19-11-2025 | 13:25
عمرو محي الدين
فى 18 نوفمبر من عام 1949 ولد «النمر الأسود» و«إمبراطور الأداء» أحمد زكى، الوجه الاستثنائى الذى أعاد صياغة معنى البطل فى السينما المصرية، وبرغم مرور السنين على رحيله، لا تزال شخصياته تنبض بالحياة وكأنها تعرض للمرة الأولى، بعد أن خلد واحداً من أهم الإرثات الفنية فى ذاكرة الجمهور العربى.
جاء ميلاد أحمد زكى فى مدينة الزقازيق بالشرقية، حيث نشأ طفلاً وحيداً يتكئ على موهبته الفطرية وإرادته الصلبة، خصوصاً بعد وفاة والده، بعدها اتجه إلى المعهد العالى للفنون المسرحية، ليبدأ عام 1973 مسيرة صنعت واحداً من أعظم فناني العالم العربى.
انطلقت موهبته من المسرح، حيث تألق فى عروض شكلت قاعدة جماهيريته الأولى، مثل «هالو شلبي» و«العيال كبرت» و«مدرسة المشاغبين»، وفى السينما تحدى أحمد زكى القوالب السائدة، مقدماً ملامح مصرية خالصة تعكس نبض الشارع بروح صادقة وعمق نادر.
تنوعت أدواره بجرأة ومرونة، بين المسؤول والمحامى والشاب المكافح، وترك عبر مشواره أفلاماً تعد من علامات السينما العربية، منها «النمر الأسود»، «زوجة رجل مهم»، «ناصر 56»، «كابوريا»، «الحب فوق هضبة الهرم»، «البيه البواب»، «الهروب»، «معالى الوزير»، «أيام السادات»، و«حليم» الذى كان آخر محطاته السينمائية.
ورغم قلة أعماله التليفزيونية، فقد وقع بصمة لا تنسى فى مسلسلى «هو وهي» مع سعاد حسنى، و«الأيام» الذى قدم فيه السيرة الملهمة لعميد الأدب العربى طه حسين.
فى سنواته الأخيرة، خاض معركة قاسية مع المرض، حتى رحل فى 27 مارس 2005 عن عمر ناهز 56 عاماً، تاركاً إرثاً فنياً يستحيل تكراره.