ونرصد آراء المواطنين، وسير العملية الانتخابية، والتحديات، والإقبال، وأجواء ما قبل وبعد التصويت. شخصياً كإعلامية، أبدأ التحضير مبكراً، سواء من ناحية المتابعة الدقيقة لكل ما يخص العملية الانتخابية، أو التواصل مع المراسلين والفريق التحريري، إلى جانب الإعداد الجيد حيث أركز دائماً فى التغطية على تناول تحليل المناخ السياسي، وتوعية المواطن بدوره ومسئوليته، مع الحرص على ضبط اللغة المهنية والحياد الكامل، لأن دور الإعلام هنا ليس فقط نقلياً، بل تثقيفى أيضاً. كيف ترين تغطية الإعلام المصرى بشكل عام للانتخابات المختلفة؟ أستطيع القول إن الإعلام المصرى شهد تطوراً ملحوظاً فى تعاطيه مع الاستحقاقات الانتخابية على اختلافها، فهناك إدراك واضح لدى القائمين على المؤسسات الإعلامية، بأهمية تغطية الانتخابات كمناسبة وطنية ترسم ملامح مستقبل البلاد. لكن لابد من الإشادة بما يقدمه قطاع الأخبار، وتحديداً قناة «النيل للأخبار»، من عمل احترافى مميز، إذ تعد القناة منبر أساسي فى تقديم الصورة الحقيقية من أرض الواقع، وتحرص على الحياد الكامل، وفتح المجال لكل الآراء بما يخدم فكرة الديمقراطية ويعزز مناخ الشفافية. هل لك طقوس خاصة يوم الانتخابات.. وكيف تنسقين بين التصويت وعملك الإعلامى؟ يوم الانتخابات هو يوم غير اعتيادي، أتعامل معه بروح مختلفة لأنه لا يرتبط فقط بعملى كمذيعة، بل بمسئوليتى كمواطنة مصرية، أبدأ اليوم مبكراً، أذهب إلى اللجنة الانتخابية الخاصة بي، وأدلى بصوتى قبل التوجه إلى مقر القناة أو موقع التغطية. أحرص على الظهور بمظهر يعكس جدية الحدث، وأحمل معى دائماً أوراق ملاحظاتي، ومعلومات عن أهم المحطات الانتخابية، وأرقام وإحصائيات، وأحياناً أدخل الاستوديو دون أن أرتاح حتى دقائق، فالتنسيق بين دورى كناخبة ودورى كمقدمة برامج يتم بناءً على التنسيق الدقيق بينى وبين فريق الإعداد فى قناة «النيل للأخبار»، فالجميع بالقناة يدرك أن تغطية الانتخابات ليست مهمة فردية بل مسئولية جماعية، وكل عنصر فى فريق العمل يعلم أن الأداء فى هذا اليوم يجب أن يكون على أعلى درجات الجدية والتركيز. حدثينا عن ذكريات لك لا تنسى مع الانتخابات السابقة؟ من أجمل الذكريات وأكثرها تأثيراً، مشهد لسيدة بسيطة فى إحدى المحافظات، كنت أغطى الحدث من أمام لجنتها فى انتخابات سابقة، رأيتها تأتى على كرسى متحرك بصحبة ابنتها، وحين سألتها عن الدافع، قالت لى ببساطة: أنا جيت مش عشان السياسة، أنا جيت عشان أبقى موجودة، أمارس حقى وأقوم بدورى، هذه الكلمات ظلت تتردد فى ذهنى طويلاً، لأنها تعبر عن الوعى الحقيقى للمواطنة، وتجعلنى أشعر أن ما نقوم به فى الإعلام من توعية ومتابعة يصل بالفعل إلى القلوب والعقول، أيضاً لا أنسى مشهداً تأثرت به كثيراً عندما كنت أغطى الانتخابات السابقة من الاستديو حين شاهدت طابوراً طويلاً من النساء يقفن فى الشمس لأكثر من ساعة من أجل التصويت، هذه اللحظات تظل محفورة فى الذاكرة، وتؤكد أن المواطن المصرى حين يثق فى جدوى المشاركة، يقدم نموذجاً يدرَّس فى حب الوطن. فى رأيكِ ما أسباب زيادة الوعى المجتمعى بأهمية المشاركة فى العملية الانتخابية؟ الوعى المجتمعى فى مصر مرَّ بمراحل كثيرة، لكنه اليوم فى حالة نضج متزايدة، ويرجع ذلك إلى عوامل متعددة، أهمها، التجربة: فالمواطن أصبح يعى أن صوته يحدث فارقاً حقيقياً، وأن العزوف لا يؤدى إلى شيئ، هذا بجانب الإعلام: فمن خلال البرامج التوعوية، والتغطيات المستمرة، بدأ الناس يربطون بين المشاركة ودعم الوطن. التغيرات السياسية والاقتصادية الإيجابية دفعت المواطن لأن يكون أكثر حرصاً على تحديد من يمثله، مع وجود نماذج شابة ونسائية مشرفة دخلت العملية الانتخابية كمرشحين، مما شجع الناس على الإقبال والتفاعل. هل ترين المرأة المصرية بالفعل محركاً قوياً للحث على المشارَكة؟ المرأة المصرية دائماً فى مقدمة الصفوف، وهذا ليس كلاماً إنشائياً ، بل واقع نرصده ونشاهده، فالمرأة فى القرى قبل المدن، وفى الصعيد قبل القاهرة، هى التى تخرج وتدعو وتحفّز وتدلى بصوتها، أذكر أننا فى قناة «النيل للأخبار» عرضنا أكثر من تقرير من داخل اللجان، وكانت الصورة المتكررة دائماً: النساء أول الحاضرين وآخر المنصرفين. هى الأم التى تحفز أبناءها، وهى المعلمة التى تنقل الرسالة لطالباتها، وهى الموظفة التى تشجع زميلاتها، حضورها ليس عدداً فقط، بل طاقة دافعة تثبت أن المرأة شريك حقيقى فى بناء مصر الحديثة. بعيداً عن كونك إعلامية.. كمواطنة عادية كيف تحثين أقاربك وذويك على المشاركة؟ بمنتهى البساطة، أقول لهم دائماً: «إحنا بنصوّت علشان نفسنا، وعلشان ولادنا», أشاركهم القصص التى أراها فى العمل، وأقول لهم إن المشاركة مش رفاهية، بل هى مسئولية، أحياناً لا أستخدم لغة الإعلام بل أتكلم بلغتنا اليومية لأوصل المعنى بصورة قريبة، وأحرص أن أكون قدوة، فحين يرانى أقاربى أو جيرانى أذهب مبكراً وأصوّت بجدية، أكون بذلك رسالة حية لهم، نحن لا نحتاج إلى شعارات بل إلى سلوك يمارس يومياً. ما رسالتكِ للمرأة المصرية خلال فترة الانتخابات؟ رسالتى لها من القلب: أنتِ مفتاح التغيير، وصوتك لا يقدَّر بثمن، كونى واثقة أن كل ورقة انتخابية تضعينها فى الصندوق هى لبنة تبنى بها مصر كما تحلمين، لا تنتظرى من يقرر لكِ، كونى أنتِ صانعة القرار، واذكرى دائماً أن الأجيال القادمة سترى فيكِ النموذج والمثل، فكونى على قدر هذه المسئولية العظيمة، وأنا على يقين أن المرأة المصرية ستثبت كعادتها أنها على قدر الحدث، وأنها رقم صعب فى معادلة الوطن.