السبت 13 ديسمبر 2025

تجمع بين الدفء والخيال والمغامرة.. السينما الشتوية فى ميزان الجمهور

تجمع بين الدفء والخيال والمغامرة.. السينما الشتوية فى ميزان الجمهور

13-12-2025 | 13:32

محمد بغدادي
مع كل شتاء لا يهبط البرد وحده على صالات العرض، بل تصاحبه موجة من الشغف السينمائى الذى يدفع الجمهور إلى شباك التذاكر بحثاً عن دفء مختلف؛ دفء تصنعه حكايات على الشاشة. فى هذا الموسم تحديداً بدا واضحاً أن للسينما سحراً خاصاً عند المشاهدين من محامين وطلاب ومهندسين وربات بيوت يجمعهم شغف واحد، وإن اختلفت تفضيلاتهم فالبعض يجد ضالته فى الغموض والتشويق، وآخرون ينجذبون إلى الرومانسية الهادئة التى تناسب أجواء المطر، بينما يرى فريق ثالث أن موسم الشتاء بات ينافس نظيره الصيفى بقوة فى حجم الإقبال ونوعية الأفلام. تنوعت الآراء لكن خيطاً مشتركاً جمعها: السينما الشتوية لم تعد موسماً هامشياً بل أصبحت وجهة جماهيرية لها طابعها وروادها وأفلامها التى تخاطب العقل والمشاعر معاً. هذا التحقيق يفتح باباً على ما يبحث عنه الجمهور فعلاً، وكيف يعيد الشتاء رسم خريطة التذوق السينمائى فى مصر، وذلك من خلال جولة مع عدد من الجمهور لاستطلاع رأيهم فى أفلام الموسم الشتوى. فى البداية أكد ضياء شبانة المحامى أن فيلم «درويش» بطولة عمرو يوسف ترك فى نفسه أثراً كبيراً، إذ استعاد من خلاله أجواء فترة الأربعينات التى لم يعشها هو ولا أبناء جيله، لكنها جذبته بسردها المتقن وتفاصيلها الآسرة. وأوضح أن العمل قدم تلك الحقبة بروح فنية مبهرة جعلته متابعاً شغوفاً منذ اللحظات الأولى. واختتم شبانة كلامه بالتأكيد على أمنيته فى أن تتناول السينما مزيداً من قضايا الأسرة والمجتمع؛ لما لها من تأثير مباشر على المجتمع، مشيراً إلى أن تجربته كمحامٍ جعلته شاهداً على قصص حقيقية تستحق أن تتحول إلى أفلام تعيد تصحيح مفاهيم كثيرة وتفتح نقاشاً جاداً داخل المجتمع. هدوء وعاطفة وتشويق وأوضح على وهبة الطالب الجامعى أن شغفه بالسينما يزداد فى موسم الشتاء تحديداً، إذ يحرص على متابعة كل عمل جديد يطرح خلاله لما يحمله هذا الموسم من طابع مختلف يمتزج فيه الهدوء بجرعة من العاطفة أو الإثارة والتشويق؛ وهو ما يراه متناغماً تماماً مع برودة الطقس وأجواء الشتاء الخاصة. وأشار وهبة إلى أنه شاهد مؤخراً فيلم «ولنا فى الخيال حب» لأحمد السعدنى ومايان السيد، وقد استهوته قصته وانجذب لتفاصيله، وهو ما أكده الإقبال الملحوظ من الشباب على شباك التذاكر. واختتم حديثه بالتأكيد على أنه يترقب مشاهدة فيلم «الست» لمنى زكى بعد طرحه فى دور العرض، مشدداً على أن سينما الشتاء تحمل بالنسبة له بريقاً يختلف تماماً عن أعمال الصيف. إثارة الشاشة الشتوية ويروى حسن يحيى مهندس الديكور انطباعه عن فيلم «السلم والثعبان 2» من بطولة عمرو يوسف وأسماء جلال، موضحاً أنه دخل الفيلم متردداً ظناً منه أن الجزء الجديد لن يرقى لمستوى العمل الأول، لكنه فوجئ بجودة مرتفعة على مستوى القصة والأداء والتصوير والإخراج، إضافة إلى الإقبال الواضح من الجمهور على شباك التذاكر، معرباً عن سعادته بمشاركة مشاهدة الفيلم مع مجموعة من أصدقائه. وأشار يحيى إلى تفضيله النوعيات المليئة بالرعب والغموض والإثارة، معتبراً أنها الأنسب لأجواء الشتاء الباردة، إذ تتناغم مع مزاج الموسم أكثر من أفلام الصيف التى يغلب عليها الطابع الكوميدى والترفيهى. ويرى أن الشتاء هو البيئة المثالية لأعمال التشويق التى تجذب الجمهور بقوة خلال هذا الموسم. دفء المشاهدة كما تحدثت تقى محمود، ربة منزل، عن تجربتها الأخيرة فى مشاهدة فيلم «لنا فى الخيال حب» برفقة زوجها احتفالاً بذكرى زواجهما الثالثة، مؤكدة أن العمل شدها بقصته ولاحظت معه حضوراً جماهيرياً لافتاً داخل قاعة العرض. وأوضحت أنها من عشاق السينما الشتوية لما تحمله من طابع مختلف وهادئ، مؤكدة أن زيارتها للسينما مع زوجها عادة مستمرة منذ فترة الخطوبة، خصوصاً فى هذا الموسم الذى تميل أفلامه إلى الرومانسية والهدوء فى مقابل أفلام الصيف التى ترتكز غالباً على الكوميديا والأغانى الخفيفة. واختتمت تقى حديثها بالتعبير عن أمنيتها فى أن تتناول الأعمال الفنية قضايا المجتمع الملحة، وما يشغل الأسرة والشباب ويعبرون عنه عبر منصات التواصل الاجتماعى. السينما.. هواية غير محددة المواسم يقول مصطفى بسيونى، الذى يعمل فى مجال السياحة، إنه يشاهد الأفلام بانتظام، وقد تابع مؤخراً أعمالاً متعددة من بينها «السلم والثعبان»، «لنا فى الخيال حب»، «بنات الباشا»، «سيكو سيكو» ويؤكد أن عشقه للسينما لا يرتبط بفصل محدد، فبالنسبة له لا فرق بين شتاء وصيف؛ السينما هواية راسخة ترافقه فى كل الأوقات. ويضيف بسيونى أنه يتمنى مشاهدة فيلم تاريخى جديد يشارك فى بطولته النجم كريم عبد العزيز الذى يراه واحداً من أكثر الفنانين قرباً للجمهور لما يقدمه من أعمال محترمة تتوافق مع قيم الأسرة المصرية والعربية، كما يأمل ألا تنجرف الصناعة خلف التأثيرات الغربية، وأن تحافظ على هويتها الفنية الأصيلة. الشتاء.. خيال ورمانسية وتحدثت أسماء مصطفى التى تعمل فى مجال التسويق عن تجربتها فى مشاهدة فيلم «ولنا فى الخيال حب»، بطولة أحمد السعدنى، مؤكدة أنها من جمهوره منذ مسلسل «زى الشمس» وتتابع أعماله باستمرار، ولذلك لم تتردد لحظة فى مشاهدة فيلمه الجديد. وأوضحت أسماء أنها اندهشت من الأداء التمثيلى للسعدنى، حيث انتقلت بين الضحك والبكاء والتأثر مع أحداث الفيلم الذى يروى حكاية أستاذ جامعى يعيش فى عالم موازٍ بعد وفاة زوجته حتى يصل به الخيال إلى صنع مجسم لها ليحادثه كل يوم، كما أشادت بأداء مايان السيد مؤكدة أنها بدت أكثر نضجاً وإتقاناً وجعلتها تعيش رحلة مليئة بالحب والخيال طوال مدة الفيلم واختتمت حديثها قائلة إن سينما الشتاء تحمل فى طياتها مزيجاً من السحر والخيال والرومانسية، وهو ما يجعلها مختلفة تماماً عن أفلام الصيف الكوميدية، لافتةً إلى أن الإقبال الجماهيرى على شباك التذاكر يثبت أن أفلام هذا الموسم أصبحت تنافس بقوة وربما تتفوق.