20-12-2025 | 14:15
هبة رجاء
فى كل حكاية إعلامية ناجحة لحظة فاصلة تغير المسار لكن حكاية د. حنان الخولى تحمل فى طياتها أكثر من لحظة؛ تحمل روحاً محبة للمعرفة، وعقلاً يطارد الحلم حتى وإن تأخر الطريق.
ضيفتنا هذا الأسبوع ليست إعلامية فقط بل مدرسة تجمع بين العمق الأكاديمى ومرونة العمل الميدانى، بين عشق اللغات وفن الترجمة، وبين خبرة عالم الإعلام ووهج الميكروفون والكاميرا.
رحلة بدأت بصدفة داخل أحد الاستوديوهات لتتحول إلى مسيرة ممتدة عبر الإذاعة المصرية بين القنوات الدولية والبرامج الاقتصادية والسياسية وحتى ساحات المؤتمرات الكبرى.
د. الخولى نموذج لإصرار لا يعرف حدوداً ولشغف يصنع طريقه رغم ازدحام التفاصيل. فى هذا الحوار نقترب من خطواتها الأولى؛ محطاتها المفصلية وتجاربها التى صنعت مذيعة متمكنة وأستاذة تهتم بنقل خبرتها إلى الأجيال الجديدة.
فى مستهل هذا الحوار نود أن نعود معك إلى البدايات.. كيف تشكلت رحلتك الأولى نحو عالم الإعلام؟
بصراحة دخولى إلى الإعلام جاء بمحض الصدفة، كنت أحلم منذ طفولتى أن أصبح مذيعة لكن مسار حياتى اتجه فى اتجاه آخر؛ درست فى كلية الألسن – قسم اللغة الألمانية – ثم بدأت عملى فى شركة شحن ألمانية وهناك اكتسبت خبرة واسعة فى التعامل مع ثقافات متعددة، لاحقاً قررت صقل معرفتى بدراسة بعض الكورسات فى الاقتصاد وإدارة الأعمال، وبينما كنت أعمل فى الغرفة التجارية الألمانية بالقاهرة صادفت مجموعة من الأصدقاء يصورون عملاً تمثيلياً فى أحد استوديوهات ماسبيرو وبعد انتهاء التصوير التقيت بالأستاذ ماهر مصطفى رئيس الدراما الإذاعية آنذاك، وكانت تلك اللحظة نقطة تحول كبيرة فى مسيرتي؛ فقد ساعدنى على إتقان اللغة العربية إلى جانب إجادتى اللغتين الألمانية والإنجليزية.
مع خطواتك الأولى فى المجال الإعلامى.. ما أبرز الصعوبات التى واجهتكِ.. وكيف قادتكِ تلك البدايات إلى الانطلاق فى عالم الإذاعة والعمل الدولي؟
واجهت بالفعل عدة تحديات فى البداية؛ فقد كنت أعمل بدوام كامل فى الغرفة التجارية الألمانية، ثم أخصص وقتاً بعد انتهاء عملى للتدريب على إتقان اللغة العربية مع مدربين متخصصين استعداداً لدخول المجال، وبعد فترة من الجهد والمثابرة تقدمت لاختبار الإذاعات المتخصصة ونجحت فيه بفضل الله، كانت تلك الخطوة بوابة دخولى إلى الإذاعة حيث بدأت العمل أولاً فى إحدى الإذاعات الألمانية، ثم انتقلت لاحقاً إلى قناة دولية وهى محطة مهمة فى مسيرتى خاصة خلال عام 2003، فى تلك الفترة تعلمت الكثير عن تحليل الأخبار والتحرير والترجمة وإدارة المحتوى، وهى خبرات أساسية شكلت انطلاقتى الحقيقية فى عالم الإعلام.
هل يمكن أن تحكى لنا عن تجربتك فى الإذاعة المصرية.. وكيف بدأت خطواتك العملية الحقيقية فى المجال الإعلامي؟
بدأت رحلتى فى الإذاعة المصرية تقريباً بثلاث سنوات من العمل التعلم والتدريب المكثف، ثم اجتزت اختبار الانضمام للإذاعات المتخصصة، بعد ذلك قضيت حوالى 8 أشهر أتدرب على الجلوس أمام «الميكروفون» دون أن أتكلم، حتى حانت لحظة انطلاقى على أثير إذاعة الأغانى إلى جانب تقديم الأخبار، فى عام 2003 أشار لى الأستاذ محمود سلطان – رحمه الله – بفرصة للانضمام إلى إحدى القنوات الدولية والحمد لله وفقت فى ذلك، بعدها رشحنى الأستاذ عمر بطيشة للعمل مع الإعلامية هالة سرحان فى مشروع «نيوز كليبس» وهو موجز إخبارى سريع وممتع مدته 5 دقائق وتعلمت الكثير من هالة سرحان، بالتوازى مع الإذاعة عملت فى عدة قنوات فضائية خاصة وقدمت برامج وأفلاماً وثائقية، كما قمت بالتعليق الصوتى باللغات العربية والإنجليزية والألمانية وعملت مترجمة فورية، بالإضافة إلى تقديم برنامج «اتصالات ميوزك بوكس» بدعم من الإعلامية القديرة إيناس جوهر، حيث التقيت بالعديد من النجوم الكبار.
متى وكيف بدأتِ خطواتك فى قطاع الأخبار.. وما الدور الذى لعبه ذلك الانتقال فى مسيرتك الإعلامية؟
جاءت خطوة عملى فى قطاع الأخبار بعد لقائى بالأستاذ عبداللطيف المناوى المسئول عن هذا القطاع الذى رأى فى القدرة على المساهمة فيه، ورشحنى للانضمام إلى فريقه، وبفضل توجيهاته ودعمه تم نقلى من إذاعة «راديو مصر» إلى العمل فى قطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى، وكانت هذه التجربة نقطة تحول مهمة فى مسيرتى الإعلامية.
هل يمكنكِ أن تحدثينا عن أبرز برامجك الحالية وأدوارك الإعلامية الحالية؟
حالياً أقدم على قناة «النيل للأخبار» برنامجى «هذا الصباح»، و«مؤشر النيل» وهو أحد أكبر البرامج الاقتصادية على القناة، إلى جانب ذلك أقدم مجموعة من البرامج الأخرى مثل «حديث العلم»، «واجه الصحافة» و«همزة وصل» التى تغطى موضوعات سياسية واقتصادية متنوعة، كما أعمل على قناة «النيل الدولية» حيث أشارك فى تغطية المؤتمرات الدولية وتقديم العديد من الأحداث الإخبارية المهمة مما يتيح لى الجمع بين الخبرة المحلية والدولية فى العمل الإعلامى.
إلى جانب عملك الإعلامى.. كيف تبدو حياتك الأكاديمية وإنجازاتك فى مجال التعليم والتدريب؟
فى عام 2024 حصلت على درجة الدكتوراه فى إدارة الإعلام مع التركيز على تأثير الذكاء الاصطناعى، كما حصلت على شهادة «مدربة محترفة» فى مجال الإعلام ما أهلنى لتقديم التدريب الرقمى على المستوى العالمى، إلى جانب عملى الإعلامى أسلك السلك الأكاديمى وأجد متعة كبيرة فى التدريس لطلابى ونقل خبرتى لهم، كما حصلت على عدة دبلومات وماجستير فى مجالات متنوعة، وأعمل حالياً على إعداد دبلومة فى الإعلام المستدام والإعلام الأخضر مع خطط للحصول على درجة الدكتوراه فى هذا التخصص لتعزيز الابتكار وتدريس هذا المجال الحيوى، فأنا أؤمن بأن العلم والتعلم رحلة مستمرة لا نهاية لها.
كيف بدأتِ تجربتك فى الصحافة.. وما أبرز المحطات التى مررت بها فى هذا المجال؟
بدأت حياتى المهنية فى الصحافة، حيث عملت فى صحف مصرية قومية وخاصة، بالإضافة إلى الصحافة الدولية، وركزت على مجالات العلاقات الخارجية والاقتصاد، تعلمت كثيراً من كبار الصحفيين مثل الراحل عبدالله كمال ومحمد هانى ووائل الإبراشى ومجدى الجلاد، كما كتبت مقالات فى صحف ومجلات مرموقة ما منحنى خبرة واسعة وفهماً عميقاً لكيفية نقل الأخبار والتحليل بطريقة مهنية.
ما أبرز النصائح التى تقدمينها لأى مذيع يسعى للاحتراف؟
أنصح المذيع باكتشاف ذاته بصدق، والعمل على تطوير مهاراته باستمرار وتحديد أهداف واضحة، من المهم أيضاً أن يثقف نفسه دائماً ويكون على قدر الكلمة والرسالة التى يحملها، محافظاً على الأمانة الإعلامية فى كل ما يقدمه.
هل هناك رسائل أخيرة أو إضافات تودين توجيهها لجمهورك؟
أود أولاً أن أشكر الله على التوفيق، ثم شكرى لكل من ساندنى فى مسيرتى خصوصاً والدتى رحمها الله وزوجى وأساتذتى الكرام مثل الأستاذة إيناس جوهر والأستاذ محمود سلطان ومصطفى ماهر والأستاذ محمد نوار ومحمد هانى والأستاذة هالة أبو علم والأستاذ أحمد ناصر، وكل من كان له أثر إيجابى فى حياتى، أتمنى الاستمرار فى التعلم وإلهام الآخرين لتحقيق أحلامهم، كما أتطلع لتقديم برامج اجتماعية واقتصادية مبتكرة تخدم المواطنين.