يلعب الإعلام دوراً محورياً فى تشكيل الوعى السياسى وتعزيز المشاركة الانتخابية، فهو جسر التواصل بين المواطن والحدث، وأداة فاعلة فى ترسيخ قيم الديمقراطية والمواطنة، ومع انطلاق مارثون الانتخابات البرلمانية في الخارج والاستعداد للإنتخابات الداخل، تتضاعف مسئولية الإعلام فى تقديم تغطية موضوعية تدعم روح المشاركة الإيجابية. فى هذا الإطار، التقينا عدداً من الإعلاميات فى مختلف قطاعات الإعلام المصرى؛ للوقوف على استعداداتهن لتغطية هذا الحدث الوطنى الكبير، ودور كل منهن فى نقل الصورة بصدق وشفافية، ليظل الإعلام صوت الوعى والتعبير عن نبض الوطن. في البداية تؤكد الإعلامية نهى توفيق بقطاع الأخبار بالتليفزيون المصري: الاستعداد لتغطية الانتخابات البرلمانية وغيرها من الانتخابات النظيرة فى التليفزيون المصرى، خصوصاً فى قطاع الأخبار والبرامج السياسية، يبدأ منذ اللحظة الأولى، إذ يتم إعداد خطة متكاملة تشمل جميع الفعاليات الانتخابية فى الداخل والخارج، حيث نقوم بتغطية تتسم بالشفافية والمصداقية والنزاهة. وتوضح أن هناك تعاوناً دائماً بين الإعلام المصرى والهيئة الوطنية للانتخابات والهيئة الوطنية للإعلام؛ لضمان تقديم صورة موضوعية شاملة تلتزم بالمعايير المهنية والأخلاقية، وتشمل التغطية متابعة نسب المشاركة ، كما تعني برصد دور المرأة والشباب وكبار السن وذوى الهمم، وتهتم بالوعي السياسي لكل فئات المجتمع. وترى نهى أن الإعلام هو جسر التواصل بين الحدث والمواطن، إذ يقدم معلومات حول العملية الانتخابية ويحفز على المشاركة الإيجابية، كما يهتم بمتابعة ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعى لفهم اتجاهات الرأى العام. وعن تجربتها الشخصية تقول: أستعد مبكراً بتحضير المادة والأسئلة والمحاور، وأحياناً أستمر على الهواء أكثر من 6 أو 8 ساعات متواصلة، لكن الحماس الوطنى يجعل التعب يهون، وكأم وإعلامية، أحرص دائماً على الإدلاء بصوتى وأصطحب أطفالى معى إلى اللجنة ليشعروا بقيمة المشاركة منذ الصغر. خلية نحل تصف الإعلامية ألفت كمال الاستعداد للانتخابات بأنه عمل جماعى منظم يشبه خلية النحل، حيث يتم إعداد خطة تغطية متكاملة تتضمن بثاً مباشراً من الاستوديو ومتابعات ميدانية للمراسلين فى الداخل والخارج، مع الحرص على الدقة والشفافية فى نقل الصورة. وتقول إن هناك تنسيقاً مستمراً بين فرق الإعداد والإخراج والمراسلين لتقديم محتوى بصرى راقٍ يعكس روح الحدث، وعن استعدادها الشخصى تضيف: أراجع تفاصيل العملية الانتخابية وأتابع كل التقارير بدقة، وأهيئ نفسى ذهنياً ونفسياً لأن التغطية تمتد لساعات طويلة وتتطلب تركيزاً كبيراً. وتؤمن ألفت بأن الإعلام الصادق القريب من الناس قادر على تحريك طاقة الأمل والمشاركة، مضيفة: أحرص على ممارسة حقى الدستورى فى التصويت وأشجع عائلتى وأصدقائى، فالحماس لا ينقل بالكلام، بل بالموقف والقدوة. صورة مشرقة تشير الإعلامية سارة الشناوى من قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري إلى أن أيام الانتخابات تمثل حالة طوارئ داخل غرفة الأخبار، حيث يعمل الجميع على مدار الساعة لتقديم تغطية شاملة وموضوعية. وتوضح أن فريق العمل يركز على أهم الأخبار والتحليلات المتعلقة بالانتخابات، مع تحرى الدقة والشفافية فى نقل المعلومات من مصادرها الرسمية. كما يتم التواصل المستمر مع شبكة المراسلين فى مختلف المحافظات لرصد سير العملية الانتخابية وتغطية مراحل التصويت والنتائج، مع متابعة أى ملاحظات أو مخالفات. وتضيف سارة: نحرص على إبراز الصورة المشرقة للمشهد الانتخابى وتشجيع المواطنين على المشاركة، فصوت كل مواطن يسهم فى صنع مستقبل الوطن، كذلك ننقل الأجواء للمصريين فى الخارج من خلال شبكة مراسلينا حول العالم. مسئولية وطنية تؤكد الإعلامية شيرين الشافعى من قناة «النيل للأخبار» أن برامج المرأة، مثل «بنت النيل»، تلعب دوراً مهماً فى تعزيز الوعى السياسى لدى النساء وتمكينهن من المشاركة الفاعلة فى الانتخابات. وتقول إن البرنامج يهتم خلال فترة الانتخابات بتسليط الضوء على مشاركة المرأة والأسرة من مختلف المحافظات والفئات فى العملية الانتخابية، بهدف كسر الحواجز النفسية وتشجيع المرأة على ممارسة حقها الدستوري. وتضيف شيرين: نستعد بتقديم حلقات توعوية عن كيفية التسجيل والتصويت، ونواكب سير العملية الانتخابية عبر تقارير ميدانية تعزز الشفافية والثقة. وتتابع: أحرص على الإدلاء بصوتى مبكراً، ثم أعود لاستكمال التغطية، وأدعو أسرتى وأصدقائى للمشاركة لأن الصوت مسئولية وطنية تصنع الفارق. حقى فى التصويت توضح الإعلامية أمانى شوقى باشا من الإذاعة المصرية أن الاستعداد لتغطية الانتخابات فى موجة «وسط الدلتا» يبدأ قبل موعد الانتخابات بفترة طويلة. وتقول: نشكّل فرقاً من المراسلين فى المحافظات، ونحرص علي متابعة كافة المعلومات والتفاصيل التي يمكن أن يحتاجها المواطن خلال التصويت حيث يمكننا أن نقدمها له من خلال برامجنا. وتضيف أن المراسلين يتلقون تدريبات خاصة حول المعايير المهنية، مثل الفصل بين الخبر والرأى، والالتزام بالموضوعية، وتتابع: نتواصل مع غرف عمليات المحافظات لجمع المعلومات الدقيقة، كما نجهّز معدات التسجيل، ونتحقق من جودة الصوت والاتصال استعداداً للبث المباشر، وذلك قبل الانتخابات ومع انطلاقها وبشكل يومي. وتختم بقولها: ممارسة حقى فى التصويت لا تقل أهمية عن عملى فى تغطية الانتخابات. لحظة بلحظة تقول الإعلامية أسماء حسن، مراسلة قناة «النيل للأخبار»، إنها تبدأ استعدادها لتغطية الانتخابات بدراسة شاملة لطبيعة المحافظة التى تكلف بتغطيتها، من حيث جغرافيتها، وطبيعة سكانها. وتشير إلى أنها تتواصل خلال عملية التغطية مع كافة الجهات المعنية؛ لضمان تقديم صورة دقيقة وشاملة. وتضيف: أعمل بتنسيق كامل مع فريق العمل وقسم التنسيق الفضائى والمراسلين لنقل الحدث لحظة بلحظة، ولا أنسى أبداً الإدلاء بصوتى، فالمشاركة واجب وطنى قبل أن تكون مهنتي هي دعم هذه المشاركة إعلامياً. وتستذكر أسماء تجربة تغطية الانتخابات فى إحدى المحافظات قائلة: وجدت وعياً كبيراً لدى المواطنين هناك، إذ يعتبرون التصويت واجباً وطنياً لا تهاون فيه، وهو ما يعكس وعى الشعب المصرى الحقيقى بدوره فى بناء الوطن، وهو أمر نلمسه بشكل دائم فى كل انتخابات نفخر بتغطيتها.