السبت 11 اكتوبر 2025

أنور وجدي.. "فتى الشاشة الأول" الذي غيّر وجه السينما المصرية

أنور وجدي

11-10-2025 | 13:04

نانيس جنيدي
يصادف اليوم، الحادي عشر من أكتوبر، ذكرى ميلاد الفنان والمخرج والمنتج المصري البارز أنور وجدي، الذي وُلِد في القاهرة عام 1904، ليصبح على مدار عقد ونصف أحد أبرز صناع السينما المصرية ونجم شباك لا يُنسى، تاركاً إرثاً فنياً ثرياً رغم رحيله المبكر. لم تكن مسيرة محمد أنور يحيى وجدي، الاسم الحقيقي للفنان الراحل، مفروشة بالورود، فقد بدأ حياته الفنية على خشبة المسرح، حيث انضم لفرقة "رمسيس" مع يوسف وهبي، متحملاً صعاب البدايات والعمل بأجر زهيد، حتى تمكن من الحصول على أدوار ثانوية في بعض الأفلام مثل "أولاد الذوات" و"الدفاع". مع بداية الأربعينات، بدأ نجم أنور وجدي في الصعود، مستغلاً وسامته وشخصيته القوية لتقديم أدوار الشاب الأرستقراطي أو الثري المستهتر، قبل أن ينتقل إلى مرحلة جديدة أكثر تأثيراً في تاريخ السينما المصرية: مرحلة الإنتاج والإخراج والبطولة. في عام 1945، أسس أنور وجدي شركته الخاصة "الأفلام المتحدة"، ومن خلالها قدم مجموعة من الأعمال التي تعد علامات فارقة، أبرزها: ثنائيته الأسطورية مع ليلى مراد: التي تزوجها في الفترة من 1945 إلى 1954، وقدما معاً أفلاماً خالدة مثل "ليلى بنت الفقراء"، "قلبي دليلي"، "عنبر"، و"غزل البنات". اكتشاف "الطفلة المعجزة" فيروز: التي أنتج وأخرج لها ثلاثة أفلام ناجحة هي "ياسمين"، "فيروز هانم"، و"دهب". في مسيرته الفنية التي امتدت لعقدين، شارك أنور وجدي في حوالي 70 فيلمًا، وظل يقدم أعمالاً قيمة ومحققة للإيرادات حتى اللحظة الأخيرة. على الرغم من النجاح والمجد والشهرة، لم يمهل المرض أنور وجدي طويلاً ليتمتع بثمرة كفاحه. رحل "فتى الشاشة الأول" في 14 مايو 1955، عن عمر يناهز الخمسين عاماً، في العاصمة السويدية ستوكهولم، بعد رحلة علاج قضاها برفقة زوجته الأخيرة الفنانة ليلى فوزي، ليترك خلفه إرثاً فنياً ضخماً وذكراً خالداً في تاريخ الفن المصري.