6-12-2025 | 14:25
هبة رجاء
يظل تمكين الشباب حجر الأساس فى بناء مستقبل الوطن، فهم الطاقة الحية التى تحمل شغف التغيير وقدرة الإبداع، ويقفون اليوم فى مقدمة الصفوف للمشاركة فى صناعة القرار ودفع عجلة التنمية، وفى ظل قيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، شهدت مصر تحولاً نوعياً فى نظرة الدولة للشباب، إذ لم يعد تمكينهم شعاراً يرفع، بل واقعاً ملموساً تعززه المبادرات الوطنية والملتقيات الكبرى التى فتحت لهم أبواب المشاركة والتأثير.
وفى هذا السياق، كان لنا هذا اللقاء مع الإعلامية علا حجازى التى استطاعت أن تضع بصمتها فى المشهد الإعلامى من خلال تجربتها المتنوعة بين التقديم، وإنتاج المحتوى، وتغطية الأحداث الوطنية وعلى رأسها الانتخابات البرلمانية، رحلة مهنية تحمل شغفاً كبيراً، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بفكرة تمكين الشباب إعلامياً، وبأهمية دور الإعلام فى تشكيل وعى المجتمع.
كيف تقيمين مشهد تمكين الشباب فى مصر منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى لمقاليد الحكم؟
منذ تولى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية، شهدت مصر نقلة نوعية فى تمكين الشباب على كافة الأصعدة، فقد أصبح لهم حضور كبير فى الحياة العامة، حيث يمنحون الفرصة للمشاركة الفعالة فى المناقشات والحوار والتمثيل، وتجسد هذا التمكين بوضوح فى الانتخابات البرلمانية فى كافة الدورات السابقة، إذ لاحظنا زيادة ملحوظة فى عدد الشباب الذين ترشحوا وتم انتخابهم، فلم يعد تمكين الشباب مجرد شعار، بل هو استثمار حقيقى فى مستقبل مصر، وهو ما يؤكد عليه الرئيس السيسى دائماً فى مختلف المحافل، هذا التوجه لا يعود بالفائدة على الشباب فقط، بل على الوطن كله، حيث يتيح لهم الفرصة للتعبير عن أفكارهم وآرائهم، وبالتالى يسهم فى دفع عجلة التنمية والنهضة التى نطمح لتحقيقها جميعاً.
وكيف ترين واقع تمكين الشباب داخل قطاع الإعلام؟
كما أشرت سابقاً، فإن تمكين الشباب فى مصر شمل مختلف القطاعات، وكان الإعلام واحداً من أبرز هذه المجالات، فقد شهدنا تطوراً ملحوظاً فى آليات تقديم البرامج وإتاحة الفرص، حيث فتحت القنوات أبوابها أمام الشباب ليعملوا جنباً إلى جنب مع إعلاميين أصحاب خبرة طويلة، مما منحهم مساحة كبيرة لاكتساب الخبرة وصقل مهاراتهم، وهذا توجه يهدف إلى إعداد جيل قادر على قيادة المستقبل، ومن خلال عملى فى المجال الإعلامى، أرى بوضوح أن هذا الدعم ينعكس إيجاباً على الوطن كله، إذ يتيح للشباب التعبير عن آرائهم وتحويل أفكارهم إلى محتوى إعلامى مؤثر.
فى إطار حديثنا عن تمكين الشباب إعلامياً.. كيف تصفين تجربتك الشخصية فى هذا المجال؟
بدأت رحلتى فى العمل الإعلامى فور تخرجى، حيث التحقت بعدد من الدورات التدريبية التى فتحت لى الباب للعمل كمراسلة ومنتجة محتوى فى برنامج «المحطة الأولى»، وهو برنامج ركز على إبراز أفكار الشباب من مختلف المحافظات، بعدها شاركت فى إنتاج برنامج «بالأخضر» بالتعاون مع وزارة البيئة، بالتزامن مع استضافة مصر لمؤتمر «COP27»، وكان اهتمامه منصباً على قضايا الاستدامة والتمويل الأخضر، مع استضافة شباب من مجالات متعددة مثل الزراعة وتكنولوجيا المعلومات لمناقشة دورهم فى مواجهة تغير المناخ وتحقيق التنمية المستدامة، وفى عام 2024، تم تعيينى مسئولاً عن فريق المراسلين، قبل أن أخطو خطوة جديدة نحو الشاشة كمذيعة وقارئة أخبار، هذه التجربة أكسبتنى خبرات واسعة وعززت إيمانى بدور الشباب فى تطوير الإعلام.
بمناسبة الانتخابات البرلمانية الجارية.. كيف كانت استعداداتك لتغطية هذا الحدث؟
تبدأ استعداداتى عادة مع المؤتمر الصحفى الذى تعقده الهيئة الوطنية للانتخابات، حيث تعلن خلاله المراحل الزمنية للعملية الانتخابية، بما فى ذلك مواعيد التصويت داخل البلاد وخارجها، وما إن تتحدد هذه المواعيد، حتى أشرع فى دراسة كل ما يتصل بالانتخابات، ثم أعمل على جمع المعلومات اللازمة وإعداد ملخصات عن دور مجلس النواب وأهمية المشاركة الشعبية.
وعند استضافة أى ضيف، أحرص على إجراء بحث دقيق حول سيرته المهنية وتجربته الإعلامية، حتى نتمكن من طرح أسئلة تمس اهتمامات الجمهور وتقدم زاوية جديدة للمتابع. فى تلك اللحظة أشعر بأننى لا أقدم الخبر فحسب، بل أمثل المشاهد أيضاً؛ فأسئلتى هى صوت الناس وتساؤلاتهم وبمعنى أدق، فإن دور الإعلامى لا يقتصر على نقل الحدث، بل يمتد ليكون جسراً للحوار بين المواطن وصانع القرار، فنحن لسان حال الجمهور وعينه على الحقيقة.
وبصفتكِ مواطنة مصرية.. كيف تنظرين إلى مشاركتك فى التصويت؟
أؤمن بأن دور الإعلامى لا يقتصر على نقل الحدث، بل يمتد إلى تشجيع الجمهور على المشاركة الفاعلة فى الحياة العامة، وعندما أتوجه بنفسى إلى صندوق الاقتراع، فإننى أُجسد أهمية التصويت لكل مصرى، سواء فى الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية، وأعتبر أن الإدلاء بصوتى واجب وطني؛ ففى دائرتى الانتخابية أختار من أراه الأقدر على خدمة المنطقة، استناداً إلى برنامجه الانتخابى ومواقفه، كما أحرص دائماً على تحفيز المشاهدين للمشاركة بحرية تامة، وأرى أن وجودنا كإعلاميين داخل لجان الاقتراع يسهم فى إظهار الصورة الحقيقية للممارسة الديمقراطية، ويعزز ثقة المواطنين بأن أصواتهم مسموعة وقادرة على إحداث تأثير، وفى نهاية الأمر أذهب إلى التصويت كمواطنة مصرية أولاً، وأدعو كل من يشاهدنى إلى أن يشارك فى صنع مستقبل وطنه.
من وجهة نظرك.. ما الصفات التى تجعل إعلامياً متميزاً عن غيره؟
أرى أن الإعلامى المتميز هو من يستطيع أن يجذب المشاهد ويجعله ينتظر موعد بث برنامجه بشغف، ولتحقيق ذلك لابد أن يتسم بشخصية خاصة وفريدة، وألا يكون مجرد نسخة مكررة من الآخرين عليه متابعة مختلف البرامج والقنوات، واستلهام ما يناسبه لصياغة هوية إعلامية تعكس قيمه ورؤيته.
كما ينبغى أن يمتلك أدواته المهنية كاملة؛ من إتقان اللغة العربية الفصحى إجادة تامة، والقدرة على إدارة الحوار بمهارة، وإجراء بحوث دقيقة حول الضيوف والموضوعات المطروحة، فالشاشة كاشفة والانطباع الأول يحدد مدى تمكن المذيع من أدواته، كذلك